ابتسم أنت في "الحياة"

ابتسم أنت في "الحياة"

17 يونيو 2023
سعد يكن/ سورية
+ الخط -

لا يخلع ثياب نومه في النهار
فلا مكان ليذهب إليه
مشاعره ضئيلة وخفيفة في غرفته
ولا أحد في هذا العالم
ليرسلها إليه
لا يدير أحلامه إلى المستقبل
فالأيام متشابهة وتصدأ ببطء سريع
لا ينتظر أن يزوره ضيف
يحبّ نفسه هكذا كلا أحد
كهيكل غبار سيتداعى بعد قليل
كضربة فرشاة أنجزها وقتٌ هَرِم
وأمام المرآة
يقول: هه... ابتسمْ أنت في "الحياة"

***

كعجوز يدفعها وسواسها القهري
لتتأكّد أنّ جميع أبواب ونوافذ بيتها مغلقة
يعاين بين الفينة والأُخرى نباتات الألفة
على حافات حياته
إنها تيبس على مهل
وبضربات غير مكترثة من إصبعه ينقر الورقات الميتة
لتسقط

***

الأصدقاء أغلقوا صناديقهم
ومضوا
الأم أغلقت عمرها
الكتب
المستقبل الجاثي أمام البيت يلهث جائعاً
الذكريات القابضة على أقفالها
العينان
القلب
بقايا الابتسامة على طرف الفم
ثم يقول: هه... هه
أنت مازلت في الحياة

***

ليست مسألة يأس
ولا بسبب تداعيات الحكمة
ولا لاهتراء مؤونة الأحلام
وليس لأن الخيبات أصبحت ثيابه
لا
لا
ربما لأنّه الآن يخشى أكثر من أي وقت مضى
أن مرآته خادعة مثل كل المرايا
ومع هذا... ما الذي يمكنه فعله
سوى أن يقف قبالة نفسه
ويقول: ابتسم... أنت في "الحياة".


* شاعر سوري مقيم في نيويورك

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون