عن منافع الأحلام السيئة وتفاصيل أخرى

عن منافع الأحلام السيئة وتفاصيل أخرى

14 أكتوبر 2019
+ الخط -
لا تدع تكرار الأحلام السيئة والمزعجة يحبطك، فربما كانت مفيدة لك على المدى البعيد. هكذا يخبرنا باب (دراسة الدراسات) في مجلة (أتلانتيك) الشهيرة، خلال استعراضه لأحدث الدراسات العلمية التي أجريت عن الأحلام، لكن المجلة بدأت حديثها بالإشارة إلى دراسة قديمة لعالم النفس الأشهر سيجموند فرويد عن الأحلام التي يكشف تفسيرها وجود حقائق ورغبات خفية، وبرغم أن تلك الدراسة لم يتم دعمها إلى حد كبير بالأدلة، إلا أن كثيراً من الدراسات الحديثة في جميع أنحاء العالم لا زالت تدعم نتائج فرويد إلى حد كبير. بعض هذه الدراسات يتحدث عن مساعدة الأحلام لمن يراها على التعامل مع مشاعره الحادة، وبعضها يتحدث عن مساعدة الأحلام على تنظيم الذكريات وفرزها، وبعضها يشير إلى أهمية الأحلام في دراسة النشاط التلقائي للخلايا العصبية، وبعضها يشير إلى مساعدة الأحلام للحالمين على التعامل مع المواقف التي تهددهم وتحسين استجابتهم لها، في حين ترى دراسات أخرى أن الأحلام قد لا يكون لها كل ما ينسبه إليها باحثو علم النفس التطوري من وظائف، لكنها ببساطة تقوم بعمل معالجة درامية للاهتمامات التي تتملك الحالم وتشغله.

في متابعة لما توصل إليه فرويد قديماً، وجد باحثون في دراسة أجريت على عدد من الطلاب في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والهند، أن الأحلام تساعد بالفعل على الكشف عن حقائق مختفية وكامنة في التفكير، أكثر من تأييدها لما هو معروف بالفعل عن شخص الحالم، وأن الناس يضعون في العادة الكثير من مخاوفهم وهمومهم داخل أحلامهم، وحين يتذكرون هذه الأحلام يزيد الواقع المحيط بهم من تأثيرها، لذلك يشعر من رأوا حلماً عن تحطم طائرة بقلق أكبر من غيرهم، حين يقرأون تحذيرات رسمية عن هجمات إرهابية محتملة.

تخبرنا الدراسات أن الأحلام ـ التي تحدث غالبيتها أثناء دورات حركة العين السريعة خلال النوم ـ ليست مصممة للتنبؤ بالمستقبل، بقدر ما هي مفيدة في الكشف عن ما يخلب ألباب الحالمين ويسحرهم، وتكشف الدراسات أن ثمانية في المائة من الأحلام تدور حول الجنس، وهو معدل لا يختلف بين النساء والرجال، لكن ما يختلف في هذا المجال أن لدى النساء احتمالية أكبر لرؤية أحلام جنسية تخص شخصيات شهيرة، أما الرجال فتزيد لديهم احتمالية الأحلام الجنسية التي تضم أكثر من شريك. القلق منافس قوي للجنس في الاستحواذ على الأحلام، حيث كشفت دراسة أجريت على طلاب الجامعات الكنديين أن أكثر موضوعات الأحلام شيوعاً، بعيداً عن الجنس، هي الأحلام السيئة عن صعوبات الدراسة والسقوط أثناء الحركة والتعرض للمطاردة وعدم اللحاق بشيئ ما بسبب الوصول إليه متأخراً جداً.


للزمن واختلافاته من شخص إلى آخر أيضاً تأثير كبير على الأحلام، ترجح إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين نشأوا يشاهدون التلفزيون بالأبيض والأسود، يشاهدون أحلامهم بالأبيض والأسود، وهو أمر تعجبت له، لأنني لا أذكر على كثرة ما أتذكره من أحلام أنني رأيت مرة حلماً بالأبيض والأسود، مع أنني مدمن لمشاهدة أفلام الأبيض والأسود العربية والأجنبية.

