رحيل أحمد بوعزّي: أفكار من أجل الإصلاح

رحيل أحمد بوعزّي: أفكار من أجل الإصلاح

20 مايو 2021
أحمد بوعزي
+ الخط -

في السنوات الأخيرة، عُرف الكاتب والباحث التربوي التونسي أحمد بوعزّي - الذي رحل عن عالمنا أول أمس - على مدى واسع مع خوضه لتجارب سياسية، لم تكن غير محاولة لترجمة عملية لأفكار وردت في بعض مؤلفاته وأبرزها كتاب "أفكار ضد التيار" (2016) والتي طرح فيها مقاربات إصلاحية جريئة.

لعلّ أشهر قضية انشغل بها بوعزي هي تعريب العلوم في المقرّرات الدراسية في تونس، ومن خلالها قدّم مقاربات تفكيكية لمنظومة التعليم في البلاد، والتي كان يؤكّد بأنها لا تخدم رغبة الشعب في التنمية والعدالة والنهوض الاقتصادي، كما انتقد موجة الإصلاحات المتتالية والتي لم ير فيها إلا أشكالا من الانتهازية والتكيك السياسي لا تؤدّي إلى تغييرت يمكن أن يلمسها الناس، بل إن بعضها كثيراً ما يلغي بعضها الآخر.

يضع بوعزي أيضا قضية التعريب في سياق تاريخي، حيث يرى أن فشل محاولات التعريب عائد إلى السطوة الثقافية التي ظلت تمارسها فرنسا على النخب حتى بعد استقلال تونس، وباتت هذه العلاقة التبعية تجدّد نفسها بمرور العقود وتهدر كل فرصة للوصول بمشروع التعريب إلى منتهاه.

يربط بوعزي بين لغة تدريس العلوم وشرط الاستقلالية، فالتدريس بغير لغة البلاد يشبه خيار البقاء في التبعية والتخلف، وهذا الوضع أحدث قطيعة بين لغة التدريس (حامل المعرفة) ولغة البلد، وهو ما يفسّر الكثير من الإشكاليات الثقافية التي تعرفها تونس على مدى عقود.

قبل البروز كمنظّر تربوي كان بوعزي أستاذ فيزياء في الجامعة التونسية، وهو بُعد قد لا ننتبه له كثيراً حين نتابع القضايا التي انشغل بها في علوم التربية أو في عالم السياسة، ولكن آخر إصداراته كان أقرب إلى التخصّص الأوّل حيث حمل عنوان "الانتقال الطاقي في تونس" وصدر مؤخراً عن "دار سوتيميديا" و"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات".

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون