حسنين بن عمّو: جولة جديدة في "سوق البلاط"

حسنين بن عمّو: جولة جديدة في "سوق البلاط"

16 نوفمبر 2020
حسنين بن عمو
+ الخط -

بعد توقّفه عن النشر لسنوات، عاد الروائي التونسي حسنين بن عمّو (1948) إلى نشر أعماله في 2018 من خلال رواية "عام الفزوع". ومع نجاحاتها، أعاد إصدار أعمال سابقة في طبعات جديدة مثل "رحمانة" و"باب العلوج"، وهي أعمال أثبتت أن شريحة من القرّاء التونسيين تتلهّف لقراءة الرواية التاريخية.

مؤخراً، أصدر بن عمّو رواية جديدة بعنوان "حجام سوق البلاط" عن منشورات "نقوش عربية"، في جزأين؛ الأول بعنوان "في مهب الأهواء" والثاني "قلب الرحى". حول تبلور مشروع هذه الرواية، يقول بن عمّو في حديثه إلى "العربي الجديد": "بدأت فكرة مشروع كتابة هذه الرواية في أواسط ثمانينيات القرن الماضي حين وقع بين يدي كتاب المرحوم الدكتور رشاد الإمام بعنوان "سيرة مصطفى بن إسماعيل" فوجدت في هذا الأثر جوانب أغرتني بالارتماء في دفاتر البحث والتنقيب لبناء رواية تستند إلى وقائع تاريخية عن سيرة رجل كان فاعلاً في السياسة التونسية وهو من أبعد ما يكون عن السياسة والكياسة، فكان أن غامرت بكتابة حلقات أسبوعية نشرت بالملحق الفني لجريدة "الصحافة" ودام نشرها بتلك الطريقة مدة خمس سنوات كانت مليئة بمواصلة التنقيب عن حياة الرجل وعن جزئياتها وعن الظروف السياسية والاجتماعية لتلك الفترة. وبعد الانتهاء من نشر حلقاته اكتشفت أنه عمل ضخم ولا يمكن أن تحتويه دفتا كتاب فتركته يتخمّر مع الأيام على أن أعود إليه حين يحين الوقت، وقد شعرت أن الوقت حان بعد كتابة "عام الفزوع" التي جرّت بقية الروايات إلى الضوء".

وحول ما يميّز الرواية الصادرة مؤخراً عن رواياته السابقة، يقول بن عمّو: "كل رواية تمثّل امتداداً تاريخياً لحقبة هامة من تاريخ تونس. ربما يأتي التمييز من حجم الرواية الكبير، وكونها ترتكز على شخصية محورية استولت على الأحداث جميعها وأرخت لمسيرة شخص واحد كان منطلقاً لتصوير ما آلت إليه تونس في أواخر القرن التاسع عشر".

لا أجد اهتماماً من النقّاد بالرواية التاريخية ولا أرى نقاداً

سألنا الكاتب التونسي عن رهانه في جنس الرواية التاريخية التي يمكن القول بأنه تخصّص فيها دون بقية روائيّي تونس، غير أنه يكشف بأنه لم يكن لديه مشروع جاهز ضمن الرواية التاريخية في بداياته. يقول: "لم أراهن على الرواية التاريخية حين بدأت مغامرة الكتابة في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، فقد كنت أكتب ضمن رغبة بإمتاع القارئ بحكايات مدينة تونس العتيقة مما تختزنها ذاكرة الشيوخ ومنها ما يمكن أن يؤرخ لحقبة أو لحدث، وقد وقفت على حكايات أثارت مخيلتي فانجررت بذلك إلى دنيا الرواية التاريخية وإلى التنقيب في الوثائق حتى حصل لي مخزون لا بأس به صار في ما بعد مدوّنة مرجعية ذات طابع مميّز".

لكن هل توجد متابعة نقدية لهذا التراكم؟ يجيب بن عمّو: "لا أرى اهتمام النقاد ولا أرى نقاداً. لكن الأمر لا يعني الحياة الأدبية وحدها، إذ يمكن القول بأننا نعيش في مجتمع لا مبال. هناك قلة من النقاد، وهؤلاء منصرفون إلى نقد الأعمال التي تستهويهم وتكون من الشرق عادة، أو حين يموت الكاتب فينقضّون على أثره وعلى ذكراه".

سألناه أيضاً إن كان يلمس لدى بقية المشهد الأدبي بعضاً من استلهام نجاح تجربته ضمن الرواية التاريخية. يجيب: "أعتقد في وجود إغراء بدأ يعطي أُكله في السنوات القليلة الماضية، ونحن نرى اليوم في الساحة الروائية التونسية العديد من الإصدارات الجديدة التي اتخذت من التاريخ إطاراً للحكاية".

موقف
التحديثات الحية

المساهمون