الاختلافات الثقافية أيضاً لها تأُيرها، تقول الدراسات إن الأمريكيين يحلمون أكثر بالتعرض للسجن أو بفقدان أحد الأحباء أو بالعثور على أموال أو بارتداء ملابس غير لائقة أو عارية أو مواجهة شخص مختل عقلياً، أما اليابانيون فيتكرر لديهم الحلم بالمدرسة أو بمحاولة فعل شيء ما بشكل متكرر أو بالتعرض لتجربة خوف تصيبهم بالشلل، أو برؤية وحوش عنيفة.

لكن برغم كل شيئ، يمكن أن يكون للأحلام القاتمة آثار إيجابية، مهما كانت تجربة التعرض لها سلبية ومريرة، وهو ما تؤكده دراسة أجريت على طلاب يخضعون لامتحان القبول لدراسة الطب في فرنسا، حيث كشفت أن 60 في المائة من الأحلام التي كانت لدى هؤلاء الطلبة مسبقاً تتضمن تعرضهم لمشاكل في الامتحان، مثل التأخر على اللحاق بالامتحان أو اضطرارهم لترك إحدى الأسئلة دون إجابة، لكن الدراسة لاحظت أن أولئك الذين حكوا أحلامهم الخاصة بالامتحان، حتى السيئة منها، حققوا نتائج أفضل من أولئك الذين لم يتحدثوا عن أحلامهم.

لذلك ينصحك بين هيلي محرر باب (دراسة الدراسات) ألا تقلق في المرة القادمة التي ترى فيها حلماً سيئاً مرتبطاً بالتعليم، أو مرتبطاً بتجربة جنسية سيئة، أو ربما حلماً مشتركاً بين التجربتين، فترى نفسك وأنت تفشل دراسياً أثناء هروبك من مطاردة من يرغب في الاعتداء عليك جنسياً، فربما لم يكن لمثل هذه الأحلام أي معنى على الإطلاق، وربما كان كل ما في الأمر أن عقلك يقوم بالتدريب على احتمالات مواجهة ذلك الحدث، ليكون مستعداً له حين يحدث لا قدر الله.

وهي نصيحة وجيهة أضيف إليها نصيحة أشد وجاهة فيما يتعلق بحكي ما رأيته من أحلام سيئة، نصيحة سمعتها من جدتي الله يرحمها: إياك أن تحكي حلماً سيئاً أو مرعباً فور استيقاظك من النوم، اذهب إلى التواليت أولاً و"تفتف" على ذراعك الأيسر ثلاث مرات، أما إذا لم تكن تعرف معنى التفتفة، أو كنت تراها أمراً مقرفاً، فلا تحك حلمك السيئ إلا بعد أن تسبقه بديباجة "حلمت الشر بره وبعيد"، وتختمه بديباجة "اللهم اجعله خير".

...

أرقام للتأمل:
ـ طبقاً لبعض التقديرات، تسبب الإعصار دوريان في إحداث خسائر بقيمة 7 بليون دولار في جزر البهاماز.

ـ هناك حوالي ألفين حيوان باندا فقط يعيشون الآن في مواطنهم الطبيعية حول العالم.

ـ شركة Airbnb المتخصصة في تأجير أماكن الإقامة عبر الإنترنت التي تم تقدير قيمتها مؤخراً بحوالي 31 بليون دولار، تمتلك قوة عمل قدرها ستة آلاف فرد فقط.

ـ انخفضت مبيعات السيارات في الهند في أغسطس الماضي بنسبة 32 في المائة، وهو أكبر انخفاض تعرضت له خلال عقدين من الزمن.

ـ عدد عمليات الإجهاض التي تم إجراؤها بشكل قانوني في عيادات أمريكية، وصل إلى أدنى معدل له في عام 2017، أكثر من أي عام سبقه منذ أن أصبح الإجهاض قانونياً في عام 1973.

ـ في دراسة لإحدى المؤسسات الأوروبية لخدمات النقل الخاص، اتضح أن معدلات دفع البقشيش في الدول الأوروبية تختلف بشكل كبير من دولة لأخرى، فألمانيا التي تقع على رأس قائمة الدول الدافعة للبقشيش يصل معدل دفع البقشيش فيها إلى 83 في المائة، بينما تبلغ نسبة دفع البقشيش في أيرلندا 35 في المائة فقط.

