كيف تحوّلت "أنصار بيت المقدس" من "القاعدة" لـ"داعش"؟

كيف تحوّلت "أنصار بيت المقدس" من "القاعدة" لـ"داعش"؟

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
02 يوليو 2016
+ الخط -
ظلت مسألة تحوّل جماعة "أنصار بيت المقدس" التي ظهرت في سيناء، شرق مصر، من قربها إلى تنظيم القاعدة، إلى إعلان مبايعتها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وتغيير اسمها إلى "ولاية سيناء"، علامة استفهام كبيرة. وكان من المعروف أن "الخبرة الجهادية المصرية" تتجه جميعها إلى تنظيم القاعدة، ليس لقيادته من قِبل شخصية مصرية وهو أيمن الظواهري، ولكن لأن عدداً من المنضمين إلى "القاعدة" خرج من رحم ما يُعرف في أدبيات تلك الجماعات بـ"الحالة الجهادية المصرية"، وبالتالي كان تحوّل "أنصار بيت المقدس" أمراً مريباً. ولم يكن يتخيل المراقبون للحركات الإسلامية و"الجهادية"، أن تعلن "أنصار بيت المقدس" بيعتها لـ"داعش"، باعتبار أن نشأتها تعود لتنظيم "القاعدة"، ومؤسسيها ينتمون فكرياً وبعضهم تنظيمياً للأخير.
وتقول مصادر خاصة من سيناء، إن فكرة تأسيس "جماعة جهادية" في مصر لم تتوقف بين المجموعات التي كانت معتقلة قبل ثورة يناير، بل تم التخطيط للأمر جيداً، بانتظار فرصة الخروج، خصوصاً مع عدم اقتناع تلك المجموعات بالتراجع عن مواقفها. وتضيف المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن محاولة التخويف من الفراغ الأمني، التي مارستها سلطة المجلس العسكري عقب ثورة يناير، كانت بمثابة طوق نجاة لهذه المجموعات للبدء في تنفيذ مخطط إقامة التنظيم، وهذا ما حدث وبالتحديد في سيناء، مع استغلال الفراغ غير المسبوق.
وتشير إلى أن المجموعات التي كانت داخل السجون والمعتقلات، كانت على تواصل مع بعض الأطراف التي تحمل الفكر نفسه من سيناء، ولم يتم القبض عليها في أعقاب تفجيرات طابا ودهب وشرم الشيخ. وتلفت إلى أن "أنصار بيت المقدس" قامت على أنقاض "جماعة التوحيد والجهاد"، التي نشطت في سيناء وأعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات طابا وشرم الشيخ، بالتعاون مع بعض "العناصر الجهادية" في غزة.


وتقول المصادر إنه عقب الإفراج عن المعتقلين من أبناء سيناء من السجون، خرج بعضهم لبناء الجماعة التي أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 مبايعتها لتنظيم "داعش". وتنفي المصادر، وجود تحوّل فكري مهّد لمبايعة "داعش"، مشيرة إلى تغيّر في قيادة الجماعة، نظراً إلى مقتل قيادات من الصف الأول خلال العمليات والمواجهات مع الجيش والأمن المصري.
وتوضح أن الجماعة مرت بثلاث مراحل للقيادة، أولاً النشأة الأولى وهي كانت بالأساس تعتمد على أشخاص معروفين للأمن وتحركاتهم مرصودة وبعضهم كان داخل السجون، وآخرون كانوا يعملون بشكل سري تماماً خارج السجون. وتلفت إلى أنه مع بناء التنظيم من قِبل شخصيات لها باع طويل في العمليات والعمل التنظيمي، تم نقل القيادة إلى أشخاص آخرين ليست لديهم ملفات لدى الأمن أو على الأقل عليهم شكوك قليلة، حتى لا يتم ضرب التنظيم بمجرد مقتل أو إصابة أو اعتقال الشخصيات المعروفة للأمن، وشكّلت هذه المرحلة الثانية.
وتذكر أن أحد مؤسسي الجماعة، محمد توفيق فريج، والمكنى أبو عبد الله، ترك عملية القيادة إلى حد كبير وبدأ يشارك في العمليات بنفسه حتى تُوفي قبل تنفيذه عملية مسلحة، ولو كان أمير الجماعة لما كان ليفعل ذلك مطلقاً. وتؤكد أن المرحلة الأخيرة من القيادة، هي التي بايعت تنظيم "داعش"، خصوصاً في ظل فقدان الاتصالات مع "القاعدة" والرغبة في الحصول على دعم كبير، فضلاً عن الإعجاب بنموذج "داعش".
وتوضح أن إعلان البيعة تأخر كثيراً عن الاتفاق مع تنظيم "داعش" حينها، خوفاً من إثارة أزمات كبيرة داخل الجماعة التي كانت تعمل تحت مظلة ودعم وتشاور مع "القاعدة". وتذهب المصادر إلى القول إن "أنصار بيت المقدس" لم تكن مبايعة لـ"القاعدة" حتى تخرج إلى "داعش"، ولكنها كانت تعتبر الأول المرجعية الأساسية والداعم القوي لها، إلى أن حدثت سجالات كثيرة حول المبايعة مع إعلان "داعش" الخلافة.
وتقول المصادر، إن حالة خلافات كثيرة ظهرت داخل الجماعة حول فكرة مبايعة "داعش"، وبين الجماعة وعدد من المجموعات الأخرى التي كانت ترفض تواجد فرع لـ"داعش" في سيناء، وكل هذه الأسباب تسببت في تأخير إعلان البيعة. وتكشف عن انشقاق "عناصر جهادية" من "أنصار بيت المقدس"، بعد مبايعة "داعش" وخروجها خارج مصر، مثل الضابط السابق في الجيش المصري هشام عشماوي، الذي ابتعد عن الجماعة رفضاً لهذا التوجّه، وقرر تأسيس جماعة "جهادية" جديدة سماها "المرابطون".

ذات صلة

الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.