محمود عبد الله.. استعادة "التجريبي المنسي"

محمود عبد الله.. استعادة "التجريبي المنسي"

20 يناير 2021
(من المعرض)
+ الخط -

في عام 1964، شكّل ثلاثة اسكندريين هم سعيد العدوي، محمود عبد الله، ومصطفى عبد المعطي، مجموعة أطلقوا عليها اسم "التجريبيين"، في مرحلة كان التشكيل المصري يشهد حراكاً جدياً ضمن ثيمات عديدة، كالبحث عن هوية فنية، ومحاولات التجديد في الأسلوب والرؤى والتقنيات.

كان عبد الله  الأقلّ اهتماماً منهم بالأضواء، رغم أنه تخرّج ضمن الدفعة الأولى من كلية الفنون الجميلة في "جامعة الإسكندرية" عام 1962، وواصل دراساته العليا في الحفر والتصميم الغرافيكي، وشارك في العديد من المعارض خلال ستينيات القرن الماضي وسبعينياته.

حتى الرابع من الشهر المقبل، يتواصل في "غاليري مصر" بالقاهرة معرض استعادي للفنان التشكيلي المصري (1936 – 2002)، الذي افتتح في السابع عشر من الشهر الجاري، في محاولة للإضاءة على تجربته التي لم تحظ بمراجعات نقدية غنية ومكثّفة.

‎يضيء المعرض على مراحل مختلفة من سيرة عبد الله، بدءاً من اشتراكه مع "جماعة التجريبيين" في ستّة معارض أقيمت بالإسكندرية ومعرضين بالقاهرة، ثم ما قدّمه من أعمال بعد حصوله على درجة الماجستير في الحفر عام 1972، وكذلك نيله درجتي الدبلوم في التصميم الغرافيكي من "كلية أوربينو"، وتصميم الكتاب من أكاديمية فينيسيا الإيطاليتين، عامي 1973 و1975.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

وكذلك أعماله التي عرضها الفنان في معارض أقامها في عدد من المدن الإيطالية، وكذلك في النمسا وسويسرا قبل أن يعود إلى مصر ليزاوج بين التدريس، والممارسة الفنية التي كان التجريب فيها مرتبطاً بمفهومه حول الصورة وبنائها.

تشير أستاذة الفنون أمل نصر في كتابها "التجريبي المنسي" إلى أن عبد الله في بداياته "كان منحازاً إلى الطبيعة، مضفياً عليها رؤيته الفنية. فقد غمرته الطبيعة بحشد من المؤثرات الجمالية التي تأثر بها؛ يختار وينظم ويفسر، ثم يقدم رؤيته الفنية لها، مستخدماً تأثيراته التصويرية والغرافيكية الخاصة التي تؤثر بدورها في مضمون المنظر، فتكسبه حالة ميتافيزيقية خاصة".

وتوضح أن أسلوبه قاد إلى أن تحمل تلك المناظر "رؤية حداثية للطبيعة تتسم بالبنية المجردة التي تعطي للفراغ دوراً إيجابياً، مع الاحتفاظ بأهم عناصر الطبيعة التي تحمل شخصية المكان، فجمع فيها بين حرية التجريد وعاطفة التواصل مع الطبيعة في آن واحد".

تتنوّع الأعمال المعروضة بين التجريد الذي يقدّمه في عدد من اللوحات ضمن تأثّر عبد الله بالفنانين الطليعيين الروس، مثل فاسيلي كاندينسكي وكازيمير ماليفيتش، والتعبيرية التي تحكم أعمال الحفر، واتكائه على العديد من الرموز المستمدة من الحضارات المصرية القديمة والإسلامية.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون