"هل انتهت الحرب؟": السياسة التي غيّرت الفن

"هل انتهت الحرب؟": السياسة التي غيّرت الفن

03 أكتوبر 2020
عمل لـ رفائييل زاباليتا/ إسبانيا، من المعرض
+ الخط -

عاشت أوروبا تحولات فنية جذرية وضخمة بعد الحرب العالمية الثانية التي غيرت وجه القارة العجوز ليس سياسياً فقط، بل اجتماعياً وثقافياً أيضاً، وتركت الشعوب في حالة من الصدمة. ولم يعط العالم فرصة للتنفس فسرعان ما بدأ تطور السيناريو الجيوسياسي الدولي المليء بالتوتر، والذي يشمل عالمين مختلفين ونظامين متعارضين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

بعد وقائع الحرب وفظائعها، والتي عاشت إسبانيا بروفة لها في الحرب الأهلية الدامية، تلقت التطلعات الطوباوية ضربة كبيرة وعَزل الطليعيون أنفسهم عن السياسة في محاولة للوصول إلى تفسير لما حدث للتو في العالم.

الصورة
غلاف الكتاب
عمل لإنريكي هيريوس (من المعرض)

"متحف الملكة صوفيا" في مدريد يسعى إلى قراءة الفن في هذه الفترة وما بعدها وصولاً إلى نهاية الحرب الباردة في معرض يقام حالياً وحتى نهاية العام، بعنوان "هل انتهت الحرب؟"، وهو متاح افتراضياً مثلما هو مقام على أرض الواقع، ويضم أجنحة مختلفة تتناول الأعمال المعروضة فيها ثيمات سياسية وثقافية واجتماعية.

من بين الثيمات الدستوبيا، والهويات وسياساتها الجديدة، وانتفاضات الشباب في الجامعات، واللاعقلانية، واستعادة الطليعية في السنوات الأولى للفرانكو، والفن الإسباني في الخمسينيات، وأميركا الشمالية وإعادة اختراع الحداثة، والجسد في المنفى، وغرناطة، والأكاديمية والكلاسيكية في الخمسينيات، والتصوير الفوتوغرافي، والعمران الطوباوي، والحياة اليومية في الفن الأميركي في أوائل الستينيات، والواقعية الجديدة، والنصب التذكارية، وفنانات البوب في إسبانيا.

سلفادور دالي
عمل لسلفادور دالي (من المعرض)

من جهة أخرى، يحاول المعرض تجسيد خطين سياسيين في الفن طيلة الحرب الباردة؛ الأول هو فن تشكل مع تشكل مجتمع تغلب عليه النزعة الاستهلاكية في المعسكر الأميركي الذي كان يزعم أنه يمثل كل ما هو "فردي"، وبين المثل الجمعية السوفيتية، وهما قطبان متعارضان لكنهما متكاملان. 

يترافق المعرض مع نشر كتاب تحت العنوان نفسه "هل انتهت الحرب؟"، ويضم قراءات في التحولات الفنية والثقافية ما بين 1945 و1968، تلقي نظرة فاحصة على الركائز النظرية التي ألهمت هذه التحولات الجديدة. 

المساهمون