محمد أبو الوقار.. فانتازيا الجسد وحركته

محمد أبو الوقار.. فانتازيا الجسد وحركته

13 ديسمبر 2020
(جزء من لوحة، من المعرض)
+ الخط -

يركّز محمد أبو الوقار على الفن وحضوره في جملة أفلام وثائقية تناولت علاقته بالمسرح والشعر عبر التاريخ، كما أخرج فيلماً روائياً طويلاً واحداً هو فيلم "حادة" عام 1984، وقد أثار ضجة لدى عرضه وحاز جوائز مختلفة، واعتمد فيه على قصّة فتاة تعرّضت للاعتداء، حيث تروى الحكاية على خلفية تشكيلية تقوم على علاقة اللون بالوعي واللاوعي.

درس الفنان التشكيلي والمخرج المغربي (1946 الإخراج السينمائي في "المعهد العالي للسينما" في موسكو الذي تخرج منه سنة 1973، ثم التحق بالعمل في "المركز السينمائي المغربي"، لكن سرعان ما عاد إلى للعمل في "استوديوهات غوركي" بالعاصمة الروسية، قبل أن يتفرّغ للتصوير وفن الفيديو والرسم.

يُفتتح عند الثالثة والنصف من عصر بعد غدٍ الثلاثاء في "إتيليه 21" بالدار البيضاء معرضه الجديد "العمل في الحركة" الذي يتواصل حتى السادس عشر من الشهر الجاري، حيث سيتمّ بالتزامن مع المعرض دراسة تحمل العنوان ذاته، وتبحث في تجربة أبو الوقار.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يقدّم الفنان مجموعة من اللوحات التي تستمّد مناخاتها من عوالم حلمية، وأجواء فانتازية، ويظهر ذلك في تكوينها الذي يتألف من عناصر بشرية وأفعال وسلوكيات تنزاح عن الواقع وتنفصل عن أحداثه، في إطار تناوله لمفهوم اللاوعي وتأثيره على الإنسان.

يشير بيان المنظّمين إلى أن الأعمال المعروضة تمثّل "مجموعة أساسية من الشخصيات والرموز والأجواء، بالإضافة إلى بحث رسمي وأسلوبي يجمع بين الوحدة العميقة والتنوع المتجدد باستمرار"، والتي تحيل إلى مصادر متنوّعة منها أعمال الفنان الروسي مارك شاغال، وكذلك المنمنمات البيزنطية.

في دراسة "العمل في الحركة"، يصف الناقد محمد الناجي أعمال أبو الوقار بأنها "فقاعات متواصلة تتدفق في الحمم البركانية المتوهجة من الغضب البركاني الذي يسكن الفنان والذي يأتي من بعيد. مستكشف لا يكلّ ولا يُصنَّف، يجلس في مرتفعات عصره، مستوحى بشكل كبير من خصوصية الاستوديو الخاص به، وبحثه المتواصل لإبراز هويته".

تتميز العديد من لوحاته بألوان زاهية ومشرقة ووفرة الأشكال التي لا تترك جزءًا من القماش دون معالجة، وتعكس تصوّراته حول الجسد الذي يتلاشى نتيجة صراعاته الدائمة في الحياة، وإحساسه الدائم بالقلق والخوف من المجهول.

المساهمون