"قراءات من أجل النسيان": هل نحن آلات تخزين؟

"قراءات من أجل النسيان": هل نحن آلات تخزين؟

29 أكتوبر 2021
عمل لـ يزيد الخلوفي/ الجزائر
+ الخط -

تنفتح مؤلّفات الكاتب المغربي عبد السلام بنعبد العالي الأخيرة على أفق أوسع من اختصاصه الفلسفي الذي انتمت إليه معظم أعماله الأولى، مثل: "الفلسفة السياسية عند الفارابي"، و"أسس الفكر الفلسفي المعاصر"، حيث تتّخذ كتاباته مواضيع أشمل، مثل الكتابة والتثاقف والترجمة، دون أن تفقد خلفيّتها الفلسفية. 

يحضر هذا التوليف بين الفلسفة وآفاق أخرى في كتابه الأخير: "قراءات من أجل النسيان"، الصادر حديثاً عن "منشورات المتوسّط"، وهو عمل "يحوّل النسيان إلى عملية لإنتاج المعرفة"، كما نقرأ في تقديم الناشر.

يستند الكاتب المغربي إلى مرجعيةّ تخييلية عبر العودة إلى قصّة "فونيس أو الذاكرة" للأرجنتيني بورخيس، وفيها يروي حكاية شابٍّ فَقَدَ القدرة على النسيان إثر سقوطه عن حصان غير مروّض. ومن ثمّ يعتبر فونيس أن ما حدث معه نعمة النعم، قبل أن يَنظُر إلى الأعوام التسعة عشر التي قضاها قبل الحادث على أنها سنوات ظلام. ومن هذه الوضعية يقترح بنعبد العالي أسئلة كثيرة تتعلّق بعملية القراءة نفسها، بعلاقتنا مع ما نقرأ، وما هي القراءات التي ننساها أو نتناساها أو نتمنّى نسيانها. 

الصورة
من أجل النسيان

نقرأ من الكتاب: "بإشاراته المتكرِّرة إلى بعض التواريخ، يُصرُّ بورخيس على أن يذكِّرنا بأن بطل حكايته ينتمي إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ذلك القرن الذي يسمَّى "قرن التاريخ"، حيث دفعت "حُمَّى التاريخ" التي يتحدَّث عنها نيتشه، البعضَ إلى أنْ يتحوَّل، مثل فونيس، إلى "آلة تخزين" سرعان ما ستتحوَّل، بدورها، إلى قدرة جبَّارة على حفظ المعلومات وادِّخارها، كي تجعل الإنسان غارقاً في الجزئيات، عاجزاً عن أخذ المسافة بينه وبين واقع تحوَّل إلى ما لا نهاية له من النقط المتحرِّكة، والأخبار المتدفِّقة، والمعلومات الفيَّاضة".

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون