ستنجوا لوتولي.. تقويم أفريقي ضدّ الهيمنة الغربية

ستنجوا لوتولي.. تقويم أفريقي ضدّ الهيمنة الغربية

27 يوليو 2023
من المعرض
+ الخط -

يضيء الفنان الجنوب أفريقي ستنجوا لوتولي على عنف التاريخ الاستعماري الوحشي لبلاده على يد الهولنديين الذين بدأوا تأسيس مستعمرات في جنوب أفريقيا منذ عام 1652، حيث ارتكبوا عشرات المجازر بحقّ السكان الأصليين، واستخدموا البلاد كمركز لتجارة الرقيق وإرسالهم إلى أوروبا والأميركيتين.

يعيد لوتولي في أعماله إحياء صور ومحفوظات من أرشيف عائلته التي جرى محوها وتدميرها إبان فترة الاستعمار، كما يوثّق التاريخ الشفوي لأسلافه، والذي لا يزال كثير منه مجهولاً حتى اليوم، ولم تجر دراسته بفعل الإحلال الثقافي الذي مارسه الهولنديون ثم البريطانيون.

حتى الرابع والعشرين من الشهر المقبل، يتواصل في غاليري "يونيت لندن" بالعاصمة البريطانية معرض للوتولي بعنوان "إنزالو يي لانغا: مسقط رأس الشمس"، افتتح مساء أول أمس الثلاثاء، ويضمّ أعمالاً تصوّر التقاليد والطقوس القديمة لقبائل جنوب أفريقيا.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يفكّك الفنان الادعاءات الغربية حول التأخر الحضاري لقبائل السكان الأصليين في بلاده، حيث اختار عنوان معرضه "إنزالو يي لانغا" الذي يشير إلى سلسلة من الحجارة يُعتقد أنها أقدم هيكل من صنع الإنسان في العالم، وتقع هذه الحجارة في موقع مبومالانجا المقدس بجنوب أفريقيا، وتشكل واحداً من أقدم التقاويم في العالم التي تعتمد في حساباتها على الشمس.

ويحاكي لوتولي في أعماله المعروضة كيف تتبّع أجداده ظلال الشمس من خلال رصدها بحجارة متسلسلة، حيث تمكنت الشعوب الجنوب أفريقية القديمة من تمييز التاريخ والوقت والأحداث المهمة، ومن خلال هذه الممارسة يتناول نظرة هذه الشعوب إلى الطبيعة والروحانيات.

"الآن هو الوقت المناسب لنضع جدولاً زمنياً جديداً للبشرية"، يقول لوتولي في إشارة إلى سلسلة من المنحوتات والرسومات التي تشير إلى التقويم الذي اتبعه الأفارقة قبل أن ينفصلوا عن تراثهم قسراً ويتبنوا التقويم الغربي. يستخدم في هذه الأعمال الأنماط الدائرية للألوان، وهي مستوحاة من طرق العلاج الشعبية التقليدية، كما ينحت ويرسم عقداً مطرزاً بألوان معيّنة تعكس تلك الممارسة القديمة لمطاردة الأرواح الشريرة أو لتخفيف الأمراض أو لمجرد جلب الحظ لمن يرتديه.

ويعيد الفنان  تدوير النفايات في أعماله الفنية المنحوتة على الخشب، كما يستخدم بقايا نشارة الخشب كمواد لنحت شخصيات مقطوعة الرأس تمثل الأسماء المفقودة وهوية أسلافه التي طمسها المستعمر.

المساهمون