أحمد المريخي.. سيرة حياة علّامة قطري

أحمد المريخي.. سيرة حياة علّامة قطري

24 مايو 2019
(قلعة الزبارة)
+ الخط -

يُعدّ الشيخ أحمد بن راشد بن جمعة المريخي أحد علماء مدينة الزبارة (105 كلم شمالي غرب الدوحة) في نهاية القرن الثامن عشر، وضع العديد من المؤلّفات في حقول متنوّعة تمّ اكتشاف عدّة مخطوطات منها في السنوات الأخيرة، ولا يزال البحث جارياً عن كتب أخرى له.

تشير المصادر التاريخية إلى أن المريخي درس العلوم الشرعية واللغة، وكان عالماً متقناً للقراءات والتفسير وعلم القرآن، فضلاً عن معرفته التامة بقواعد الخط وفنونه، وكذلك الألوان والأحبار وكيفية استخدامها، وقد اعتُبر مرجعية في عصره.

تستعد "دار كتارا للنشر" لإصدار كتاب شامل يتناول سيرة حياته تحت عنوان "العلامة أحمد بن راشد المريخي من علماء الزبارة"، يتضمّن جميع مراحلها منذ مولده مروراً بتعليمه والعلماء الذين تلقّى عمله على يدهم، والسياقات الاجتماعية والعلمية التي عاشها، وآثاره المختلفة.

في هذا السياق، أشار خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام "المؤسسة العامة للحي الثقافي" (كتارا) في حديث صحافي، إلى أن "الكتاب سيشكّل مرجعاً ثرياً لجميع الباحثين والمهتمين وسيثري المكتبة القطرية"، وأن "هذا النوع من الإصدارات تعمل على تعزيز الهوية الوطنية في المجتمع القطري، وربط أجيال اليوم والغد بماضيها العريق، واطلاعها على موروثها التاريخي والثقافي والشعبي الثري والمتنوع".

أحد المصاحف التي نسخها المريخييرجّح الباحثون أن المريخي ولد عام 1766 في بلدة الحويلة، التي تقع شمالي قطر بالقرب من جبل الجساسية ورأس لفان، وكانت تُعدّ من أكبر المدن القطرية حتى القرن الثامن عشر قبل أن تصبح مهجورة اليوم، ودرس العلم الشرعي على أيدي علماء الزبارة الذين قدموا إليها من البصرة بعد حصارها وسقوطها في يد الدولة الصفوية في عام 1774.

وتؤكد بعض الروايات أنه تقلّد القضاء في الزبارة، وإلى جانب علمه الشرعي جمع المريخي بين الفقه والخط العربي، حيث كتب مجموعة من المصاحف بخط يده، والمكتشف منها حتى الآن أربعة، حيث يعتبر أول خطاط قطري يخط القرآن الكريم.

وعُثر في الزبارة على واحد من هذه المصاحف ووردت في آخره أدعية، كما تتميز مخطوطاته بالدقة، ما يدل على أنه كان متقناً لفن الخط العربي، كما تدل على أن كاتبها كان عالماً بالأحبار والألوان.

وظّف ألواناً مثل الأحمر والأخضر في كتابته، وكان ذلك ممن الأساليب الجديدة في الكتابة، واللافت للانتباه هي نوعية الحبر التي كتبت بها المصاحف وعدم تأثرها بالظروف البيئية طوال هذه الفترة، كما يلاحظ أنه يكتب في الحواشي والهوامش بعض الجمل والتعليقات التي تدل على أنه كان عالماً بالقراءات القرآنية.

المساهمون