أحمد بهاء الدين يكتب عن صلاح جاهين والتنين!

أحمد بهاء الدين يكتب عن صلاح جاهين والتنين!

14 نوفمبر 2018
+ الخط -
لن تكون الفصاحة مجدية، ولا خبرة الكتابة كافية، لو أراك الله مكروهاً في عزيز لديك. سيتأكد لك ذلك وأنت تقرأ ما كتبه الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين في عموده الشهير بصحيفة الأهرام (يوميات)، بعد مرور أسبوع على رحيل صديقه الحميم الشاعر والرسام والفنان المدهش صلاح جاهين..

حيث كتب عنه مقالاً من جزأين، حملا عنوان (جاهين والتنين)، نُشرا في يومي 28 و29 إبريل 1986، بادئاً ما كتبه بالاستشهاد بالبيت الشعري الشهير الذي ألقاه أحمد شوقي في رثاء مجايله اللدود حافظ إبراهيم: "قد كنت أؤثر أن تقول رثائي.. يا منصف الموتى من الأحياء"، وإن كان الأستاذ بهاء قد أورد بيت شوقي مكسوراً، لأنه على ما يبدو كتبه من الذاكرة، ولذلك غيّر قليلاً في مطلعه، لكن ذلك لم يكن وحده ما يلفت النظر في المقالين، الذين كتبهما بهاء بصياغة مرتبكة، قد يستغربها من تعود على صياغته المحكمة، لدرجة أن عدة عبارات فيهما تبدو ناقصة، فلا تدري هل تعرضت للاختصار، أم أن الأستاذ بهاء نسي إكمالها مع ضغط تسليم المقال في موعده، برغم أن المقالين لم ينشرا إلا بعد رحيل صلاح جاهين بعدة أيام، لم يكن مرورها على ما يبدو كافياً لاستيعاب صدمة الفراق المفاجئ.

صلاح جاهين 


لم يكن الحزن الفاجع وحده وراء ارتباك أحمد بهاء الدين في ما كتبه، بل كان الغضب أيضاً، الغضب الشديد مما قرأه في الصحف والمجلات خلال الأيام التي أعقبت رحيل صلاح جاهين شاعر مصر الكبير وفنانها الشامل، الذي وجد بهاء كثيراً منه مسيئاً إلى قدر ومكانة جاهين، وهو ما لا يمكن أن نصدقه الآن، حين نرى كل ما يحظى به جاهين من مكانة رفيعة تضاعفت لدى أبناء الأجيال الجديدة التي لم تعاصره حياً، ويبدو أن ما نُشر في عدد من الصحف والمجلات، ذات اليمين وذات اليسار، كان مستفزاً للغاية لبهاء الذي يعرف قراؤه عنه قدرته على ضبط النفس حين يكتب، فكتب هذه السطور الغاضبة التي قال فيها بالنص:

"لقد كنت أرجو أن تقول رثائي.. يا منصف الموتى من الأحياء

قفز بيت الشاعر إلى وجداني عندما عرفت النبأ، وعندما قرأت قليلا!

ولكن كيف أنصفك اليوم يا جاهين من بعض الأحياء، الذين خنقوك في حياتك بأنفاسهم الغليظة؟ بعض الذين كتبوا عنك، وكل منهم كأنه ينزع قطعة من جلدك، يتخذها شراعا يحرك سفينته في الاتجاه الذي يريد، على حسابك؟

الذي أراد أن يهاجم روسيا على حسابك، فتظرّف وقال إنك قلت له إنهم بدل أن يعطوك حبوباً للتخسيس أعطوك حبوباً تزيد الوزن، وهذا غير صحيح من أساسه، ولم تقل ذلك قط. والذي أراد أن يواصل تصفية حسابه مع الثورة، قال إنك قُتلت يوم 5 يونيو ومضى في استعراض خواطره عن 5 يونيو 67، غارزاً سهامه في جسدك، وقد عشت بعد ذلك تسعة عشر عاماً من العطاء والأمل والتفاؤل. كلنا كُسرت قلوبنا يوم 5 يونيو. هناك من كُسر قلبه واستسلم لليأس، وهناك من أراد أن يكسر به قلب مصر إلى الأبد. صلاح جاهين انكسر قلبه كما انكسرت قلوبنا جميعا، لكنه كان من الذين صمدوا وقاوموا، وأبقى الابتسام في قلب مصر تسعة عشر عاماً.

