مؤتمر "اتحاد الناشرين العرب": نقاشات في حصاد سنة بيضاء

مؤتمر "اتحاد الناشرين العرب": نقاشات في حصاد سنة بيضاء

26 نوفمبر 2020
من معرض الكتاب الدولي في الكويت، 2010 (Getty)
+ الخط -

كان قطاع النشر أحد المتضرّرين من جائحة كورونا، عالمياً، حيث يمكن اعتبار 2020 من أكثر السنوات كساداً، خصوصاً إذا نظرنا إلى الأمور من زاوية تنظيم معارض الكتب التي توقّفت، باستثناء بعض المعارض الكُبرى مثل فرانكفورت ومونتريال، والتي "نجحت" في الاحتفاظ بدورة هذا العام حين وجدت مخرجاً في الفضاء الافتراضي، وهو فضاء غير نشيط عربياً، خصوصاً على المستوى التسويقي. أمّا بقية المعارض التي نُظّمت بالطرق التقليدية (ومنها الشارقة أخيراً)، فقد مُنيت بإخفاقات تتعلّق أساساً بقلّة الحضور الجماهيري بسبب التخوّفات من الموجة الثانية.

ضمن هذ الوضع، سيُقام في اليومين الأوّلين من الشهر المقبل المؤتمر السنوي الخامس لـ"اتحاد الناشرين العرب"، وهي مناسبة كي نتساءل عن دور هذا الهيكل في إيجاد حلول لقطاع صناعة الكتاب العربي في مثل هذه الظروف.

يُقام المؤتمر بأدوات التكنولوجيا الافتراضية تحت عنوان "صناعة المحتوى والتحديات". وبحسب الورقة التقديمية، فإنه سيطرح "العقبات التي باتت تواجه صناعة النشر، وماهية المحتوى البنّاء الذي يحرص عليه جميع الناشرين. كذلك سيعالج المؤتمرون العديد من المواضيع ذات الصلة بقطاع النشر عموماً، ومنها تداعيات جائحة كورونا على عملية الطباعة والنشر والتوزيع، وصعوبة الوصول إلى القارئ مباشرةً بسبب توقُّف معارض الكتاب في معظم الدول العربية".

لا يكفي اعتماد الوسائل الافتراضية وحدها لإنجاح فعاليات الكتب

من الواضح أنَّ المؤتمر يقيم برنامجه على محاولة مقاومة الأزمة، وإن حصل ذلك ضمن مقولات عامّة، بحيث يشبه خطاب ما قبل الوباء خطاب ما قبله. ولكن، ألا يبدو تدارُس الحلول اليوم متأخّراً بعض الشيء؟ فقد كانت 2020 سنة بيضاء على عدد غير قليل من الناشرين، ويعود ذلك إلى أنّ معارض الكتب تمثّل الفضاء الأساسي للتسويق. وفي ما عدا عدد قليل من الناشرين القادرين على حضور مختلف المعارض العربية، فإن معظم صُنّاع الكتاب العرب لا يستطيعون سوى حضور معرض واحد في بلدهم الأصلي، فهل سبق أن فكّر "اتحاد الناشرين العرب" في هؤلاء، وهل سيفكّر فيهم بمناسبة أزمة كورونا؟

إذا كانت بعض المعارض العالمية قد نجحت في تنظيم دورة 2020 من خلال الفضاء الافتراضي، فإنّ ذلك لا يتعلّق فقط بالتفوّق التكنولوجي، بل أيضاً بتعوّد مهنيّي الكتاب في هذه البلدان، وحتى الجمهور، الفضاءَ الافتراضي لإنجاز ما كان يقدَّم من عقد لقاءات عمل بين الناشرين والكتّاب والوكلاء الأدبيين، وتوفير فضاءات للتفاوض حول حقوق التأليف والترجمة. كل هذه المحتويات غائبة في السياق العربي، وبالتالي إن تطوير منظومة الافتراضي لا يعني بالضرورة إنجاح الفعاليات المتعلّقة بالكتاب.

ربما علينا اليوم أن نفهم علاقة الناشرين باتحادهم، وقبل فهم علاقتهم بالاتحاد الإقليمي علينا أن نرى علاقتهم بالاتحادات المحلية، وسنرى حالة من التفكّك لا تعالجها خطط بعيدة أو قريبة المدى. فأي اتحاد ناشرين عربي له القدرة على الدفاع بجدية عن مصالح أعضائه؟ السؤال يفرض نفسه زمن كورونا، وقبل ذلك وبعده.

المساهمون