وليام كنتريدج.. ذاكرة الحفر والطباعة

وليام كنتريدج.. ذاكرة الحفر والطباعة

04 أكتوبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

تتنوّع الوسائط التي يستخدمها الفنان الجنوب أفريقي وليام كنتريدج (1955) بين الرسوم والطباعة والأفلام المتحركة، إضافة إلى تصممياته لعدد من المسرحيات والأعمال الأوبرالية وتعاونه مع فنانين في إنتاج عروض الدمى وأعمالٍ تجمع بين الرسم والفنون الأدائية.

درس كنتريدج عدّة تخصصات؛ حيث نال بكالوريوس في السياسة والدراسات الأفريقية من "جامعة ويتواترسراند"، ثم دبلوم الفنون الجميلة من "مؤسسة جوهانسبرج للفنون" في بدايات الثمانينيات، كما درس المسرح والبانتومايم، وقدّم العديد من الأعمال التي انتقدت منع السكان الأصليين من الطبقة الدنيا من الوصول إلى السلطة والمال اللذين بقيا بيد البيض ووكلاء الاستعمار.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يُفتتح الثلاثاء، التاسع عشر من الشهر الجاري معرض، كنتريدج الجديد تحت عنوان "غلّة الذاكرة أخيراً" في "غاليري ماريان غودمان" بباريس، ويتواصل حتى السابع والعشرين من الشهر المقبل، ويستعيد أعمالاً مختارة من تجربته في الحفر والطباعة منذ عام 1998 وحتى العام الجاري.

يعود المعرض إلى سلسلة  أعمال تتضمّن ثماني مطبوعات اقتبسها من نص مسرحي للكاتب الفرنسي بعنوان "أوبو روي"، وأطلق عليها الفنان الجنوب أفريقي "أوزبو يقول الحقيقة" في إسقاط على عمل لجنة "الحقيقة والمصالحة" التي تأسّست بعد انتهاء نظام الفصل العنصري، حيث غلبت على هذه المطبوعات حالة من التشاؤم من إيجاد تغيير حقيقي في بلاده.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

تحتلّ مفاهيم الوقت والتغيير موضوعاً رئيسياً في أعمال الطباعة التي يغلب عليها اللونان الأبيض والأسود، وتبرز التزامه الاجتماعي والسياسي عبر القضايا التي يقاربها، حيث احتشدت في فترات سابقة بشخصيات ترتدي أحذية عسكرية مختلفة وبدلات مقلمة، مع مكبرات صوت أو براميل، كما ظهرت جثث مربوطة بالقرب من الشجر، والتي صوّرت مشاهد مرعبة خلال فترة التمييز العنصري.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

متأثراً بعوالم الفنان الإسباني غويا على وجه التحديد، يمكن قراءة تجربة كنتريدج؛ حيث تكون شخصياته غالباً محاصرة وغير قادرة على الحركة، أو مربوطة إلى الأبد بالكرسي الدوار في المكتب، وغيرها من المشاهد التي تتضمّن رؤية راديكالية تجاه هيمنة رأس المال وحالة الاستلاب التي يعيشها الإنسان المعاصر.

العديد من رسوماته تحوّلت إلى أفلام كرتون ضمن المسلسل الذي حمل عنوان " فيليكس وسوهو"، وتبدو جميعها كأنها تصوّر أحداثاً تقع على خشبة مسرح صغير، لكنه حتماً يختزل العديد من القضايا والهواجس التي تهمّ العالم اليوم، والتي يؤمن بأن الفن هو الفضاء الأمثل للتعبير عنها.
 

المساهمون