زعماء قبائل في الهلال النفطي الليبي يهددون بوقف تصدير النفط

زعماء قبائل في الهلال النفطي الليبي يهددون بوقف تصدير النفط.. ومطالب بتدخل الحكومة

04 سبتمبر 2021
مساعٍ لزيادة صادرات ليبيا (Getty)
+ الخط -

هدد عدد من زعماء القبائل في منطقة الهلال النفطي الليبي، وسط البلاد، بوقف حركة تصدير النفط بموانئ الشركات الواقعة بزويتينة والبريقة ورأس لانوف والسدرة، إلى حين إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله. 

وتناقلت وسائل إعلام ليبية فيديو يظهر عدداً من أهالي منطقة الهلال النفطي، الخاضعة لسيطرة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وتقع فيها أغلب موانئ تصدير النفط في البلاد، أعلنوا فيه وقف حركة تصدير النفط عبر موانئ المنطقة، وطالبوا بإقالة صنع الله وتعيين رئيس مؤسسة جديد والتوزيع العادل للمناصب في المؤسسة

ورغم تداول الفيديو بشكل واسع، عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، إلا أن حركة التصدير لم تتوقف في الموانئ، وفقاً للمهندس النفطي في ميناء البريقة علي الوحيشي، الذي أكد لـ"العربي الجديد" أن معدل التصدير لم يتغير ولا يزال يسير بنحو طبيعياً. 

وفيما أكد الوحيشي أن الموانئ لا تزال تعمل بنحو طبيعي، حذّر من إمكانية تصاعد الوضع وإجبار مشايخ قبائل المنطقة إدارات الموانئ على وقف التصدير إذا لم تتدخل السلطات الحكومية. 

ويدور جدل في الأوساط الليبية منذ أسابيع بعد تداول قرار لوزير النفط، علي عون، يقضي بوقف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الحالي، مصطفى صنع الله، عن ممارسة أعماله، وإحالته على التحقيق الإداري، وتكليف عضو مجلس إدارة المؤسسة جاد الله العوكلي بديلاً منه، وهو القرار الذي قوبل برفض من قبل صنع الله، الذي عاد من خارج ليبيا لممارسة مهامه والتكثيف من ظهوره الإعلامي، وآخرها اجتماعه مع المدير العام لفروع المؤسسة الوطنية للنفط خالد الخفيفي، في مقر المؤسسة، بطرابلس الأربعاء الماضي. 

وأوضح عون أسباب قراره بأن صنع الله يمارس مهامه من خارج البلاد دون موافقة منه، بالإضافة إلى "قيامه بمنع وعرقلة تكليف عضو مجلس إدارة المؤسسة جاد الله العوكلي، مهام رئيس المجلس المكلف من قبل الوزير، وإصراره على إدارة شؤون المؤسسة من خارج البلاد". 

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

فيما رد صنع الله بهجوم على وزير النفط، مؤكداً أنه "بات معول هدم لقطاع النفط، ‏ويتحرك بسبب دوافع شخصية"، مشيراً إلى أن المؤسسة تتعرض لحملة إعلامية "شديدة، رغم أن قطاع النفط هو الهيكل والعمود الفقري لجسم ‏الإنسان، وفي حالة إصابته بالشلل الجسم كله سيتعرض للشلل"، وفقاً لكلمة له في أثناء أحد الاجتماعات التي عقدها بمسؤولي المؤسسة في طرابلس الأسبوع الماضي. 

وإثر تصاعد الجدل بين المسؤولين، عون وصنع الله، دعا رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة للاجتماع، غداً الأحد، بديوان مجلس الوزراء في العاصمة طرابلس. 

وبحسب الخطاب الموجه من الدبيبة إلى عون وصنع الله، الاثنين الماضي، فإن الاجتماع "يأتي لمتابعة سير العمل بوزارة النفط والمؤسسات التابعة لها، وللوقوف على المشاكل التي تواجهها". 

وفي أثناء الخلافات المتصاعدة داخل قطاع النفط، أهم القطاعات الاقتصادية في ليبيا، كشفت مصادر ليبية مسؤولة، في تصريحات سابقة لــ"العربي الجديد" النقاب عن تلقي الحكومة اعتراضاً من جانب مسؤولين في عواصم غربية على إجراءاتها الأخيرة المتعلقة بسعيها لتغيير مجلس إدارة مؤسسة النفط، مشيرة إلى أن الحدث يحظى باهتمام ومتابعة عدد من سفارات العواصم في طرابلس، خصوصاً تلك التي تمتلك دولها شراكات مع ليبيا في قطاع النفط.  

وتوافقت معلومات المصادر حول تلقي الحكومة تحذيراً من جانب مسؤولين غربيين حيال الخطوة، وطالبت بضرورة احتواء الأزمة بين موظفي المؤسسة قبل توسعها، خصوصاً في ظل وجود مساعٍ لنقل بعض إدارات المؤسسة إلى بنغازي، ومنها إدارة الإنتاج، ضمن التحضيرات لسيناريو مشروع فدرالي في ليبيا.  

ووفقاً لمعلومات المصادر، فإن التحذيرات الغربية أشارت أيضاً إلى عدم مناسبة الإجراء مع الظروف الحالية التي تعيشها البلاد، وأن نتائج تغيير إدارة المؤسسة قد يدخل المؤسسة في خلافات عميقة ويقوض جهود توحيد مؤسسات الدولة، علاوة على تأثير ذلك بعملية الإنتاج النفطي التي تهدف إلى رفعه إلى 1.6 مليون برميل يومياً مع نهاية العام الجاري.  

المساهمون