"صيف أحمر": عن الجذور الاجتماعية للعنف

"صيف أحمر": عن الجذور الاجتماعية للعنف

03 يناير 2021
كارلوس ميريدا/ غواتيمالا
+ الخط -

في رواية "قصة موت معلن"، اعتمد الكاتب الكولمبي غابرييل غارسيا ماركيز على جريمة وقعت بالفعل لبناء سياق درامي أتاح له أن يشرّح واقع المجتمع الكولومبي في النصف الثاني من القرن العشرين، خصوصاً من زاوية انتشار العنف والجريمة. 

غير بعيد عن هذه المقاربة تأتي رواية "صيف أحمر" للكاتب الكوستاريكي دانيال كيروس، حيث يقيم عالمه التخييلي على جريمة حقيقية، ومن ثم يقود القارئ إلى محاولة طموحة لفهم الجذور البعيدة للصراعات الدموية التي تهزّ مجتمعات أميركا اللاتينية. 

صدرت النسخة العربية من الرواية مؤخراً عن منشورات "دار الخان" في الكويت، وقد نقلها إلى العربية المترجم المغربي سعيد بوكرامي. 

يشير المؤلف في تقديمه للرواية بأنها تندرج في تقاطع بين جنس الرواية البوليسية وأدب "الإثارة السياسية" بحسب تعبيره، ويؤكّد أن هدفه كان مزدوجاً، بجعل الرواية أولاً وسيلة لاستعادة الذاكرة التاريخية للمنطقة، وثانياً بتحويل الرواية إلى مساءلة لاستخدامات السياسات الاجتماعية والاقتصادية على مدى الثلاثين عاماً الماضية، ومن هنا يضع الضوء على مساهمات القرار السياسي في تفاقم الجريمة والعنف.

الصورة
صيف أحمر

بطل رواية "صيف أحمر" يدعى دون تشيبي، وهو ثوري العائد إلى كوستاريكا، محبطًا مما يراه من تداعيات فشل الثورة الساندينية في نيكاراغوا، وهي الثورة التي آمن بها وشارك فيها. عند رجوعه إلى الوطن، سرعان ما يسأم من الحياة الصاخبة للعاصمة وضوضائها وتلوثها، ومعدّل الجريمة المتزايد باستمرار. لذلك يقرّر التقاعد في منطقة ريفية وكان يعتقد أنه سيجد السلام فيها، غير أن المنطقة تحوّلت إلى فضاء للاستثمار السياحي، الأجنبي بشكل خاص، وهو ما أدّى ذلك إلى تعميق التفاوتات الاجتماعية، وعزّز مظاهر العنف والجريمة.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون