تحايل يطاول وزن الخبز وسعره في ليبيا

تحايل يطاول وزن الخبز وسعره في ليبيا

04 سبتمبر 2021
ارتفاع في سعر الرغيف (Getty)
+ الخط -

تجددت أزمة الخبز في ليبيا، بعد ارتفاع أسعار القمح عالمياً بنسبة 19 في المائة خلال شهر أغسطس/ آب، فيما الإنتاج المحلي لا يغطي حاجات السوق. وقال رئيس شركة المطاحن والأعلاف (حكومية) جمال جويلي لـ "العربي الجديد" إن مخزون الدقيق في وضع حرج ولا يكفي ثلاثين يومًا، وإن مخزون الشركة يتراوح بين 25 إلى 27 ألف طن.

وأوضح أن السبب يرجع إلى ارتفاع الأسعار العالمية. واعتبر أن الأزمة ترتبط بالأمن الغذائي، ولا بد أن تضع الدولة آليات توريد وتوزيع واضحة. ورفعت ليبيا الدعم السلعي منذ عام 2015، كان يشمل 12 سلعة، من دون توفير دعم نقدي للأسر الفقيرة، إلا أن وزارة الاقتصاد وضعت تسعيرة جبرية لرغيف الخبز يزن 100 غرام بربع دينار ولا تلتزم المخابز ولا الأفران بالتسعيرة ولا بالزنة. وطلبت وزارة الاقتصاد من الحكومة القيام بدعم جزئي للدقيق مع إنشاء هيئة للحبوب تمنع الاحتكار والمضاربة بالسلعة.

إذ أقدمت المخابز على تقليل أوزان أرغفة الخبز للتحايل على المستهلكين، وفقاً لرئيس جمعيات حماية المستهلك أحمد الكردي. وقال الأخير لـ "العربي الجديد" إن أحجام الأرغفة أصبحت ضئيلة جداً. بدوره، أكد نقيب الخبازين اخريص ابولقاسم لـ "العربي الجديد" أن "الحكومة لا تملك مخزونا استراتيجيا من القمح يكفي البلاد ثلاثة أشهر. والأمر متروك للطلب والعرض"، مطالباً الحكومة بالتدخل قبل حدوث أزمة غذاء في البلاد.

وأضاف أن أزمة الخبز تتكرر كل سنة وجميع الحلول مؤقتة فقط، وأن المخابز لا تلتزم بالأوزان المعتمدة من قبل وزارة الاقتصاد نتيجة ارتفاع سعر المكونات الداخلة في صناعة الخبز. ويتوزع 4160 مخبزاً على مختلف أنحاء ليبيا، إضافة إلى 57 مطحنة دقيق توزع الطحين على الأفران، فيما تستهلك ليبيا نحو 1.26 مليون طن حبوب سنويًا، وتستورد 97 في المائة من القمح الليّن.

وشرح صاحب مخبز البركة في جنزور غرب طرابلس على عبريد لـ "العربي الجديد" أن سعر القنطار من الدقيق ارتفع من 175 إلى 215 ديناراً مع ارتفاع أسعار مكونات الخبز من الزيت والسكر. واعتبر أن المواطن لا يستطيع شراء رغيف الخبز بنصف دينار لذلك تم تقليل وزن الرغيف.

وقال الخبير الاقتصادي أحمد المبروك لـ "العربي الجديد" إن هناك مضاربات على سلعة الدقيق من قبل سماسرة الحروب، موضحا أن الاعتمادات المستندية تسير بشكلها الطبيعي، ما يشير إلى أزمة مفتعلة، خاصة أن الأسعار العالمية لم ترتفع بشكل كبير لكي يزيد سعر الخبز إلى الضعف.

المساهمون