نشطاء في استجلاب الأسى

نشطاء في استجلاب الأسى

07 مارس 2022
آرثر بيناجيان/ أرمينيا
+ الخط -

النصاب، وبتأييد من البحث الأكاديمي المكثف، يعمل أستاذاً لمادة أدب الشهادات في جامعة لويزة العزيزة؟

فلاندر: إقليم الألم؟ ما الذكريات التي ليست جزءاً من هذا التاريخ الرسمي اليوم في العالم؟ دعنا نذهب أبعد؟ نريد الوصول إلى النصر من خلال الجمعيات الأهلية؟ هل يجب أن يكون المولود في كل طَحْر هو الصبر؟ 

يجب أن ندعوهم ـ مواليد الكورونا ـ  كي يشهدوا على تفاقمات الوباء، إنما ليس كضحايا، على سبيل المثال، بل كشاهدين على حقبة رديئة؟

نريد أيضاً دعوة الكتّاب الغينيين المهمين الذين يعيشون في مدينة لا تُعنى بتشكيل إرث الماضي؟

ماذا ستكون ذاكرة الأجيال التي كانت جزءاً من الاتحاد الأوروبي؟ ما هي نهايات دول الإمبراطوريات؟ كيف نحيا ولا نعرف قصص بقالين باكستانيين؟ علينا أن نفكر في الأمر مجدداً؟

الأطفال الذين يخبروننا بأن أبو مازن بطل محتمل لمقاومة سلمية، يلوص في وحلة العربان، وأن أداءه سيئ للغاية؟

الحذر من خطر التهام الديكتاتوريات العربية لأيديولوجيا اليسار؟

إسبانيا وكاتالونيا كلتاهما راكنة في الجوانح، خاصة بعدما رأينا ما رأينا في بلجيكا؟ كثيرون، ابتداءً من الغجر، أو جالية موزنبيق في فلاندر، أو كاتبي الومضات بلغة الكيخوته، أو القادمين مشياً، من صربيا إلى بروكسل، أو العاملين في قطف التفاح والإجاص (كلاهما بحجم كبير)، هم من أصدقائنا في المخيم التابع للصليب الأحمر، وكلهم، مثلنا، نشطاء كثيراً في استجلاب الأسى، كلما آن حلولُ الليل؟

لم لا نتحضر، لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية لكل من الأرمن والفلسطينيين، على مسامع "أسستنات" لا يعرفن سوى قالب حياتهن الواحد؟

هل لا يمكننا أن نتذكر أننا ننكر بالفعل عواقب الوباء؟ الوعي البيئي لم يستمر، لأننا في جميع الأوقات، بشر مشغولون بالرغيف ومن الأمور، بالخفيف؟

هل نحن كلاجئين، بحاجة إلى أن نكون أكثر حذراً في إدارة الذاكرة الآن؟ الذاكرة حساسة للغاية، ولدينا الكثير من تعريفها، لكوننا نبنيها في الحاضر، فإذا اعتبرناها عنصراً أساسياً في هويتنا، فيمكن أن تنتقل من كونها مساعدة في تكوين المجتمع، إلى أن تكون سلاحاً خطيراً ضده؟

النظرة الموحدة للمجتمع، لا تعمل على كسر المحرمات؟ يسألني بعضهم عمّا يجب عليهم فعله مع الدفاتر القديمة، التي عثروا عليها من منسيات الأجداد، وهي بالغة الرداء، أدبياً؟ وأردّ: سأفعل ما فعلوه، لا بد؟ 
هناك ظاهرة تهمني: جيل أولئك الذين يبلغون من العمر 30 عاماً في فلاندر، فأقل، والذين اكتشفوا أن لديهم افتتاناً خاصاً بـ "إسرائيل"؟

مع الدور المتزايد للصمت، يثني القيّمون في مصحتنا والآرقون وأصحاب الحاجات، على دور العزلة، كعرض للأعمال من الجانب الآخر من البحر المحيط؟

العمر لحظة من النشاط المسمى "الصحوة"، بعد النوم؟ لم الشاعر الحديث لا يعمل على توضيح أهمية الحصول على كمية كافية من المياه والصرف الصحي، للوقاية من الأمراض المنقولة بالمياه؟


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

 

موقف
التحديثات الحية

المساهمون