رحيل بيير غوتون: اللوحة التي أخذت مكان الجريدة

رحيل بيير غوتون: اللوحة التي أخذت مكان الجريدة

24 يوليو 2021
غيتون مع إحدى لوحاته
+ الخط -

في نهاية الستينيات وطوال عقد السبعينيات من القرن الماضي، أصبح التشكيلي الفرنسي بيير غوتون (1944 - 2021) أحد أشهر أعلام الفنون البصرية بفضل صعود ظاهرة الجرائد المرسومة وأبرزها الجرائد الساخرة "هارا كيري" و"شارلي مونسويل" (قبل أن تتحوّل إلى شارلي إيبدو). كما برز اسمه ضمن مجلات حركة "الأندرغراوند" حين ساهم في تأسيس دورية بعنوان "زنك".

فجأة، وبداية من الثمانينيات إلى رحيله الثلاثاء الماضي، قرّر غوتون أن يهجر الصحافة ويكرّس جهوده للفن التشكيلي بمدلوله الإبداعي البحت، وإلى جانب ذلك بدا الفنان الفرنسي وقد اختار مقاطعة الإعلام لأسباب لم يفصح عنها، واقتصر حضوره على مشاركة لوحاته في البيناليهات، خصوصاً تلك التي تُقام بعيداً عن باريس.

لم ينتبه متابعو الحياة الفنية الفرنسية إلى أهمية ما يقدّمه غيتون إلا في 2011 حين خصّصت مجلّة "لوشان ديموز" عدداً لإضاءة مجمل مسيرته، وكان عنوان الغلاف طريفاً: "بيير غيتون.. لم ينته!".

وعلى عكس ما توحي به عزلته، فإن لوحات غيتون اتسمت بالمرح، حيث يغلب عليها استعمال ألوان باردة ومشاهد حية من الطبيعة ترافقها عادة حيوانات أو بشر بصدد اللعب أو الرقص. كما تحضر في أعماله الأجساد العارية، وكانت تبدو أقرب إلى رواسب لتقاطعه مع "الأندرغراوند" ولكنها لم تبد مسقطة على اللوحة. 

حاول غيتون أيضاً أن يستحضر الحياة اليومية للبلدات الفرنسية البعيدة عن المدن، حيث لا يزال هناك القليل من الحميمية في علاقات البشر اليومية ببعضهم، وهي ثيمة منحته خصوصية في مشهد فنّي بات متشعّباً للغاية. لكن غيتون بقي في ذاكرة الناس الرسام الحاضر بقوة في صحافة السبعينيات من القرن الماضي لا أكثر.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون