سيكاجوغو ونياماي.. طبقات من التاريخ الأفريقي

سيكاجوغو ونياماي.. طبقات من التاريخ الأفريقي

31 يوليو 2022
(عمل لكولين سيكاجوغو، من المعرض)
+ الخط -

من مشاغل يومية تؤرق حياة الأفارقة اليوم، انطلق الفنان الرواندي الأوغندي كولين سيكاجوغو في تصوّراته الفنية التي قادته إلى تنفيذ أعمال تتعلّق بقضايا مثل حوادث الدراجات شائعة الاستخدام في شرق القارة السمراء، محاولاً تشجيع الشباب على ارتداء الخوذة ضمن سلسلة أعمال بعنوان "الفن من أجل السلامة".

وضمن مساحات أخرى، قدم الفنان الكيني كالوكي نياماي رسومات وأعمالاً تركيبية مستمّدة من الأزياء الأفريقية التي يرى أنها عكست، عبر مراحل مختلفة من التاريخ، تطوّر المجتمع في النظرة إلى مفهوم الموضة والتأثيرات الداخلية والخارجية عليها، وكذلك في تقديم الفرد نفسه.

"تاريخ متعدد الطبقات" عنوان معرضهما المشترك الذي افتتح في "غاليري 1957" بلندن مساء الخميس الماضي، ويتواصل حتى الرابع والعشرين من الشهر المقبل، والذي يتزامن مع مشاركة سيكاجوغو ونياماي في جناحيْ بلديهما ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين من بينالي البندقية 2022".

الصورة
(عمل لـ كولين سيكاجوغو، من المعرض)
(عمل لـ كالوكي نياماي، من المعرض)

يتناول سيكاجوغو في أعماله المعروضة الارتباك الذي يعيشه الناس في أوغندا بسبب التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على هوياتهم العرقية والطبقية خلال العقود الأخيرة، مستفيداً من تقنيات مختلفة مثل الكولاج، حيث يستعمل أكياس البولي بروبلين، وأوراق المهملات، وملصقات المنتجات، ما يجعل فنه تعليقًا على ثقافة المستهلك المعاصرة.

كما يقدّم أعمالاً تندّد بالعنصرية التي تتفشىفي أوساط الأفارقة أنفسهم، كما هو الحال في التعامل أحياناً مع اللاجئين الصومالين في أوغندا، وينسحب الأمر على فئات أخرى قادمة من تنزانيا أو بوروندي وغيرهما، بسبب اختلاف ملامج الوجه والشعر وغيرها من الفروقات الشكلية.

من جهته، يستكشف نياماي كيفة إدراك الذات للماضي والحاضر وتداخلاتهما المتعددة، بالاعتماد على قصص وحكايات شعبية روتها جدته، ومحاولة المقارنة بين مناخاتها والأجواء التي يعيشها في كينيا اليوم، ومن خلال العمل على وسائط متعددة، وضع كل عمل في طبقات من الأنسجة الغنية التي تتضمّن أشكالاً مجرّدة، تعكس مجموعة عناصر يعيشها المواطن الكيني في حياته اليومية، وتشير إلى خطوط الصدع التي أصابتها في مرحلة ما بعد الاستعمار.

يضيء أيضاً على كيفية تناقص تلك القصص من جيل إلى آخر، والاختلافات التي تحدث في فهم التاريخ، سواء مع تقدّم الزمن أو لدى كلّ شخص على حدة، ليصل إلى صورة معقدة ومتعدّدة للتاريخ، التي تَظهر رغم تناقضاتها أحياناً وتشابهها أحياناً أخرى، تشكل تاريخاً واحداً لا يمكن إلغاء أيّة زاوية لمقاربته وإعادة سرده.

المساهمون