شهادة غريبة على عصر أغرب (4)

شهادة غريبة على عصر أغرب (4)

11 يناير 2021
+ الخط -

برغم أن الدكتور محمود جامع اختار أن يطلق على كتابه عنواناً محدِّداً لمضمونه هو (عرفت السادات: نصف قرن من خفايا السادات والإخوان)، إلا أنه قرر ألا يلتزم بعنوان الكتاب، وخصص حوالي 120 صفحة من كتابه للحديث عن جمال عبد الناصر، مع أنه لم يعرفه بشكل مباشر ولم يقترب منه، ومع أنه تعهد في بداية كتابه بألا يصفي حساباته مع أحد ولا يشهّر بالأحياء أو ينبش في قبور الأموات، لكنه نسي ذلك التعهد حين قرر توجيه اتهامات خطيرة لعبد الناصر وعدد من رجال عصره دون أن يقدم أدلة عليه، مستشهداً في حالات كثيرة بأشخاص فارقوا الدنيا، وهو ما يذكر بطريقة صديقه أنور السادات في كتابة التاريخ التي حولها المصريون إلى مسخرة تلخصها عبارة "قال لي فلان الله يرحمه بحضور فلان الله يرحمه وعلان الله يرحمه"، الواردة في العديد من النكت العبقرية.

من أبرز هذه الاتهامات التي تصل إلى حد التخاريف تحميله مسئولية حريق القاهرة الغامض لجمال عبد الناصر قائلاً بالنص: "هذا هو عبد الناصر الذي حرق القاهرة في 26 يناير سنة 52 قبل قيام الثورة، ووصف هذا الحريق في خطبة له بعد قيام الثورة بأنها انتفاضة شعبية وطنية، وقد ثبت أن المادة التي استُعملت في الحرائق بعد تحليلها كيماوياً هي المادة الوحيدة الموجودة فقط في مخازن القوات المسلحة المصرية، وقد سرقها عبد الناصر ووضعها بنفسه في عزبة المرحوم الأستاذ حسن العشماوي عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين في محافظة الشرقية، وذكر لي المرحوم الفريق عبد المنعم عبد الرؤوف أن حسن عشماوي أخبره بأن عبد الناصر أخذ هذه المادة الحارقة من العزبة قبل حريق القاهرة بيوم واحد، وأنه أخذ يجوب شوارع القاهرة أثناء الحريق في سيارة المرحوم حسن وهي ستروين سوداء وكان في قمة سعادته، وبعد الثورة اتهم أحمد حسين زعيم مصر الفتاة ظلماً بحريق القاهرة وسجنه".

هكذا خبط لزق، وبقليل من الكلمات المرصوصة المنسوبة إلى شخصين فارقا الحياة، ينتمي كلاهما إلى جماعة الإخوان، قرر محمود جامع أن ينفرد بحل اللغز الذي حيّر عشرات المؤرخين والباحثين الذين اتهم بعضهم الإنجليز بأنهم كانوا وراء حرق القاهرة للإطاحة بحكومة حزب الوفد التي أعلنت دعم المقاومة الشعبية ضد الإنجليز في منطقة القناة، واتهم بعضهم الملك بتدبير الحريق للإطاحة بحزب الوفد وزعيمه مصطفى النحاس الذي كان الملك فاروق يعتبره أكبر خطر على عرشه، لكن محمود جامع لم يقدم للتأكيد على كلامه أي شهادة موثقة أو منسوبة إلى أحد الأحياء الذين عاصروا حريق القاهرة، وقد كان الكثير منهم لا يزال على قيد الحياة وقت صدور الكتاب، ليبقى كلامه صالحاً للتداول في قعدات الحظ والفرفشة، لينضم كلامه إلى قائمة الاتهامات المضحكة التي تم توجيهها لعبد الناصر، التي تقوم بشيطنته بدلاً من الحديث عن أخطائه الواضحة مثل خنق الحريات وإضاعة فرصة بناء مجتمع مدني ديمقراطي والتسبب في هزيمة 1967، وهو ما جعل الكاتب محمود عوض يقول لي معلقاً على مثل هذه الاتهامات إننا سنجد قريباً من يتهم عبد الناصر بأنه كان وراء زلزال أكتوبر 92.

