"متاحف قطر": استعادة الزبارة في موسم ثقافي

"متاحف قطر": استعادة الزبارة في موسم ثقافي

13 نوفمبر 2017
(قلعة الزبارة من الداخل)
+ الخط -
تتواصل أعمال البحث والتنقيب في موقع الزبارة الأثري (100 كلم شمال غرب الدوحة)، والتي أبرزت نتائجها العلاقات الاقتصادية التي ربطت المدينة القديمة بالهند والشرق الأقصى وشرق أفريقيا، عبر العثور على قطع خزفية وأدوات غوص ونقوش لمراكب بحرية تصوّر الحياة في المكان.

بداية من السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تطلق "متاحف قطر" موسمها الثقافي في الزبارة والذي يتواصل حتى الثالث من آذار/ مارس المقبل، عبر "إقامة سلسلة من ورش العمل الفنية والحرفية كلّ أسبوع"، بحسب المنظّمين.

الموقع افتتح أمام الزوّار عام 2013، كما جرى تسجيله ضمن قائمة التراث الإنساني التابعة لـ"منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (اليونسكو)، باعتباره إحدى أهمّ الحواضر التجارية في الخليج العربي خلال القرنين الثامن والتاسع عشر.

تأسّست الزبارة عام 1760 بعد الدمار الذي لحق بمدينة البصرة في العراق آنذاك، وسكنتها القبائل القادمة من الكويت حتى عام 1937، وعلى غرار معظم المدن فإن القلعة والأبراج كانت الأساس التي قامت عليه لحمايتها من الغزو، إلى جانب الميناء والأسواق والمساجد والبيوت.

من مقتنيات متحف الزبارةتُقام فعاليات الموسم داخل القلعة المربعة الشكل والمبنية من الحجارة البحرية والطين الذي استخدم في تشييد بعض جدرانها، والجص كغطاء لواجهات الجدران والأرضيات، كما استخدمت جذوع النخيل والدنجل وحبال الليف لبناء الأسقف، ولها أربعة أبراج، وهي تضمّ ساحة كبيرة مكشوفة وغرفاً عدّة.

تسلّط السلسلة الأولى من ورش العمل الضوء على كيفية إنتاج الصبغة الأرجوانية "اللون العنابي"، ونشأتها في جزيرة بن غنام التي تقع بالقرب من مدينة الخور، وكيفية انتشارها في العصر البرونزي، ما يدعم نظرية أن الفينيقيين استوطنوا شبه الجزيرة العربية قبل تواجدهم على ساحل البحر المتوسط.

ويتعرف المتدرّبون خلال الورشة الأولى على أنواع القواقع التي استخدمها الإنسان القديم في المنطقة، وكيفية استخراج الصبغة الأرجوانية واستخدامها مباشرة على القماش لتترك بعدها تحت أشعة الشمس وتتحول إلى الون العنابي، الذي اشتهرت به قطر على مر الزمان واتخذته لوناً لعلمها.

الورشة الثانية تتناول كيفية صناعة الفخار يدوياً قبل استخدام الدولاب، ويعود تاريخ تلك الطريقة لفترة العصر الحجري الحديث والتي تمتد لما يزيد عن 10 آلاف عام، أما الورشة الثالثة، فتهدف إلى التعرّف على طريقة تحضير القهوة العربية التي أدرجتها "اليونسكو" في كانون الأول/ ديسمبر 2015 على قائمة التراث العالمي غير المادي.

تقدّم الورشة الرابعة للمشاركين نظرة عامة على التراث المعماري القطري وطرق البناء التقليدية، وتوضيح أبرز ملامح العمارة التقليدية القطرية وأساليب الحفاظ عليها، كما يجري التعريف باستخدام بعض الأدوات المستعملة في ترميم المباني التراثية وصيانة الحيطان والأسقف الخشبية، ونجارة الأبواب والنوافذ، وأعمال الزخارف الجصية وترميمها.

المساهمون