سورية توافق على تمرير كميات إضافية من مياه الفرات للعراق

سورية توافق على تمرير كميات إضافية من مياه الفرات للعراق

16 مارس 2024
التقاء نهري دجلة والفرات عند شطّ العرب (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب، وصف زيارته لسورية بالمثمرة، حيث تم الاتفاق على إطلاق 500 متر مكعب/ثانية من مياه الفرات للعراق وبناء خزين بسد حديثة لتحسين الوضع المائي.
- اللقاءات مع مسؤولين سوريين أكدت على احترام الاتفاقيات الدولية لتقاسم مياه الأنهار والاستعداد لتنفيذ مشروعات مشتركة باستخدام التقنيات الحديثة لمعالجة شح المياه.
- سورية، رغم تحديات انخفاض تدفق المياه من تركيا، أبدت استعدادها لمساعدة العراق في مواجهة الشح المائي، مع تبادل الخبرات والمعلومات لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الموارد المائية.

أعرب وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب، عن ارتياحه لنتائج زيارته الأخيرة لسورية، التي قال إنها كانت "مثمرة جداً"، وإنها ستنعكس إيجاباً على الوضع المائي في العراق، وبخاصة ما يتعلق بتقاسم مياه نهر الفرات.

ونقلت وكالة الانباء العراقية عن ذياب قوله، اليوم السبت، إنه تم خلال الزيارة الاتفاق على "إطلاق معدل 500 متر مكعب في الثانية من مياه الفرات إلى حدود مدينة حصيبة وسد حديثة، والبدء ببناء خزين في سدّ حديثة".

وأضاف: "سدّ حديثة تعرّض لانخفاض هائل في كميات المياه خلال العام الماضي، إلا أنه يشهد حالياً تغيراً إيجابياً ملموساً، بعد تحقيق نموّ الخزين المائي لمواجهة الصيف المقبل"، مشيراً إلى أن الوضع المائي في العراق تحسّن عن العام الماضي.

وكان الوزير العراقي قد أجرى قبل أيام زيارة لدمشق، التقى خلالها رئيس حكومة النظام السوري حسين عرنوس، ووزراء الخارجية والموارد المائية والزراعة والإدارة المحلية، حيث أكد الجانبان "ضرورة احترام جميع الأطراف الاتفاقيات الدولية المتعلقة بإنشاء السدود وتقاسم مياه الأنهار الدولية بين دول المنبع والمصب"، وفق ما ذكرته وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري.

ونقلت الوكالة عن عرنوس استعداد الجانب السوري "لتنفيذ مشروعات مشتركة مع الجانب العراقي في مجال المياه، واستخدام التقنيات الحديثة لمعالجة واقع شحّ الموارد المائية، نتيجة لعدة أسباب، منها الجفاف وقلة تساقط الأمطار خلال السنوات الماضية".  

ووفق الوكالة، فإن عرنوس طمأن الجانب العراقي بأنه "على الرغم من قلة المياه المرسلة من دولة المنبع تركيا، التي وصلت إلى نصف الحصة المقررة، وحالياً تصل إلى أقل من 300 متر مكعب بالثانية الواحدة هبوطاً من 500 متر مكعب بالثانية، فإن سورية لن تألو جهداً في مساعدة العراق، في ظلّ نقص الكميات المرسلة من المياه والشحّ المائي وقلة تساقط الأمطار".

بدوره، أبدى الوزير العراقي استعداد بلاده لتبادل الخبرات والمعلومات مع الجانب السوري وتعزيز التعاون الثنائي في هذا السياق، فيما ذكر القائم بأعمال السفارة العراقية بدمشق، ياسين شريف الحجيمي، في تصريح لصحيفة "الوطن" السورية، أن المباحثات تطرقت إلى "الحصص المائية التي تصل بين نهر دجلة والفرات، مروراً بالأراضي السورية باتجاه العراق".

وفي تعليقه على هذه التصريحات، قال الصحافي الاقتصادي فؤاد عبد العزيز لـ"العربي الجديد"، إنّ النظام السوري يحاول إظهار حسن نية تجاه الجانب العراقي، طمعاً كما يبدو في تدفق استثمارات عراقية حكومية في بعض القطاعات الاقتصادية، وخصوصاً الزراعية. ولكن في الواقع فإن الجانب السوري غير قادر على تنفيذ ما أعلنه الوزير العراقي، لأن كمية المياه الكلية الداخلة إلى سورية أقل من 300 متر مكعب في الثانية"، متسائلاً: "كيف يستطيع تزويد العراق بـ500 متر مكعب في الثانية، على فرض عدم استهلاك قطرة ماء واحدة من مياه الفرات في سورية؟".

وأضاف عبد العزيز: "وفضلاً عمّا سبق، فإن النظام السوري غير مسيطر أمنياً ولا فنياً على كل مجرى نهر الفرات في سورية، الذي يسير فيها مسافة 600 كيلومتر من جرابلس شمالاً إلى البوكمال شرقاً، وهي مناطق تتناوب السيطرة عليها قوى مختلفة، تبدأ بالفصائل المدعومة من تركيا، مروراً بقوات "قسد" الكردية، وصولاً إلى قوات النظام والمليشيات الإيرانية".

وكانت سورية وتركيا قد وقعتا في عام 1987 اتفاقية، قضت بأن يوفر الجانب التركي ما لا يقلّ عن 500 متر مكعب في الثانية سنوياً للجانب السوري، وبعد ذلك بعامين اتفق الجانب السوري مع العراقي على تمرير 58% من مياه الفرات نحو الأراضي العراقية مقابل 42% لسورية.

غير أن الجانب السوري اشتكى في الآونة الأخيرة من انخفاض التدفق الوارد من تركيا إلى ما دون 300 متر مكعب في الثانية سنوياً، وهو ما خفض تالياً من حصة العراق من مياه النهر، فيما يقول الجانب التركي إن الانخفاض يرتبط بالجفاف وقلة الأمطار، وهو ليس إجراءً متعمّداً.

وعلى غرار مناطق عدة في العراق، تعاني مناطق شرق سورية التي تُعَدّ أهمَّ مصدر للإنتاج الغذائي في البلاد، من تراجع كبير في مصادر المياه، سواء للري أو الشرب.

وفي إطار تبادل الخبرات بين الجانبين، زار الوفد العراقي، خلال وجوده في سورية، منشأة ضخ "نبع بردى"، التي توفر قسماً من مياه الشرب لريف العاصمة دمشق. واطلع الوفد، وفق وسائل إعلام محلية، على آلية العمل في المنشأة والضخ منها لمدينة دمشق وريفها، واستمع من القائمين عليها إلى شرح مفصل لجاهزية الآبار الموجودة ضمنها، مع الإشارة إلى أنه يجري حالياً الضخ من هذه الآبار لقرى وادي بردى وقدسيا وضاحيتها فقط، بينما تُزوَّد مدينة دمشق من منظومة نبع الفيجة، بالتزامن مع ازدياد غزارته حالياً.

كذلك زار الوفد العراقي محطة معالجة الزبداني، العاملة بطاقة إنتاجية تقدر حالياً بنحو 17 ألف متر مكعب في اليوم، واستمع من القائمين عليها لشرح عن مواصفات مدخل المحطة ومخرجها، وآلية عملها.

المساهمون