والجريدة الكبرى التي قالت إن له ديواناً اسمه "زهرة من موسكو"! فقط! ودواوينه الكثيرة لا يوجد فيها ديوان واحد بهذا الاسم!!..

هلس! وإهمال!؟

وحزب "التجمع"، من اليسار هذه المرة، الذي نشر نعياً له في صفحة الوفيات بالأهرام، يشيد بأعماله السياسية والوطنية "في الخمسينيات والستينيات!" كأنه لم يملأ الدنيا في السبعينيات والثمانينيات بما قد لا يرضي اليمين أو اليسار، ولكنه يرضي ضميره أولاً!

أحمد بهاء الدين 


وبعدما عبّر أحمد بهاء الدين عن غضبه وخيبة أمله في طريقة التعامل الصحافي مع صلاح جاهين، قرر أن يستدرك لكي لا يفهم قارئه أنه يرغب في تمجيد صلاح جاهين فقط، فكتب قائلاً: "إنني ضد رثاء الشخصيات العامة على طريقة رثاء العمات والخالات! الشخصيات العامة ننقدها ونقيمها لأنها تبقى حية"، لكن ضيق المساحة على ما يبدو منعه من الاسترسال في هذه النقطة ليستفيض في عرض اختلافه مع الذين لم ينصفوا جاهين، فقرر أن يخصص بقية مقاله القصير لرثاء صديقه وعِشرة عمره، فكتب سطوراً يسودها الأسى الذي يدفع قارئها بعد مرور كل هذه السنين للتساؤل عن الذي أغضب بهاء إلى هذا الحد:

صلاح جاهين 


"يا صديقي الراحل المقيم صلاح جاهين! يا صاحب الجسد المتكور والقلب الرقيق كالفراشة الذهبية اللون، الشفافة الجناحين. لن أحاول أكثر من ذلك حمايتك من ذوي الأكباد الغليظة. لن أحاول أكثر من ذلك حمايتك من الأموات الذين يدبون بأقدامهم وأقلامهم على الأرض والورق، فملحمتك أكبر من ذلك، وعالمك الخفاق البراق أبقى من ذلك. إنما هي زفرة، لا يملك الإنسان كتمها، ولا يملك مثلك أن يكتفي بهز رأسه ساخرا باسما قائلا: عجبي!".

انتهى الجزء الأول من مقال الأستاذ بهاء، قبل أن يشرح لقارئه المقصود بـ "التنين" الذي اختار أن يقرنه بجاهين في عنوان الجزء الأول من المقال، وربما لذلك بدأ بالحديث عن ذلك التنين مباشرة في الجزء الثاني من مقاله الذي لم يفارقه فيه غضبه، ولذلك جاءت الكتابة أيضاً مرتبكة الصياغة حافلة بالنقط وعلامات التعجب، التي كان من الشائع الإكثار منها وقتها لدى كثير من الكتّاب، لكن لم يكن ما كتبه الأستاذ بهاء عن الاكتئاب وعلاقته بطبيعة المهنة دقيقاً، لأن الاكتئاب لا يفرق بين مهنة وأخرى، وهو ما كان معروفاً وقتها بالطبع، لكن أحمد بهاء الدين كان يكتب بانفعال، كرد فعل على فكرة يبدو أنها كانت منتشرة بقوة وقتها، وليست فقط منشورة في الصحف والمجلات التي غطت خبر وفاة صلاح جاهين المفاجئة، ولذلك كتب أحمد بهاء الدين ما نصه:

"التنين الأكبر هو الاسم الذي يطلقونه في الخارج على الاكتئاب النفسي DEPRESSION يا هؤلاء!
وهو ليس مرضاً، أو هو مرض كل ذوي الأعصاب الحساسة من الساسة الموهوبين وكل فنان ذي موهبة صادقة، مثل صلاح جاهين، صاحب القلب الرقيق كالفراشة الذهبية اللون، الشفافة الأجنحة. لا يوجد بطل رفع أثقال يصاب بحالات من الاكتئاب! لا يوجد من يكتئب بالفأس، أو يغني بالصراخ، يعرف حالات الاكتئاب. ولقد وصف ونستون تشرشل حالات الاكتئاب التي كانت تمر به فقال: كأن كلباً ضخماً أسود اللون، يقف على صدرك وهو يلهث!!..

