"الإقطاع والمُجتمع": مراجعة نظرية للتاريخ الإسلامي

"الإقطاع والمُجتمع": مراجعة نظرية للتاريخ الإسلامي

27 يونيو 2021
زخرفة من العصور الوسطى الإسلامية
+ الخط -

كثيراً ما يَجري الفصل بين التاريخين الغربي والشرقي، بحيث يُطلب من الباحثين عدم استعمال ذات الجهاز التحليلي لأحداث هذا التاريخ وذاك، غير أن الكثير من المناهج والمفاهيم تظلّ عابرة للمكان وقابلة للتوظيف هنا وهناك.

في كتابه "الإقطاع والمُجتمع في آسيا الغربيّة خلال العَصر الوَسِيط: مداخل نظرية"، الصادر مؤخراً عن منشورات "لوغوس"، يعتمد المؤرّخ التونسي الحبيب سريوي على مفهوم الإقطاع، الذي يندرج عادة في تقسيمات حقب التاريخ الأوروبي، لتحليل محطّاتٍ من تاريخ الحضارة الإسلامية. العمل يمثّل الجزء الأوّل من ثلاثية تصدر بقية أجزائها قريباً بحسب بيان الناشر على صفحته في فيسبوك.

يطرح المؤلّف في كتابه مجموعة من الأسئلة: كَيْف تحوّل الإسلام مِن دِين موْقعيّ خاصّ بِجَزيرة العَرَب إلى دين إقلِيمِيّ ثمّ عالَميّ ؟ وما تَأثير حُروب الردّة في اتِّخاذ عُمر بعد أبي بكر قرار تَوْسيع الفُتوحات ونَشر العَقِيدة الإسلامِيّة؟ 

كما يبحث الكتاب دَوْر إقطاع الأرض في انضِمام القبائل العربيّة إلى الجَيْش الإسلامِيّ، وأنواع الإقطاع، ويفهم من هذه الزاوية الجديدة إشكالية الفتنة الكبرى حيث يساهم مفهوم الإقطاع في فهم ما حدث مع عُثمان بن عَفّان، ومن ثمّ يدرس لاحقاً سياسات أُمراء الدَوْلة الأمويّة، وُصولاً إلى عَهد الدَولة العَباسِيّة. 

الصورة
الإقطاع ولمجتمع

يشير المؤلّف في تقديم الكتاب إلى أنه اجتهد "في تفادي الدوغمائية وتطبيق التعاليم الماركسية"، ومن هنا يتصدّى لمحاولة فهم مسألة التصنيف التاريخي في المجتمع العربي في العصر الوسيط، والذي يعتبره "مجتمعاً إقطاعياً" لأسباب موضوعية بالنظر إلى نمط الإنتاج الذي يسري داخله.

المساهمون