حاول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تنفيس الغضب الداخلي بعد جريمة المنيا، عبر فتح جبهة عسكرية خارجية، بدأت في ليبيا، من دون استبعاد أن تتوسع لدول أخرى، فيما تؤكد مصادر أمنية أن هذا التحرك لن يمنع العمليات الإرهابية في الداخل المصري.
تكررت عمليات اغتيال القيادات الأمنية في منطقة سيناء المصرية، في الفترة الأخيرة، على وقع تزايد المخاطر في استهدافهم مستقبلاً. وذلك على وقع عدم إعلان تنظيم "ولاية سيناء" تبنّي بعضها.
أثارت مسألة مبايعة جماعة "أنصار بيت المقدس" تنظيم "داعش" وابتعادها عن "القاعدة"، تساؤلات كثيرة عن أسباب ذلك، وهو الأمر الذي تردّه مصادر من سيناء إلى تغيّر في قيادة الجماعة، مع مقتل قيادات من الصف الأول فيها.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
العربي الجديد
02 يوليو 2016
سيف الدين عبد الفتاح
كاتب وباحث مصري، مواليد 1954، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، من مؤلفاته "في النظرية السياسية من منظور إسلامي"، و" التجديد السياسي والواقع العربي المعاصر.. رؤية إسلامية".
في ظل الطلب على أجهزة البطش الشرطي في النظام الاستبدادي، تمارس هذه الأجهزة، في ظل الاحتياج لها، بطشاً خاصاً بها، كما ترتب اقتصادا يتعلق بالقمع بما يعرف، لدى المصريين، بالسبوبة، وتنشط معامل فساد لإدارة اقتصايات القمع والبطش والتغول.
أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، في بريطانيا، أنه لا يمكن الوثوق مطلقا بالروايات التي تقدمها السلطات المصرية، فقد ثبت من قضايا مختلفة أن هذه السلطات لفقت تهما لأبرياء، لتطالب بتحقيق الأمم المتحدة في مقتل النائب العام المصري هشام بركات.
بثّت جماعة "جند الإسلام" شريطاً مصوراً، اليوم الجمعة، توضح فيه ما زعمت أنه بعض عملياتها في مواجهة بعض حملات الجيش في سيناء، فضلا عن تفجير مدرعات الجيش أو الشرطة، وهي قليلة مقارنة بـ"ولاية سيناء".
يعكس تسجيل "حصاد الأجناد" الذي أصدره تنظيم ولاية سيناء، يوم الثلاثاء، رغبة التنظيم في إيصال عدد من الرسائل إلى الداخل المصري تحديداً، أبرزها التحريض على العنف وعلى الإسلام السياسي بعد مهاجمته جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين.
تنقسم التيارات الجهادية الناشطة في سيناء إلى أربعة تيارات، تنقسم بدورها في الولاء بين "داعش" و"القاعدة". وإذا كانت أوضاع مصر تختلف عن سورية والعراق، غير أن عودة من يسمون أنفسهم "جهاديين" من أماكن القتال تُنذر بالتحول الجذري.
لا يزال الغموض يكتنف عملية التفجير التي استهدفت موكب النائب العام المصري، المستشار هشام بركات، والجهة التي تقف خلفها، على الرغم من مرور ما يزيد عن شهر ونصف الشهر على مقتله.
أليست العنصرية ضد أكثر من نصف مليون إنسان في سيناء إرهاباً؟ أليس حصار المواطنين في الشيخ زويد ورفح وقطع الماء والكهرباء إرهابا؟ أليس سجن الأطفال والصبية وتعذيبهم إرهاباً؟