النَول... من أقدم آلات صناعة النسيج الحيّة في ليبيا

النَول... من أقدم آلات صناعة النسيج التقليدية الحيّة في ليبيا

طرابلس

العربي الجديد

العربي الجديد
20 أكتوبر 2018
+ الخط -

تُعدّ آلة النول من أقدم الآلات المُستخدمة في الصناعات التقليدية حتى الآن، إذ يعتمد عليها أساساً من قديم الزمن، في صناعة الألبسة النسائية والرجالية في ليبيا.

فقد كانت النساء قديماً يصنعن النسيج وينسجن ألبسة أسرهن من أيسر الموارد المتوافرة محلياً لديهن.

وبقي النول حتى يومنا هذا محتفظاً بشكله وتصميمه الأفقي المصنوع من الأخشاب بعد إعدادها جيّداً لصناعته.

علي المدنيين، العامل في هذا القطاع يقول باللغة المحلية: "آلة النسيج هذه تتكون من الخشب، نطلعوا الخشب عند النجار، ناخذوا مطوه وسلوه الحرير، ونلفوها طيعا على السدوه.. تولي آلة نسيج كاملة حاضرة للعمل".


وصناعة المنسوجات كما في السابق، لا تزال تحتفظ بكونها مورد رزق في ليبيا، حيث يحرص أصحاب هذه الحرفة على ضرورة تعليمها وتوريثها لأبنائهم على مر الأجيال، لما تعنيه لهم كآباء من أهمية.

في غضون ذلك، تبقى للشباب نظرة مختلفة، بخاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد حالياً، فهي حرفة مربحة بالنسبة إلى بعض الشباب، لا سيما أن إتقان فن النسج باستخدام النول يستغرق من شهر إلى شهرين، بحسب تجربة محمد فرج الخليفي، الذي يقول إن "بداية خدمتي هني في الحرير... هذا عليش أنا حبيت نتعلم الفكرة اهيا".

وتتنوّع المنسوجات التي يُستخدم النول في صناعاتها، منها الجرد الليبي والرداء الحرير والصوف والهدمة والفرش الليبي القديم وغيرها من الأشياء التي تُصنع من الصوف، والتي يُستعمل بعضها إلى يومنا هذا في معظم المناسبات الاجتماعية.

ويرتدي الليبيون هذه الألبسة خصوصاً في الأعراس، حيث تحرص المرأة على ارتداء الحرير المنسوج بالفضة أو الذهب، بعد أن تفنّن الحرفيون في صناعته، فأدخلوا في الرداء خيوطاً وأسلاكاً معدنية من الفضة أو الذهب زادته جمالاً وتميّزاً، وأصبح مقياس جودته حالياً يعتمد على كمية الفضة والذهب الداخلة في صناعته.

كثير من الليبيين يفضلون هذه المصنوعات التقليدية، خصوصاً في صناعة الجرد والعباءة، أكثر من الصناعات النسيجية الحديثة، ولهذا ظلت هذه الحرف حيّة وتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد.


وما زالت المصنوعات من النول أو المسدة، كما يسميه البعض، موروثاً ثقافياً، كما لا تزال هذه الحرفة التراثية تحمل طابعاً ليبياً أصيلاً من الصناعات والموروثات القديمة ذات المكانة الخاصة بالمجتمع المحلي، حيث أن للصناعات التقليدية والتراثية عظمتها وأثرها الذي يبعث بأبناء البلد الغبطة والفرح والفخر.

دلالات

ذات صلة

الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.
الصورة
دمر الفيضان عشرات المنازل كلياً في درنة (عبد الله بونغا/الأناضول)

مجتمع

ترك الفيضان كارثة كبيرة في مدينة درنة الليبية، كما خلف آلاف الضحايا، وقد تدوم تداعياته الإنسانية لسنوات، فالناجون تعرضوا لصدمات نفسية عميقة، وبعضهم فقد أفراداً من عائلته، أو العائلة كلها.

المساهمون