فطومة بن يحيى.. مخطوطات وعلامات سرية

فطومة بن يحيى.. مخطوطات وعلامات سرية

06 أكتوبر 2020
(ملصق الفعالية)
+ الخط -

تُعدّ العلامات المائية إحدى أبرز الملامح المادية المهمّة في المخطوطات التي تساعد فاحص المخطوطات في التحقق من نوعية الورق، وتاريخ النسخ، وهي عبارة عن تصميم خافت يوضع في الورق المصنوع يدوياً وقت التصنيع بالكاد يمكن ملاحظته.

تحمل بعض هذه العلامات الدليل الذي يُرشدنا إلى البلد الذي تنتمي اليه تلك العلامة أو الجهة التي تم بها تصنيعه، في حين أن البعض الآخر ظل يُحيطه الغموض نتيجة لاختصار الأسماء إلى رموز، مما يستدعي بذل الكثير من الجهد لإرجاع هذه الرموز والاختصارات إلى أصولها للتعرف على منشأ هذه الأوراق وأين تم تصنيعها.

"العلامات المائية أداة لمعرفة عمر المخطوطات" عنوان المحاضرة التي ألقتها الباحثة الجزائرية فطومة بن يحيى، رئيس مصلحة المخطوطات والمؤلفات النادرة في  المكتبة الوطنية الجزائرية، عند الخامسة من مساء اليوم الثلاثاء افتراضياً بتنظيم من "مركز الإفلا" الإقليمي (اتحاد المكتبات العالمي) في "مكتبة قطر الوطنية" بالدوحة.

وضعت العلامات لتمييز الورق الغربي عن الورق الإسلامي، ويمكن رؤيتها من خلال الضوء فقط

بدأت بن يحيى المحاضرة باستعراض تاريخ الورق الذي تشير معظم الدراسات إلى أن الصينيين هم أوّل من صنّع هذه المادة في القرن الأول الميلادي، وربما قبل قرنين من ذلك، ثم تعلّم المسلمون صناعته عندما أسروا صينيين في مدينة سمرقند، بينما استعار المسلمون العلامات المائية من الغرب خلال القرن الثالث عشر ميلادي.

وأوضحت أنه قبل ظهور هذه العلامات ظهرت خطوط مائية عند العرب في القرن السابع الهجري، واستعملها المسلمون خاصة في بلاد الشام، وهي التي أوحت للأوروبيين لاحقاً بوضع علامة مائية في صناعة الورق، وقد وُضعت أساساً لتمييزه عن الورق الإسلامي، ويمكن رؤيتها من خلال الضوء فقط.

ولفتت الباحثة إلى أن فتوى ابن مرزوق أجازت استخدام الورق الغربي الذي يحمل علامة مائية بصليب، ولكن عندما بلغت الأوروبيين معارضة المسلمين لاستخدام هذه العلامة، تمّ تصنيع ورق خاص يحمل تيجاناً أو أهلة مضافاً إليها اسم صاحب المصنع، وقد تحمل العلامات أشكال حيوانات وطيور ونباتات وحروفاً هجائية.

كما تطرّقت بن يحيى إلى مسألة انتحال العلامات المائية لتصنيع ورق بجودة أقل، وهكذا ظهرت لاحقاً علامة فرعية صغيرة مرسومة في منتصف الورقة لتمييزها عن غيرها من الأنواع.

كما أضاءت المحاضرة تجربة الجزائر في دراسة العلامات المائية في المخطوطات، وكيفية صنعها والهدف من استعمالها، وأهميتها في تقدير عمر المخطوط، والتعريف بالأدوات والتقنيات المستخدمة في البحث عن العلامات المائية ودراستها، وكيف تساهم العلامات المائية في معرفة النسخة الأم عند المحقق ومتى يستبعد أو يستقدم بعض النسخ المعتمدة في عمله، وماهي المصادر الورقية والإلكترونية المعتمدة في البحث عن العلامات المائية.

المساهمون