نعم.. عرف صلاح جاهين حالات الاكتئاب.. لأنه من هذه الطينة الحساسة الشفافة. وهؤلاء لا تكسر قلوبهم التحديات الكبيرة، فهم أبطالها. ولكن قد يكسر قلبه بؤس طفل صغير!...".

ولكي لا يترك أحمد بهاء الدين قارئه محتاراً في تفسير ما يقصده، قام بتحديد ما يتصور أنه سبب انكسار قلب صلاح جاهين، متحدثاً بالتحديد عن التجربة التي خاضها صلاح مع الصحافة والصحافيين، بعد نشر ديوان ابنه بهاء، الذي سمّاه صلاح على اسم الشهرة الذي حمله صديقه أحمد بهاء الدين الذي كان يعتبره أستاذه وأخاه، لا صديقه فقط، ويبدو أن الارتباك والغضب جعلا الأستاذ بهاء لا ينشر اسم ابن صديقه، بل يشير إليه بوصفه "ابن صلاح جاهين الوحيد"، وكان بالطبع يقصد الولد الوحيد إلى جوار ابنتيه: أمينة وسامية، وكان من الواضح أن تركيز الأستاذ بهاء على هذه التجربة بوصفها السبب الأبرز لاكتئاب صلاح جاهين، جاء مستنداً على تفاصيل يعرفها بحكم صداقته الحميمة بصلاح، ولذلك كتب قائلاً:

"وأخرج ابن صلاح جاهين الوحيد ديواناً أول له، جميلاً إلى آخر الحدود، وكان صلاح جاهين فرحاً به، فرحاً غامراً، طفولياً.
وصمتت كل الصحف والمجلات عن الديوان. لم ينشر خبر واحد في صفحة أدبية عن صدوره كما تنشر مئات الأخبار كل يوم. شعر بمقاطعة الأكباد الغليظة التي لا تخفق فيها إلا الغيرة فانكسر قلبه. وأراد أن يواجه الأمر كعادته بنكتة. فرسم كاريكاتيراً أشار فيه إلى ديوان ابنه الوحيد. مجاملة؟! ضعف؟ لماذا لا؟ أليس من حق من رسم خمسين ألف كاريكاتير أن يرسم كاريكاتيراً واحداً شخصياً؟! يا للهول ! لقد أخذوه، ولاموه وقرعوه على هذه الخطيئة ! ... والصحف ملأى بالإعلانات الظاهرة والمبطنة.

وانكسر قلبه الكسرة التي لا تلتئم. هاجمه التنين المخيف ذو الأذرع المتعددة: القسوة، الغلظة، عدم الحساسية، عدم العرفان، عدم إدراك حنايا النفس الإنسانية لنفس أسعدت الجميع .. جثم الكلب الضخم الأسود اللاهث على صدره، كما قال ونستون تشرشل!

وصدقت (روز اليوسف) حين جعلت عنوان الخبر: "صلاح جاهين يفقد اكتئابه!

ومن يعرف تلك الحالة، يعرف أن صاحبها تستوي لديه ـ ساعتها ـ الحياة والموت، ويشعر أن الحياة صارت عبئاً باهظاً ثقيلاً لا يحتمل، ويتمنى أن يغفي ولا يعود. شعور يصف أرسطو سهولته على النفس حين يقول في وصف الموت: أنه حين نكون لا يأتي، وحين يأتي لا نكون! عجبي!".