يحرص محمود جامع في كتابه على إظهار عبد المنعم عبد الرؤوف في صورة شمشون الجبار الذي يهابه الجميع

بعدها بقليل تخلى محمود جامع عن دور المؤرخ ليتقمص دور الشتام فيصف عبد الناصر بأنه "القزم الإرهابي الديكتاتوري"، ويتحدث عن كونه "الجوكر الذي يحكم بمزاجه الشخصي ليرضي غروره ونزعاته الفردية المتسلطة التي يتحكم فيها حبه الجارف للغدر والانتقام من أقرب أصدقائه"، وهو كلام يشبه ما تردد كثيراً في كتابات بعض كارهي عبد الناصر من مختلف التيارات، الذين أفسدوا لسنوات طويلة فرصة مناقشة وتقييم عهد عبد الناصر بشكل منصف وعاقل، وهو ما شجع على الجانب المقابل هواة تقديس عبد الناصر للتقليل من شأن أي محاولة جادة لانتقاد سياساته وقراراته، وتصويرها جزءاً من الحملة التي تهدف إلى شيطنته وتحميله كل ما جرى في مصر من كوارث وأخطاء.

في موضع آخر من الكتاب يواصل محمود جامع تقديم الصورة الشيطانية التي تحولت إلى صورة كاريكاتيرية لعبد الناصر قائلاً: "أذكر أن عبد المنعم عبد الرؤوف روى لي في إحدى جلساتنا معاً أنه جمعته بعبد الناصر غرفة واحدة على انفراد يوم 24 يوليو سنة 52 بعد قيام الثورة مباشرة وذلك في مجلس قيادة الثورة، وأنه وجد عبد الناصر وهو نائم ببدلته على كنبة من شدة الإرهاق، وجده يهذي ويقول: أنا الملك وسأحكم مصر من قصر عابدين وأتخلص من جميع الزملاء وأنفرد بالحكم، وفكر عبد المنعم أن يخنق عبد الناصر ويتخلص منه، ولكنه خاف الله وقال لي مازحاً: ليتني خنقته وخلصت البلد من شروره"، وهي رواية تنبئ عن خيال يليق بمؤلفي مسلسلات الكارتون التي تظهر فيها الساحرة الشريرة وهي تستخدم عبارات من نوعية "سأقضي عليهم"، ولا أعتقد أن عاقلاً يمكن أن يصدق مثل هذا الهراء، مهما بلغت كراهيته لعبد الناصر.

الملفت أن محمود جامع حين يتحدث عن تفاصيل تدهور علاقة عبد الناصر بالإخوان، لا يدرك أن قارئه غير المنحاز للطرفين سيدين الإخوان وينصف عبد الناصر في هذه النقطة، خصوصاً حين يؤكد محمود جامع ما ترويه شهادات أخرى عن أن الإخوان رفضوا الاشتراك في حكومة عبد الناصر لأنه عرض عليهم ثلاثة مناصب وزارية فقط ولم يمنحهم غالبية المناصب الوزارية، وكأنه كان مطالباً بتسليم مقاليد الحكم للإخوان، مع أنه ثبت أن علاقتهم بهم لم تكن الوحيدة، وأنه كان قد قام بتكوين صلات مماثلة بباقي التيارات السياسية قبل الثورة، بل ويقول في موضع آخر إن المرشد العام للإخوان حسن الهضيبي رفض عرضاً من عبد الناصر بتشكيل الحكومة كلها من الإخوان لكي تنتهي الأزمة بينه وبينهم، وفي موضع آخر يتهم محمود جامع الشيخ أحمد حسن الباقوري الذي انشق عن الإخوان واختار الانضمام إلى الحكومة التي شكّلها عبد الناصر مخالفة لقرار الجماعة بأنه فعل ذلك إرضاء لشهوته، وأنه عندما ذهب إليه حسن الهضيبي في مكتبه قام بتقبيل يد الهضيبي وقال له: "أصارحك القول بإنها شهوة تغلبت على نفسي"، ثم بكى فقال له الهضيبي المشهور بدماثته: "إذن فلتهنأ بشهوتك إلى حين".

رفع عبد المنعم رأسه، وقال للسادات "أنا الرجل الثاني يا أنور، أنا على سرير الموت وانت خايف مني"، فقال له السادات متهيباً: "أنت الرجل الأول يا عبد المنعم"

