ألمانيا: دعوات لطرد شرودر من "الاشتراكي الديمقراطي" لدفاعه عن بوتين

ألمانيا: دعوات لطرد شرودر من "الاشتراكي الديمقراطي" لدفاعه عن بوتين

27 ابريل 2022
إذا حصل الانفصال سيظل شرودر ملتصقاً بالحزب لفترة طويلة (Getty)
+ الخط -

تقدّمت 14 جمعية حزبية في عدد من الولايات الألمانية، الثلاثاء، بمذكرات للحزب الاشتراكي الديمقراطي، تطالب باستبعاد المستشار الاشتراكي الأسبق غيرهارد شرودر، عن الحزب العريق، بينها ولايات شمال الراين، وفستفاليا، وبادن وفورتمبرغ وسكسونيا السفلى، فيما ستقوم هيئة تحكيم في الحزب بدراسة المذكرة والرد على طلب الجمعيات.

يأتي ذلك على خلفية صداقة شرودر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودفاعه عنه في مقابلة الأسبوع الماضي مع صحيفة نيويورك تايمز.

وتمسك شرودر خلال المقابلة مع الصحيفة الأميركية، وهي الأولى له منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، بدفاعه عن صديقه المقرّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأكد شرودر أنه ضد التهم الموجهة إليه، رغم وصفه الحرب على أوكرانيا بأنها خطأ، مبيناً أن مجزرة بوتشا لم تكن بأوامر من بوتين، معلناً أنه ضد حظر إمدادات الطاقة من روسيا. ولاقت تصريحات شرودر الذي لم ينأ بنفسه عن بوتين اعتراضات كبيرة في ألمانيا.

وتتصاعد اللهجة بخصوص العواقب عن المخصصات المالية التي يستفيد منها شرودر من الميزانية العامة، وسط تلويح باستعادة مكاتبه الستة داخل البرلمان.

وفي الإطار، طلبت الزعيمة المشاركة لحزبه، ساسكيا إسكن، الاثنين، من زميلها شرودر الاستقالة من الحزب بعد ما يقرب من 60 عاماً من العضوية، واعتبرت ساسكيا إسكن في حديث لإذاعة "دويتشلاند فونك"، أن "دفاعه عن بوتين ضد تهم جرائم الحرب أمر سخيف بكل ما للكلمة من معنى، وكان من الضروري استقالته من الشركات الروسية للحفاظ على سمعته مستشاراً ناجحاً، وللأسف لم يتبع هذه النصيحة، وهو يخدم ديكتاتوراً محارباً، ودفاعه عن جرائم بوتين على المسرح العالمي ليس فقط مهيناً، بل فضيحة".

ومع استمرار النقاش في موقف المستشار شرودر المؤيد لروسيا، ولا سيما أن الأخير لا يزال يرى نفسه لاعباً رئيسياً في السياسة العالمية مع القدرة على إعادة بوتين إلى رشده، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ميشائيل روث، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، الثلاثاء، إنه بعد مقابلة شرودر الصحافية، "يؤلمني ويحرجني أن تكون شخصية مثل شرودر انتخب مرتين مستشاراً لألمانيا، والضرر لا يتحمله الاشتراكي وحده، بل ألمانيا كلها، وعلى شرودر أن يشعر بأنه لم يعد مرغوباً فيه في الحزب".

وفي خضم ذلك، أشار تعليق لشبكة أن تي الإخبارية إلى أن شرودر "لم يفهم بعد أنه جرى شراؤه بالملايين لخدمة الأجانب الذين لا يمكن الوثوق بهم، لأنهم كذبوا وخدعوا العالم وخرقوا المعاهدات الدولية، والديكتاتوريون ليس لهم أصدقاء، فهم يقسمون الناس بشكل مبتذل إلى نوعين: مفيد وغير مفيد، وشرودر ينتمي إلى الفئة الأولى. وهو يحاول ربط أسطورته عن كونه موظفاً حكومياً مخلصاً، وأن الآخرين لا يرون ذلك ولا يقدرونه، ولا سيما أنه لطالما قال: خدمت المصالح الألمانية".

 وذكرت الشبكة أنه "قد يكون للروس والألمان سمات شخصية مشتركة، لكن ليس لديهم القيم الداخلية التي تشكل الصداقة، وإلا لم يكن شرودر مضطراً إلى التساهل مع بوتين، وبالصداقة الحقيقية تدوم الحقيقة، لا بخدمة أمراء الحرب".

من جهة ثانية، رأى الكاتب السياسي توماس شمول في تصريحات لشبكة ان تي في الاخبارية، أنه "إذا ما ابتعد شرودر عن بوتين فسوف يسقطه على الفور، ولهذا السبب يدعم شرودر زعيم الكرملين، والمستشار الأسبق ظهر ذلك في سلوكه عندما أعلن بشكل لا رجعة فيه تخليه عن منصبه الفخري في مدينته هانوفر، حتى إن مجزرة بوتشا الأوكرانية لم تجعله يغير رأيه، ويعتبر أن الأوامر بخصوص المجزرة لم تأتِ من بوتين، وكأنه لا يعرف أن بوتين هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية".

ولفت شمول إلى أنه "أمر محزن للغاية أن شرودر يريد تجنيب مجرم حرب رحلة إلى محكمة العدل الدولية. وعلى المرء أن يفكر في مظهر بوتين الكاذب، وكيف تظاهر بالبراءة بشمعة في عيد الفصح الأرثوذكسي في موسكو، كما لو كان تقياً ويدافع عن قيم المسيحية".

ومن المرجَّح ألّا يمتثل شرودر للنصائح، وعلى قيادة الحزب الألماني أن تراقب بلا حول ولا قوة، مع تجاهله جميع مطالبهم وإنذارهم النهائي، وإذا ما اتخذ القرار بفصله من الحزب، فإن الأمر سيستغرق شهوراً وربما سنوات، لأنه يتطلب اتخاذ قرار نهائي من هيئة تحكيم حزبية.

 وفي حال حصول الانفصال، سيظل الحزب الاشتراكي الديمقراطي ملتصقاً بشرودر لفترة طويلة، رغم أنه "يفتقر إلى الاحترام في حزبه وفهمه للواقع، والتفكير وحتى الرحمة"، حسب شمول.