صفعة الموسم

صفعة الموسم

12 ديسمبر 2017
+ الخط -
صفعة أخرى لوجه الضمير العربي الإسلامي الغارق في نومه. ونمني النفس بأن هذه الصفعة ستوقظ هذا الضمير النائم، ولكن هل هي أقسى من صفعة 48 أو 67؟ أم أنها ستكون واحدة ضمن سلسلة لها أول وليس لها آخر!

إن الذي نحن بحاجة إليه ليس منبها ولا صدمة عنيفة وإنما بعث الإيمان في القلوب: إيمان بقضيتنا وبحقنا المغتصب. لقد بدأ النسيان أو التناسي للعدو الحقيقي يظهر بعد أن كان خفيا، وأصبح الكلام عن التطبيع مع العدو يمر من فوق الطاولة بعد أن كان يتسلل من تحتها. ويتناسى هؤلاء العرب المتصهينون أن حدود دولة إسرائيل الموهومة لن تكتفي بالقدس ولا بكامل فلسطين حتى وإنما يريدونها من النهر إلى النهر (من الفرات إلى النيل). هذا هو العهد الذي قطعه الرب لإبراهيم كما تقص التوراة!

هذه هي الثقافة التي تربى ويتربى عليها أعداؤنا، وهذا هو الإيمان المشوه والمريض الذي يغذي عقولهم؛ ولكن الإيمان لا يخضع لمقاييس العقل والمنطق لذا فهم ماضون في محاولتهم تحقيق طموحاتهم.

ومن حسن حظهم أن الرب سخر لهم قادة من أمثال قادتنا! ولكن الإيمان وحده لا يكفي ولن يكفي، فهم يعملون ليل نهار مستغلين قصص التوراة المهترئة، في أبشع تعاون بين اللاهوت والسياسة يحدث في تأريخ البشرية: أبشع حتى من تحالف الإمبراطورية والكنيسة سابقا. وهذا الوليد المشوه من ذلك اللاهوت المحرف النتن وتلك السياسة البراغماتية العنصرية الشوفينية هو عدونا الأوحد والوحيد الذي نخوض معه معركة بقاء أو فناء. لقد آن لنا أن نشبع من قصص السلام التي يلقيها علينا أساتذة الغرب ونعرف أن المقاومة ولا شيء غيرها سيردع هذا العدو الغاشم المنافق.

دلالات

09AFC7C7-AA33-41CB-83DB-F34125594AA0
حسين جبار

مواليد بغداد، مهندس حاسبات وبرمجيات. كاتب وشاعر مهتم بالفلسفة والتأريخ ودراسات الأديان والعلوم الإنسانية. نُشرت لي مقالات وقصص وأشعار باسم حسين جبار وحسين المسلم. يقول: أنا لست شاعرا ولا عاشقا ولست حتى عابرا، أنا لست إلا شاهدا في جسد العالم المريض، أمشي حاملا مدونتي، أسابق آفة الزمن، أسبق مرة حاضري ويسبقني مرة الماضي، أنا في الحكاية سطر هامشي لكنه يحمل المعنى الخفي.

مدونات أخرى