يروي محمود جامع واقعة أخرى تدين الإخوان وطريقة تفكيرهم، حدثت في يوليو 1953 كان جامع نفسه هو بطلها، وهي أن الدكتور مصطفى قناوي الطبيب الخاص لعبد الناصر جاء إلى جامع الذي كان وقتها طالباً في السنة النهائية بكلية الطب وقال له: أنت شاب عاقل وتعرف كيف تحكم على الأمور جيداً ولذلك أحب أن أخبرك أنه بالأمس كان عندي بالمنزل جمال عبد الناصر ومعه بعض أعضاء مجلس الثورة يتناولون العشاء وعلمت منه أنه ينوي القضاء على الإخوان قضاء مبرماً لا رجعة فيه، وإن الدكتور قناوي طلب من عبد الناصر الاستماع إلى شباب الإخوان والتحاور معهم، فقال عبد الناصر إنه لا يمانع، وأن مستعد للقاء عشرة منهم بشرط أن يلقوا سلاحهم أولاً ويسلموا للحكومة كل ما عندهم من أوراق وسلاح ومعدات، وطلب الدكتور قناوي من جامع اختيار عدد من شباب الإخوان للقاء عبد الناصر، وحين استشار جامع القيادي الإخواني د. سالم نجم نصحه بأن يستأذن أولا الدكتور محمد خميس حميدة القائم بأعمال المرشد العام ـ وهو بالمناسبة والد زوجة الدكتور عاطف عبيد وزير قطاع الأعمال وقت صدور الكتاب ورئيس الوزراء فيما بعد ـ وعندما عرض جامع الأمر على الدكتور حميدة أبلغه بعد يومين برفض الجماعة لهذا اللقاء لأن الذي سيذهب للقاء عبد الناصر سيكون أول ضحاياه، وأبلغ جامع ذلك لقناوي الذي حزن جدا وأبدى ألمه من تفويت فرصة تاريخية نادرة، ومع أن جامع يقول إنه فوجئ بصدور قرار بفصله من الجماعة بحجة أنه جلس مع الدكتور قناوي من أجل تحقيق الصلح بين الإخوان وعبد الناصر، وهو ما قطع صلته التنظيمية بالإخوان، لكنه لا يقرر صراحة أن هذه الواقعة تؤكد على تعنت الإخوان وسيادة العقلية المتشددة قاصرة النظر داخلهم، وهي العقلية التي تعتبر حتى مجرد التفكير في حقن دمائهم إثماً يستحق الفصل.

ولك هنا أن تتساءل: ما الذي كان سيحدث لو اختار الإخوان عدم التشدد وقرروا مد أياديهم لعبد الناصر؟ ألم يكن ذلك كفيلاً بتجنيب مصر كل ويلات الصدام بين ثورة يوليو والإخوان، وهو الصدام الذي لا زالت مصر تدفع ثمنه حتى الآن، وهو ما جعل أقصى أحلام الإخوان تنحصر الآن في شقة يرفعون عليها اسم جماعتهم بشكل قانوني، أو في تكوين حزب رسمي يخرج من عباءتهم. (لاحظ أنني نشرت هذا الكلام في عام 1999 قبل أن يجري في النهر كل ما جرى من دماء بسبب تكرار الإخوان لأخطائهم التاريخية وإصرارهم على الدخول في معركة صفرية كان من البديهي أن ينتصر فيها الذي يحمل السلاح).

في موضع آخر من كتابه يتهم محمود جامع عبد الناصر بتدبير مؤامرة مع عبد الرحمن السندي رئيس الجهاز الخاص للإخوان للإطاحة بالهضيبي، لكن الإخوان علموا أن عبد الناصر يخطط لاغتيال المرشد فخبأوه في مكان مجهول لم يتمكن أحد من الوصول إليه، ويقول إن عبد الناصر طلب من الهضيبي أن يقوم أحد أفراد الجهاز السري للإخوان بدس السم في طعام الجنود الإنجليز في معسكرهم في منطقة القناة، "وأن الاختيار وقع على شاب قلبه ميت اسمه محمود عبد اللطيف للقيام بهذه المأمورية ولكن الهضيبي رفض بشدة وقال إن هذا يتنافى مع تعليمات الإسلام"، ثم يتهم عبد الناصر بأنه قتل سيد فايز عضو الجهاز السري بعلبة حلوى متفجرة لأنه رفض التعاون مع الثورة، وهي واقعة نسبها الكثيرون إلى قيادات الجهاز السري الذين ظنوا أن سيد فايز خانهم مع الثورة.

ولكي ينفي محمود جامع قيام الإخوان بمحاولة اغتيال عبد الناصر في ميدان المنشية رداً على محاولته اغتيال مرشدهم، وهو ما ينفيه الإخوان كلية متهمين عبد الناصر بفبركة الحادث بأكمله، يضع جامع تخريجة عجيبة في كتابه تقول إن عبد الناصر اخترق إحدى خلايا الجهاز السري للإخوان وهي خلية إمبابة التي كانت تضم محمود عبد اللطيف وهنداوي دوير، حيث تم توجيه أمر لهذه الخلية بمحاولة اغتيال عبد الناصر دون أن يعرف أحد مصدر هذا الأمر بسبب طبيعة العمل في الجهاز السري، ويقول إن هنداوي دوير كان لديه خطة محكمة لاغتيال عبد الناصر ذهب بها إلى الدكتور عبد العزيز كامل القيادي الإخواني السابق والذي انضم إلى حكومة عبد الناصر وقبل بأحد مناصبها الوزارية، وحاول د. عبد العزيز أن يتصل بحسن الهضيبي ليثنيه عن الخطة، لكنه فشل أن يتصل بالمرشد المختبئ فذهب إلى عبد الناصر وأخبره بالقصة، ليأمر عبد الناصر بالقبض على هنداوي دوير وجلس معه جلسة طويلة اتفق معه فيها على أن يقوم بتمثيل عملية الاغتيال حتى آخرها ووعده بالإفراج عنه فوراً.

