لبنان على موعد الأربعاء مع تحرّكات واسعة استنكاراً لرفع الدعم

12 أكتوبر 2020
+ الخط -

في خضمّ نكبته الاقتصادية والمعيشية الحادة، أصبح لبنان على موعد مع يوم غضب شعبي ونقابي عارم يقوده "الاتحاد العمالي العام" بمواجهة نية السلطات رفع الدعم عن سلع أساسية وحيوية بما يُنذر بكارثة اجتماعية كبرى، على وقع تسارع عدّاد كورونا وعجز المسؤولين عن إيجاد الحلول.

في السياق، جاءت دعوة المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات المصالح المستقلة والمؤسسات العامة والخاصة في لبنان، في بيان، الإدارات والمؤسسات العامة كافة للنزول إلى الشارع، بعد غد الأربعاء، للتعبير عن استنكار الأوضاع الاقتصادية في البلد والفلتان الأمني والاستخفاف بأمن المواطنين ولقمة عيشهم وحياتهم، ولا سيما في ظل جائحة كورونا.

واعتبر البيان أن "تخلي الدولة عن واجباتها لجهة تدهور الليرة اللبنانية وجشع التجار ونهب اموال المواطنين سيؤدي إلى انفجار لا يمكننا السيطرة عليه ولا تحمد عقباه".

من هذا المنطلق، دعا المجلس إلى حكومة متوازية بالكفاءات ذات حس وطني جامع قادرة على البدء بالإصلاحات، ورفض مصادرة أموال المودعين وجنى عمرهم وتعبهم، وكذلك رفض رفع الدعم، داعياً إلى صون الضمان الاجتماعي حماية لأموال المضمونين ولصرف التعويض عند الاستحقاق على سعر 1500 ليرة لمن يرغب.

كما دعا إلى دعم المستشفيات الحكومية، وتعزيز التعليم الرسمي الجامعي والمدرسي، مؤكداً أهمية وجود الاتحاد في كل الاجتماعات التي تحصل حتى يتمكن من خلق حالة توازن فلا يجتمع الأغنياء والمسؤولون ليقرروا مصير العمال والفقراء وأصحاب العلاقة مغيبون.

نقابات الشمال

كذلك، عقد نائب رئيس اتحاد النقل البري عضو المجلس التنفيذي في اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال، شادي السيد، مؤتمراً صحافياً في مقر نقابة السائقين العموميين في الشمال، بحضور نقباء المهن العمالية الحرة في الشمال، للإعلان عن التحرك الكبير الذي سيُنظم الأربعاء، ليواكب تحرك "الاتحاد العمالي العام"، رفضاً لرفع الدعم عن مادة البنزين بالدرجة الأولى ومن ثم المواد الأساسية.

وتابع: "سننزل الأربعاء إلى الشارع لنواجه قرارات رفع الدعم عن المواد الأساسية، ولن نسمح لهم القيام بذلك"، لافتاً إلى أن "الاتحاد العمالي العام وجّه الدعوة إلى التحرّك الأربعاء، كما وجّه الدعوة أيضا اتحاد النقل البري الذي كان سباقاً في الاعتراض... فجميعنا سنشارك في منع هذه الجريمة الموصوفة".

أضاف: "كما سنسأل عن أزمات البنزين والدواء والمستشفيات، ومن يسمح برفع فاتورة الاستشفاء وفرض أموال غير شرعية كفرق لفاتورة الضمان، ومن يقف وراء استغلال الناس بكورونا وما هي حقيقة التباين بنتائج الفحوص بين مستشفى وآخر؟".

وانتهى السيد إلى القول: "سنقطع أول طريق القلمون الأربعاء، ولتتحمل الدولة مسؤوليتها، ولتواجه الحكومة المستقيلة مسؤوليتها في كل ملف، من طغيان العمالة الأجنبية إلى التهريب للمحروقات والأدوية، لذلك كله ندعو الجميع إلى المشاركة بين الثامنة والعاشرة، ومن ثم التصعيد ولن نخرج بعدها من الشارع فما من شيء نأسف عليه".

اتحاد النقل الجوي

بدوره، أعلن "اتحاد النقل الجوي في لبنان" أنه "التزاماً بقرار الاتحاد العمالي العام بيوم غضب واحتجاج على قرار رفع الدعم عن السلع الأساسية والدواء والمحروقات، سينفذ اتحاد النقل الجوي اعتصاماً رمزياً أمام قاعة المغادرين في مطار رفيق الحريري الدولي، عند الحادية عشرة والنصف من قبل الظهر بمشاركة رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر".

العاملون في القطاع الصحي

كما عقد"اتحاد نقابات العاملين في القطاع الصحي" اجتماعاً برئاسة توفيق المدهون، وأصدر بياناً دعا فيه العاملين في القطاع إلى الالتزام بدعوة الاتحاد العمالي العام بتنفيذ يوم الغضب الكبير الأربعاء، وتنفيذ اعتصامات أمام المراكز".

وقال الاتحاد: "بعدما وصلت الأمور إلى أقصاها من صرف جماعي وأكل الحقوق وهضم القوانين والأعراف وارتفاع أسعار الطبابة في المستشفيات الخاصة وعدم دفع رواتب الموظفين في المستشفيات الحكومية دون الالتفات إليكم وأنتم أصحاب التضحيات الكبرى، ولأننا وجدنا أن أصحاب النفوذ يجعلونكم تسكنون آبار الفقر والجوع ويطرقون أبواب رفع الدعم عن مقومات الحياة وجعلنا جميعا مشردين تحت خط الفقر، يدعوكم الاتحاد إلى الالتزام بدعوة الاتحاد العمالي العام بتنفيذ يوم الغضب الكبير".

وزير الاقتصاد والتجارة

إلى ذلك، بحث وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمه، مع وفود نقابية، موضوع دعم السلع والمواد الغذائية وضرورة استمرار هذا الدعم في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي تمر بها البلاد.

ونُقل عن الوزير تأكيده "أن هناك ترشيداً لهذا الدعم في المرحلة الراهنة، لأن الدعم يُبقي المجتمع متماسكاً، ورفع الدعم بالمطلق لا يقبل به أحد".

ولدى تسلمه هبة عراقية هي عبارة عن 10 آلاف طن من الطحين من الحكومة العراقية، قال الوزير نعمه إن "الحديث عن رفع الدعم غير صحيح، فهناك ترشيد للدعم، لأن دعم السلع يمكن أن يتم تهريبها، بينما الترشيد تصل من خلاله السلع إلى المواطن مباشرة. هذا هو العمل الصحيح، ونحن بحاجة إلى وقت. وحتى ننجز الأمر نحن مستمرون بالدعم".

أضاف الوزير: "سبق أن زدنا وزن ربطة الخبز إلى ألف غرام لمدة 62 يوماً، ويُمكن أن نمدّدها إلى فترة أكبر".

هبوط لافت لسعر الدولار

وفي سوق القطع، حافظ الدولار الأميركي في سوق بيروت المالية على استقراره، مقفلاً على سعر وسطي يبلغ 1507.5 ليرات، وفقاً لنشرة "مديرية القطع والعمليات" لدى "مصرف لبنان" المركزي، في حين أعلنت نقابة الصرافين تسعير سعر صرف الدولار مقابل الليرة بهامش متحرّك بين الشراء بسعر 3850 ليرة حداً أدنى والبيع بسعر 3900 حداً أقصى. أما في السوق السوداء، فقد انخفض سعر الدولار إلى هامش بين 7700 ليرة للشراء و7900 ليرة للمبيع، نزولاً من نحو 8800 ليرة كان قد سجلها قبل أيام.

المساهمون