صلاح جاهين سنة 80 تصوير (جودي ديتر) 


ما أسهل أن نستغرب الآن كيف تخرج كتابة مرتبكة كهذه من قلم يعرف قارئه قدرته على الإحكام والتكثيف، حتى في قالب عمود يومي تفرض الضرورات التعجل في صياغته أحياناً، وتبرر السرعة ورود أخطاء فيه، لكننا نخطئ في حكمنا، لو نسينا أن الأستاذ بهاء لم يكن واقعاً فقط تحت تأثير صدمة شخصية رهيبة في رحيل واحد من أعز أصدقائه، بل كان بوصفه مثقفاً رفيعاً ومتذوقاً للفنون وصانع صحافة بارعاً، يدرك فداحة الخسارة التي لحقت بفنون الشعر والكاريكاتير والسينما والمسرح والغناء والدراما التلفزيونية، التي أبدع فيها صلاح جاهين وصال وجال، وصنع بعض ما لا يرضى عنه البعض أيضاً، وما قد لا يرضى عنه هو شخصياً كأي فنان حقيقي ينقد ذاته وأداءه باستمرار.

لكن الهجوم الحاد والجارح أحياناً، الذي تلقاه صلاح جاهين من بعض الذين كان يعتبرهم أقرب إليه فكرياً وفنياً، كان يضايقه ويحزنه أكثر من الهجوم الذي كان يتلقاه من المتشددين دينياً على بعض أعماله، وهو ما يمكن أن نشير إلى بعض نماذجه في مرات قادمة. ولا أحسب أن أحمد بهاء الدين كان غافلاً عن هذا، وخاصة أن ذلك الهجوم لم يكن سراً، بل كان معلناً في مقالات وقصائد هجائية، فضلاً عما يتم تداوله في جلسات المثقفين وأروقة المؤسسات الصحافية، التي تسري فيها النميمة والبغضاء "سَري النعيّ في دار عُرسِ" على رأي أمير الشعراء، وربما لذلك قرر الأستاذ بهاء أن يبادر بتحديد أسباب سيطرة تنين الاكتئاب على صلاح جاهين، في سبب واحد، هو ما حدث مع بهاء جاهين الذي حفر اسمه كشاعر كبير بعد رحيل أبيه، عبر قصائد وأغنيات وأعمال فنية ممتعة وعميقة، بالإضافة إلى ما قدمه من خلال منبره في الصفحة الثقافية بصحيفة (الأهرام) من دعم للكتابة الجميلة والمختلفة.

ربما كانت المساحة الضيقة وراء قرار أحمد بهاء الدين، بأن يستبعد أسباب الاكتئاب الأخرى التي حاصرت صلاح جاهين، الذي كان كأي فنان كبير يمتلك نفساً لوامة وروحاً قلقة، وهي أسباب سيظل طرحها وتأملها من حق دارسي تجربة هذا الفنان الكبير، الذي صار ملكاً للكل، أياً كانت درجة محبتهم له وقربهم منه. لا يمكن أن ننسى أن صلاح جاهين نفسه كان قد كتب في مقال له، قبل نحو ثلاثة عقود من وفاته، عن تجربته كشخصية "مرحنقباضية" طبقاً لتعبيره، شخصية تتأرجح بين الانبساط والاكتئاب والمرح والانقباض بشكل متكرر ومؤلم، وهو ما لم يذكره الأستاذ بهاء في سطوره التي أشار فيها إلى علاقة جاهين بالاكتئاب، وهي السطور المتعجلة التي كنت أتمنى لو كان قد اتخذها مجرد "كروكي" للكتابة عن تجربته مع صلاح جاهين، الذي كان أحد شركائه المهمين في تجربة مجلة (صباح الخير) التي كانت واحدة من أهم التجارب الصحافية العربية على الإطلاق.