يقول محمود جامع إن أجهزة الأمن أخذت احتياطاتها دون علم محمود عبد اللطيف منفذ العملية ليتم استبدال طلقات المسدس بطلقات فشنك، وليمثل عبد الناصر الدور حتى آخر لحظة، ليتم إلقاء القبض على محمود عبد اللطيف وهنداوي دوير والحكم عليهما بالإعدام، وهو ما جعل هنداوي دوير يصبح أمام الجميع أثناء اقتياده لحبل المشنقة: "أريد عبد الناصر.. لم نتفق على ذلك"، ولم ينس محمود جامع أن يضع على القصة أهم تابل يحبه الجمهور المصري، حين قال إن هذه الخطة نصحت بها المخابرات الأمريكية، وأن تفاصيلها لم يكن الجهاز السري على علم بها، لكن من قالها لمحمود هو أحد قيادات الجهاز السري البارزين والذي أصبح وكيلاً لمجلس الشعب فيما بعد، لكن جامع حذف اسمه وأسماء شخصيات أخرى حرصاً عليهم، مع أنه لم يظهر نفس الحرص في كثير من الحكايات التي امتلأ بها الكتاب. 
من القصص التي تنتمي إلى منهج "كان معنا فلان الله يرحمه" في كتابة التاريخ قصة يرويها محمود جامع نقلاً عن المرحوم السادات الذي يقول إنه أصر على أن يصحبه ذات يوم ـ لا يذكر تاريخه بالتحديد ـ لزيارة هضبة الجولان، وذهبا سوياً على انفراد وأراه السادات الهضبة، ثم همس له بكل حسرة وأسى: "كيف تسلم اليهود الجولان دون طلقة واحدة"، وحدثه عن الظروف والملابسات التي حدثت وعن الخيانة التي وقعت، "وهمس لي بأسرار لا أستطيع البوح بها حتى الآن"، ربما لأن محمود جامع كان يطمع في إصدار جزء ثاني من مذكراته يحمل عنوان "وشوشة فوق الهضبة"، وهو عنوان كان سيكون أكثر جذباً وإثارة للقارئ المحب لأدب الخيال السياسي.

يحرص محمود جامع في كتابه على إظهار عبد المنعم عبد الرؤوف في صورة شمشون الجبار الذي يهابه الجميع، فيروي أن المرحوم السادات ذهب ليزور المرحوم عبد المنعم في مستشفى المعادي، وقال السادات لعبد المنعم: "يا عبد المنعم ضحك عليك الإخوان وكان زمانك الرجل الثاني ليا"، فرفع عبد المنعم رأسه، وقال للسادات "أنا الرجل الثاني يا أنور، أنا على سرير الموت وانت خايف مني"، فقال له السادات متهيباً: "أنت الرجل الأول يا عبد المنعم"، وهو حوار يبدو أن محمود جامع كان متأثرا فيه بأجواء فيلم (الرجل الثاني).

يقول محمود جامع إنه كان قد رتّب في الستينيات هروب عبد المنعم عبد الرؤوف على ظهر مركب إلى بيروت ومنها إلى سوريا حيث أقام لسنوات وحيث حاول عبد الناصر أن يستعيده عن طريق المخابرات في صندوق خشبي لكنه فشل في ذلك، وحين تولى السادات الحكم فاتحه محمود في أمر عبد المنعم فوافق على عودته من سوريا وأرسل ممدوح سالم لاستقباله في المطار، واستقبله بنفسه في منزله بالجيزة، ووفر له مسكنا وأعطاه مرتب وزير، وحين سأل السادات عن سر حفاوته بعبد المنعم قال له السادات إنه مدين لشخصين في حياته: حسن البنا الذي كان يعطي أسرة السادات عشرة جنيهات شهريا أثناء اعتقال السادات في قضية أمين عثمان، وعبد المنعم عبد الرؤوف الذي كان سبباً في منح السادات مكافأة معاشه بالكامل بعد فصله من الجيش حين تورط في قضية اغتيال أمين عثمان في الأربعينيات.

...

نكمل غدا بإذن الله

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.