رئيس جمعية مصنعي أفغانستان: تعطل النظام المصرفي عقبة كبيرة

رئيس جمعية مصنعي أفغانستان: تعطل النظام المصرفي عقبة كبيرة

21 يونيو 2022
رئيس جمعية مصنعي أفغانستان عبد الجبار صافي (العربي الجديد)
+ الخط -

تضغط الأزمة الاقتصادية وتعطل النظام المصرفي في أفغانستان على المستثمرين وأصحاب المصانع، إلا أن الأوضاع تتحسن تدريجياً وفق حديث رئيس جمعية مصنعي أفغانستان عبد الجبار صافي، وهنا نص المقابلة:

* كيف تقيّمون الوضع الحالي للصناعة الأفغانية؟

بالنسبة للتطورات الإيجابية، كنا نواجه تحديات كبيرة ومشاكل جمة قبل سيطرة طالبان على الحكم، وأبرزها عدم وجود الأمن والاستقرار، كما كنا نواجه في الحكومة السابقة الفساد في كل مكان، خاصة عندما كنا نستورد المال الخام، وعندما كنا نصدر منتجات مصانعنا، ندفع مرارا في حواجز أمنية مختلفة من الحدود التي تدخل فيها المواد الخام من باكستان وإيران ودول آسيا الوسطى حتى الوصول إلى كابول.

حالياً هذه التحديات غير موجودة. ويوجد في حكومة طالبان لجنة خاصة تعنى بالتجارة والصناعة ويترأسها نائب رئيس الوزراء في الشؤون الاقتصادية الملا عبد الغني برادر، وهو شخصية متعاونة جدا، هناك تنسيق مباشر بيننا وبينه. مثلاً تم وضع ضرائب على السلع المستوردة التي لديها مثيل من الإنتاج المحلي، وبدأ المواطن والتاجر يهتم ويتجه صوب استهلاك وبيع المنتج المحلي كونه أصبح أرخص سعراً مقارنة مع المستورد.

* ماذا عن إعلانكم في ديسمبر أن 50% من المصانع قد توقفت عن العمل؟

حتى قبل ثلاثة أشهر كان الوضع مختلفاً تماماً، الكثير من التجار وأصحاب المصانع أوقفوا أعمالهم، إذ هناك تحول كبير قد حصل في البلاد. ولكن الآن الأمور تسير نحو السابق وتتحسن تدريجياً، من الممكن أن أقول إن 80 في المائة من المصانع استأنفت أعمالها وبدأت تنتج من جديد، كما أن أصحاب الأموال الخارجيين من البلاد بدأوا يبدون رغبتهم في العودة.

كما كنا نعاني من أزمة كهرباء منذ سنوات، ولكن منذ ثلاثة أشهر ناقشنا مع نائب رئيس الوزراء الموضوع، وقد أمر وزارة الطاقة بتوفير الكهرباء للصناعيين، وهو ما يحصل الآن، حيث لا ينقطع التيار الكهربائي إلا نادرا جدا. وثمة أكثر من 66 سلعة منتجة محلياً، وهي متوفرة في الأسواق بسعر رخيص، وفي ظل التنسيق الموجود بين قطاع الصناعة والحكومة الحالية سوف تتحسن الأمور أكثر في فترة زمنية محدودة.

* كيف تؤثر أزمة النظام المصرفي على القطاع الصناعي في أفغانستان؟

مشكلة النظام المصرفي صعبة وتعثر أعمالنا كثيرا، هناك تحسن قليل جدا ربما بنسبة 20 في المائة، ولكن 80 في المائة من المشكلة لا تزال مستمرة بحيث لا يمكننا تحويل الأموال إلى الخارج؛ إذ في أغلب الأحيان البنك الوسيط يرفض تسليم المال إلى الفريق الثالث الذي نرسل له التحويلات. كذا عندما ترسل أموالنا من الخارج البنك الوسيط يرفضها وبالتالي لا تصل إلينا. هذه مشكلة كبيرة، نتمنى أن تحل قريباً، غير أن جزءاً كبيراً من حلها على عاتق المجتمع الدولي، كما أن حكومة طالبان لم تعمل كثيرا في هذا الإطار حتى الآن، وقد طلبنا منها أن تحل هذه المشكلة، كي نتمكن من إخراج أموالنا الموجودة في البنوك الأفغانية.

* هل مشكلة عدم الحصول على تأشيرات سفر تعثر أعمالكم؟

طبعا مشكلة عدم الحصول على التأشيرات إلى دول مختلفة نحتاج زيارتها هي مشكلة لجميع الأفغان، حاليا يمكننا الحصول على تأشيرة إلى إيران وباكستان، ولكن معظم الدول الأخرى ليس لها قنصليات في كابول، بالتالي لا يمكننا زيارتها، غير أن تلك المشكلة ليست كبيرة، لأننا نتباحث عبر وسائل التواصل المختلفة، ونبحث عن المواد الخام عبر الإنترنت، ثم نبرم الصفقات إلكترونيا، بالتالي تلك المشكلة ليست كبيرة، لكن حلها سيسهل أعمالنا، ونتمنى أن يكون ذلك قريباً.

* هل تواجهون مشكلة في الحصول على المواد الخام؟

كنا نواجه مشاكل كثيرة، وبعد سيطرة طالبان على كابول لم تصل لنا مواد الخام في الأشهر الأولى، ولكن الآن تصل إلينا، ولكن بتكلفة عالية جدا، على سبيل المثال كنا ندفع أجرة أي سلعة قيمتها 100 ألف دولار حوالي 200 دولار، لكن الآن ندفع بين ألفين إلى أربعة الأف دولار، وهي تكلفة عالية جدا، لكن الأمور تتحسن تدريجيا.

* هل ارتفاع قيمة الدولار أثر على أعمالكم؟

في مقارنة مع قيمة الدولار مقابل العملة الباكستانية أو الإيرانية والتركية باتت قيمة العملة الأفغانية مناسبة للغاية، الآن الدولار الواحد بـ89 أفغانية بينما كنا نتوقع في بداية عهد طالبان أن تصل إلى 130، ولكن حكومة طالبان استطاعت أن تحافظ على قيمة الأفغانية مقابل الدولار. لكن لا سمح الله إذا حصل في بلادنا ما حصل في باكستان حيث تدهورت قيمة العملة الباكستانية مقابل الدولار، حينها سنواجه مشاكل كبيرة ليس فقط في قطاع الصناعة، بل في كل قطاعات الاقتصاد. 

المساهمون