إغلاق موسكو لحنفية الغاز إلى أوروبا: شرودر يبرّر سياسة صديقه بوتين

إغلاق موسكو لحنفية الغاز إلى أوروبا: شرودر الألماني يبرّر سياسة صديقه بوتين

15 أكتوبر 2021
الشركات المصدرة للطاقة تجني أرباحاً كبيرة، وأهمها "غازبروم" الروسية (فرانس برس)
+ الخط -

تبريرات المستشار السابق غيرهارد شرودر لما يعتبره بعض الألمان "ابتزازا" يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تثير امتعاضا داخل ألمانيا التي تدفع، هي كما بقية الدول المستهلكة للغاز والنفط، فاتورة باهظة الثمن على ضوء الغلاء المستفحل لمنتجات الطاقة. 

فقد ارتفعت أسعار النفط والغاز إلى أعلى مستوى لها منذ 7 سنوات لدرجة أن شركات بينها "إي أون" لا تقدم حاليا أي تعرفات جديدة للغاز، والشركات المصدرة للطاقة تجني أرباحا كبيرة، وأهمها "غازبروم" الروسية المملوكة للدولة.

ويتهم الأوروبيون الرئيس بوتين بأنه يمارس ضغوطا عليهم بأسعار الطاقة الباهظة، علما أن بدء تشغيل خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2" ينتظر بعض تراخيص التشغيل والتسليم، ومن شأنه أن يحد من التوترات في منطقة اليورو.

يأتي ذلك في وقت تكافح روسيا الحظر المفروض على العقود الطويلة الأجل لتوريد الغاز التي يتم تحديد أسعارها على المدى الطويل، إضافة إلى تلك التي سيتم تسليمها، علما أن هذا النوع من العقود وفي حال لم تكن هناك حاجة للكميات المطلوبة، فإنه يجب دفع رسوم الإلغاء، والاتحاد الأوروبي أوقفها لأسباب تتعلق بقانون المنافسة.

تبريرات شرودر

وقد برر شرودر الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركتي خط "نورد ستريم 2" وشركة النفط المعدنية الروسية "روزسفت"، في تحليل نشرته صحيفة "هاندلسبلات" لصديقه الرئيس بوتين حول ما يثار في أوروبا عن إغلاقه "حنفية" الغاز عن القارة العجوز على أبواب الشتاء.

وعزا الأسباب إلى التعطش لمشتقات الطاقة في آسيا بفعل انتعاش الاقتصاد مرة أُخرى بعد انقطاع الأعمال بسبب كورونا، وإلى استخدام مرافق تخزين الغاز في روسيا لفترة أطول في الشتاء الماضي بسبب درجات الحرارة الباردة التي استمرت حتى الربيع.

ولن تبدأ عمليات التغذية لتخزين الغاز إلا اعتبارا من إبريل/ نيسان الماضي، أي بتأخير أكثر من شهر عن المعتاد، علما أن دول الاتحاد الأوروبي وألمانيا تحصل على جزء كبير من الغاز عبر شبكة خطوط، خاصة من روسيا والنرويج.

علاوة على ذلك، فإن ناقلات الغاز الطبيعي المسال تتجه إلى آسيا، حيث تواصل الصين على وجه الخصوص الشراء بأسعار مرتفعة للاستهلاك والتخزين، حيث استوردت بكين بين يناير/ كانون الثاني وأغسطس/ آب 2021، أكثر من 22% من العام السابق، بينما انخفضت واردات الغاز الطبيعي المسال إلى دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة 17%.

والمثير للاهتمام أن الولايات المتحدة ضاعفت شحناتها من الغاز الطبيعي المسال إلى الصين 4 مرات خلال هذه الفترة المذكورة، فيما يطالب الأميركيون أوروبا بتقييد تجارتها مع الصين.

واعتبر شرودر أن لا داعي للقلق في أوروبا، لأن احتياجات المستهلكين لا تزال قيد الخدمة رغم تأخّر ملء منشآت تخزين الغاز في أوروبا، فيما تمتلك ألمانيا أكبر سعات التخزين في الاتحاد الأوروبي، وهي ممتلئة حاليا بنسبة 68%، بينما تصل في معظم دول التكتل إلى ما نسبته 80%.

وشدّد المستشار الاشتراكي السابق على أنّ روسيا ظلت لأكثر من 50 عاما موردا موثوقا به للغاز الطبيعي إلى أوروبا، مبرزا زيادة إنتاج موسكو من الغاز خلال الأشهر الـ8 الماضية.

وتقترب صادرات الغاز الروسية من أعلى مستوياتها على الإطلاق، حتى أن الصادرات إلى ألمانيا وحدها زادت 40% عام 2021 مقارنة بالعام السابق.

انتقاد هذه التبريرات

في المقابل، اعتبرت صحيفة "بيلد" أن ما ذكره شرودر يحمي مجددا سياسة الغاز التي يتبعها صديقه بوتين، وفق تعبيرها، مشيرة إلى أن شركة "غازبروم" أعلنت زيادة 33.2% منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، وانتقدت حديثه عن أن الطلب المتزايد في آسيا جعل الغاز أكثر تكلفة، معتبرة أن الأمر الصحيح هو أن روسيا تستخدم حقول غاز أخرى للصين ويمكنها بسهولة ضخ المزيد من الغاز إلى أوروبا.

وبالنسبة لادعاء شرودر بأن خط "نورد ستريم 2" الجديد سوف يحد من ارتفاع الأسعار، ذكرت "بيلد" أن الكرملين لا يستخدم أنابيب الغاز الخاصة به بالكامل، بل إن 43% من السعة تأتي عبر بيلاروسيا وبولندا، مقابل 29% عبر أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن عضو البرلمان الأوروبي المنتمي إلى "حزب الخضر"، راينهارد بوتيكوفر، قوله إن رئيس الوكالة الدولية للطاقة، فاتح بيرول، أشار إلى أن روسيا يمكنها أن تفعل المزيد لمواجهة هذه الأزمة، وأن شرودر لا يستطيع أن يُنكر حقا ما سمّاها "محاولة الابتزاز الروسية"، لأن الغاز الذي سيصل عبر "نورد ستريم 2" كان من الممكن أن يصل بواسطة خط الأنابيب الحالي عبر أوكرانيا.

المساهمون