ـ من المتوقع أن يتسبب التدهور البيئي في تقليص عدد الثدييات على كوكب الأرض في القرن القادم بمعدل خمسة وعشرين في المائة.

ـ واحدة فقط من بين كل عشرة آلاف محارة هي التي تحتوي على لؤلؤة ذات قيمة تجارية.

ـ توجد في جنوب بحر الصين منطقة متنازع عليها تمتد مساحتها تقريباً إلى حوالي 1,2 مليون ميل مربع، تتنازع على أجزائها المختلفة ست دول هي: الصين ـ تايوان ـ فيتنام ـ بروناي ـ ماليزيا ـ الفلبين، أهمية هذه المنطقة أن ثلث حركة التجارة العالمية التي تصل إلى حوالي 5,3 تريليون دولار أمريكي تمر من خلالها. ما يزيد تلك المنطقة التهاباً أن الصين قامت ببناء حوالي 3 آلاف فدان من الجزر الصناعية التي تم تحويلها إلى قواعد عسكرية طبقاً لما نشرته مجلة (ذي نيشن) الأمريكية.

ـ أنفقت شبكة نيتفليكس مبلغا قدره بليون و800 مليون دولار على الإعلانات في عام 2018، ذهب من بينه حوالي مائة مليون دولار فقط للإعلانات في قنوات التلفزيون العادية.

ـ أنهت ألمانيا مؤخراً التفوق التاريخي لاسكوتلندا في صناعة الويسكي، حيث يوجد بها الآن حوالي 250 شركة منتجة للويسكي، مقارنة بحوالي 130 شركة فقط في سكوتلندا.

ـ تم تتبع مصدر عشرات آلاف الأطنان من انبعاثات الكربون الضارة للبيئة، واتضح أنها تنبعث من شرق الصين. في الوقت نفسه تم اكتشاف أن إمكانية تخزين ثاني أكسيد الكربون في قاع البحر لم تعد متاحة في العديد من الأماكن بسبب التسريبات الناتجة عن عمليات التنقيب عن النفط والغاز التي تجري حول العالم.

ـ من المتوقع أن يؤدي انخفاض مستويات تلوث الهواء إلى جعل موجات الحرارة أكثر سخونة بنسبة 25 في المائة و41 في المائة بحلول عام 2100. لاحظ العلماء أن زيادة احترار الأرض يتسبب في نمو الغابات بشكل أسرع، لكنه في الوقت نفسه يؤدي إلى تخزين الأشجار لكميات أقل من الكربون، وإلى موت الأشجار في عمر أصغر. كما كشفت دراسة استقصائية على أشجار القيقب المخطط في ولاية نيوجرسي أن أكثر من نصف الأشجار قامت بتغيير جنسها خلال فترة أربع سنوات، وأن هناك شجرة كانت أكثر عرضة للموت لو كانت قد استمرت في العيش كأنثى، ولذلك قامت بتغيير جنسها.

ـ أصبح ممكنا لأجهزة الذكاء الاصطناعي الآن أن تكتشف هل إجابات الطلاب المكتوبة في الامتحانات من عملهم الخاص أم لا، وأن تتمكن من محاربة التزييف المتقن عن طريق سلسلة من إجراءات التحقق، وتم زيادة قدرتها على محاربة الأخبار المزيفة بدقة أكبر، لكنها في نفس الوقت تتسبب في إنتاج أكثر من 300 طن من ثاني أكسيد الكربون بسبب استهلاكها المفرط للطاقة.

ـ تسلق الجبال هو الرياضة الأكثر شعبية في سويسرا، حيث ثبت أن 44.3 في المائة من السكان أمضوا على الأقل عشرين يوماً في رحلات لتسلق الجبال خلال عام 2014، بالمناسبة يبلغ متوسط عمر متسلق الجبال السويسري 49 عاماً، أما نحن فحين نصل الأربعين نتسلق السرير بالعافية ونحن نسأل الله حسن الختام.
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.