ماذا تعرف عن غيرهارد شرودر "داعم بوتين" و"صديق رجال الأعمال"؟

ماذا تعرف عن غيرهارد شرودر "داعم بوتين" و"صديق رجال الأعمال"؟

17 يونيو 2022
جرده البرلمان الألماني من امتيازات وطالبه الأوروبي بالاستقالة من شركات روسية (فرانس برس)
+ الخط -

أضحى المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر معزولاً، خصوصا بعد إعلانه أخيراً أنه لن ينضم إلى مجلس الإشراف على شركة "غازبروم الروسية".

وقبل أيام، جرد البرلمان الألماني شرودر، والذي يوصف بأنه صديق رجال الأعمال، من امتيازات رسمية يتمتع بها، وطالبه البرلمان الأوروبي بالاستقالة من الشركات الروسية.

ودعا النواب المحافظون في البرلمان الألماني إلى أن يحرم من معاش تقاعده، غير أن نوابا في الأغلبية اعتبروا أن ذلك قد يعد مخالفا للدستور.

هكذا سيواصل شرودر الاستفادة من معاش في حدود سبعة آلاف يورو وحماية الشرطة. "سأربح المال "، هكذا أجاب غيرهارد شرودر عندما سأله صحافي عن مخططاته المستقبلية عندما سلم مقاليد المستشارية لأنجيلا ميركل في 2005.

ذلك هدف سعى إليه على مدى الأعوام الأخيرة، إلى أن أضحى في بقعة الضوء منذ الغزو الروسي لأوكرانيا بسبب علاقاته مع فلاديمير بوتين.

وعمل المستشار الألماني السابق، في جماعات الضغط، واستغل في عمله ذاك "الصداقة" التي جمعته بفلاديمير بوتين والعلاقات التي نسجها عندما كان مستشاراً.

غادر السلطة التي لا تدر مالا كثيراً، ووضع رصيده من العلاقات في خدمة المجموعات البترولية الروسية مثل "روسنفت" التي التحق بمجلس إدارتها وكذا بمجلس إدارة شركة خط أنابيب"نوردستريم"، بعدما كان أقر ذلك الخط بين ألمانيا وروسيا في أسابيعه الأخيرة في المستشارية، وقد كان الرجل البالغ من العمر 78 عاما يستعد للالتحاق في يونيو/ حزيران المقبل بمجلس الرقابة في "غازبروم" الروسية العملاقة.

دأب على الدفاع في الكواليس عن تلك الشركات، ولم يتردد في الدفاع عن بوتين، بل إنه ندد، قبل الغزو، بما اعتبرها "استفزازات" أوكرانية، ما يفسر في تصوره ردود الأفعال الروسية.

مواقف دفعت قادة في الحزب الاشتراكي الألماني إلى قطع الصلات معه، بل إن أغلبية الألمان اعتبروا أن مواقفه غير مناسبة في الأزمة الحالية، بعدما كانوا صدموا إثر التحاقه بغازبروم، حيث إن سلوكه منذ مغادرة المستشارية دفع العديد من النواب إلى سن مدونة للسلوك، بعدما أثاروا مسألة الالتزام السياسي والمصالح الخاصة.

ورغم الانتقادات، واصل شرودر حياته كمتقاعد نشيط، إذ أكد لوسائل الإعلام الألمانية، أنه يربح عشر مرات ما كانت تحصل عليه المستشارة ميركل، فبالإضافة إلى علاقاته مع المجموعات العملاقة الروسية، عمل مستشارا لبنك الأعمال روتشيلد والناشر السويسري "ريجيي" ومجموعة طاقة ألمانية واشتغل متصرفا مستقلا بالمجموعة البترولية TNK-BP.

وأضحت علاقته بروسيا محرجة لألمانيا وخاصة للمستشار أولاف شولتز، خاصة أنه لم ينسحب مبكرا من الشركات التي شغل فيها مناصب عليا في روسيا، بينما عمدت عدة مدن إلى تجريده من أوسمة استحقها في السابق، وتعالت أصوات في الحزب الاشتراكي الديمقراطي لإقالته، هو الذي أكد أنه لا ينوي الانسحاب إلا إذا اتخذت روسيا قرارا بمنع الغاز عن بلده.

هو نموذج للسياسيين الذين صعدوا من قاع المجتمع إلى القمة. ولد شرودر قبل 78 عاما في قرية بويستفاليا، قضى والده العامل في الحرب، وتزوجت أمه مرة ثانية.

بدأ يعمل صغيرا، بعد المدرسة الابتدائية لم يستطع ولوج الثانوية، غير أنه تمكن بفضل دروس مسائية من الحصول على البكالوريا، والاستفادة من منحة باعتباره من يتامى الحرب، والالتحاق بالجامعة، حيث درس الحقوق وأصبح محامياً.

التحق بالحزب الاشتراكي الديمقراطي في 1963، وأضحى رئيسا للشبيبة الاشتراكية في 1978، والتحق بالبرلمان، حيث سطع نجمه في حزبه، وتقلد العديد من المهام، وأصبح مؤهلا للمنافسة على المستشارية، ليخلف هيلموت كول في 1988.

مساره قبل المستشارية وبعدها، يعكس الديماغوجية السياسية؛ فالماركسي السابق يوصف بأنه تحول بنوع من الانتهازية إلى اقتصاد السوق الاجتماعي، منتقلا من اليسار إلى المركز، إذ إن عشقه للسلطة جعله يتخفف من الأرثوذكسية النظرية التي ميزت الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

عندما يتناول المراقبون تجربته في الحكم في ألمانيا، يعتبر بعضهم أن حصيلتها نموذجية إلى درجة وصفه بمطلق النهضة الاقتصادية التي جعلت البلد أكثر تنافسية، بينما يرى البعض الآخر أنه تسبب في تراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

المساهمون