ومن يدري، لعل الأستاذ بهاء يكون قد فعل ذلك بالفعل، ولم أنتبه إلى ما نشره ربما في إحدى المطبوعات العربية التي كان يكتب فيها، ولعل ابنيه الأستاذين زياد وليلى يفيدانني في ذلك، وربما تكون هذه فرصة لشكرهما على الجهد الذي بذلاه في حفظ تراث والدهما عبر جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين، التي سبق لها أن أصدرت "سيديهاية" عليها آلاف المقالات التي كتبها عبر تاريخه الصحافي الطويل، وفرصة لعتابهما أيضاً على التقصير في وضع هذا التراث على الإنترنت، ليكون في متناول الجميع، وهو ما أتمنى أن يحدث أيضاً مع تراث صلاح جاهين، الذي قامت أسرته الكريمة بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب في إصداره في سلسلة كتب ضمت أغلبية أعماله، ومع ذلك فوجود هذا التراث على شبكة الإنترنت أمر لا غنى عنه، سيسعد به كل محبي جاهين وبهاء، وسيكون مهماً لمن لا يعرف أعمالهما من الأجيال الجديدة والتي تليها، وأتمنى أن ينتبه الأعزاء بهاء وأمينة وسامية إلى هذا وسط مشاغلهم العديدة.


صورة نشرت لأحمد بهاء الدين على الحدود المحتلة، يونيو1965 

يبقى أنّ ما كتبه أحمد بهاء الدين في مقاليه المفعمين بالغضب والأسى، يظل شاهداً إضافياً على مسيرة التدهور المهني في الصحافة المصرية، خصوصاً حين تتعامل مع وفاة شخصية بحجم وقيمة وتأثير صلاح جاهين، ليس مطلوباً ممن يعملون فيها أن يبالغوا في تمجيده والاحتفاء به إذا كانوا لا يرونه مهماً! لكن ليس من حقهم بالطبع أن يقوموا بتشويهه والإساءة إليه بمعلومات كاذبة. للأسف ينسى الكثيرون، أن ما وصلت إليه الصحافة المصرية الآن من واقع مخيف، لم يظهر فجأة، بل كان نتيجة لعملية تجريف طويلة بدأت منذ لم تعد الكلمة العليا في الصحافة لقارئها بل لمن يملك حجبها ومراقبتها، ومن هنا تأتي أهمية دلالات ما كتبه أحمد بهاء الدين عن صلاح جاهين، فضلاً عن أن ما كتبه يظل شاهداً على الطريقة المؤسفة التي كان ولا يزال الكثيرون يتعاملون بها مع الاكتئاب والمصابين به، بقسوة يزيدها الجهل ثقة، وبخفّة يزيدها الاعتداد بالنفس غلظة، وهو ما لم يتغير حتى الآن للأسف الشديد، بعد كل هذه السنين على رحيل فنان مصري عظيم، خسر معركته مع تنين الاكتئاب الذي ما زال يطيح البلاد والعباد.

وختاماً مع الكاريكاتير:
على مدى سنوات ظل "أبونا" صلاح جاهين، يرسم صفحتي المنتصف "الدوبل" في مجلة (صباح الخير) مقدماً في كل عدد، عدة كاريكاتيرات يجمعها عنوان واحد يبدأه بـ (صباح الخير يا...) ، لكنه في أحد الأعداد لم يجد عنواناً يجمع رسوماته فاختار لها عنوان (صباح الخير يا أي حاجة).

صباح الخير يا أي حاجة (صلاح جاهين) 


لعلك تعلم أن الكاتب والفنان محمد بغدادي قام بجمع العديد من رسومات صلاح جاهين في كتاب صدر لأول مرة عن دار المستقبل العربي، ثم أعيد طبعه عدة مرات، لكنني كنت أتمنى أن يتم جمع الرسومات التي كانت تنشر تحت عنوان (صباح الخير يا...) في كتاب مستقل، وأتمنى أن يبادر الأستاذ العزيز أسامة سلامة رئيس تحرير (الكتاب الذهبي) في مؤسسة روز اليوسف، إلى تحقيق هذه الفكرة بالاتفاق مع أسرة صلاح جاهين، لأن نشر تلك الكاريكاتيرات غير متفرقة وبترتيبها الزمني، وأياً كان رأينا في ألمعية بعضها أو عاديته، سيلقي المزيد من الضوء على طبيعة إبداع جاهين، في هذه الفترة التي شهدت أروع وأجمل ما قدمه من إبداع، وخصوصاً رباعياته الخالدة التي يظن البعض أنه كتبها في أواخر أيامه، مع أنه كتبها حين كان شاباً عمره "ولا ألف عام".
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.