وقفة مع صبري حافظ

وقفة مع صبري حافظ

16 فبراير 2020
(صبري حافظ)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "أجهزت الثورة المضادّة على بشائر الأمل في التغيير والخلاص، وارتدّت بنا إلى أوضاع أسوأ"، يقول الناقد والأكاديمي المصري.


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟

- يشغلني تردّي الوضع العربي العام إلى حضيض غير مسبوق، وكيف أصبح عالمنا العربي هو رجل العالم المريض في هذا القرن الجديد، تتناهشه القوى المختلفة، ويعاني مثقّفوه من إحباط غير مسبوق، بعدما أجهزت الثورة المضادّة على بشائر الأمل في التغيير والخلاص، وارتدّت بنا في كثير من البلدان العربية إلى أوضاع أسوأ. لكن، يحدوني الأمل في أن يكون حظ الموجة الثانية من ثورات الربيع العربي أفضل من موجته الأولى، خاصّةً أنّ تجربة السودان، برغم صعوبة ظروفه، تشير إلى ذلك.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟

- آخر ما صدر لي هما الأعمال الكاملة لكل من رائدَي الكتابة السردية، عيسى عبيد وشحاته عبيد؛ حيث صدر أوّلهما عام 2018 والثاني عام 2019. وقد حرّرتُ الكتابَين وقدّمتُ لهما بدراسة إضافية، كما تضمّن الثاني عملاً مسرحياً للكاتبين نُشر لأوّل مرّة. أمّا ما أرجو أن أنجزه هذا العام، فهو كتاب جديد عن مأزق المثقّف العربي وسط سطوة احتواء السلطة أو تشويهها له، ودوره المستقلّ كضمير لواقعه يستشرف مستقبله، ويُعزّز مقاومته لكل أشكال التردّي والهوان.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟

- الرضا أمر صعب، ويوشك أن يكون نقيضَ همّ الكتابة المؤرق وأسئلتها المستمرّة التي تستجدي البحث، وخاصة في مجال النقد الأدبي، بشقَّيه النظري والتطبيقي، الذي تركّزَت جهودي عليه؛ فلم يعد في استطاعة الناقد أن يستوعب ما يُنتجه العالم العربي، ناهيك عن أن يحاول التنظير له، خاصّةً أنَّ تردّي الواقع العربي يقيم الكثير من الحدود المصطنعة في وجه تدفُّق الإنتاج والمعرفة بين بلد وآخر.


■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أيّ مسار كنت ستختار؟

- المسارَ نفسه؛ فقد عشتُ حياةً غنية بالمعرفة والتواصل بين أجيال المثقّفين المختلفة على امتداد الساحة العربية الثرية من العراق وحتى المغرب، كما أُتيح لي، كجامعي أَنفق عقوداً من العمل في الجامعات الأوروبية والأميركية، أن ألعب دوراً في تغيير تصوُّر الغرب لثقافتنا وأدبنا الحديث.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- أن يصبح العالم أكثر عدلاً ممّا هو عليه الآن، وألّا يزداد فيه الأغنياء ثراءً، بينما يزداد فيه الفقراء فقراً وتتنامى أعدادهم في كل بقاعه المتقدّمة منها والأقل تقدُّماً، لأننا نعيش في عالم مختلّ، ولا يمكن أن يستمر على هذا الخلل طويلاً.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟

- عبد الله النديم؛ فقد مثّل نموذجاً للمثقّف الثائر والمستقل منذ بداية حركة النهضة والتغيير في القرن التاسع عشر.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟

- عبد الحكيم قاسم... كان كاتباً رائعاً وموهوباً وصاحب لغة إبداعية متفرّدة، وإنساناً جميلاً مفعماً بالإبداع والقدرة الباهرة على خلق الحياة والاستمتاع بها. مات قهراً وفقراً في زمن ساد فيه الأوغاد، وتحكّم في مقاديره عديمو الموهبة. أمّا الكتاب الذي أعود إليه دوماً في هذا الزمن الذي تنعدم فيه القيم ويسود فيه من لا ضمير له، فهو "فجر الضمير" لـ جيمس هنري بريستد.


■ ماذا تقرأ الآن؟

- رواية بديعة كتبها بالإنكليزية عمر روبرت هاملتون بعنوان؛ "المدينة تنتصر دائماً"، عن أيام الثورة المصرية المجيدة، ثورة 25 يناير 2011، في القاهرة.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟

- موسيقى باخ وفيفالدي.


بطاقة

ناقد وأكاديمي مصري من مواليد قرية شبرا بخوم في محافظة المنوفية عام 1941. يعمل أستاذاً أستاذاً للأدب العربي المعاصر والأدب المقارن في "كلية الدراسات الشرقية والأفريقية" بجامعة لندن، وهو رئيس تحرير مجلّة "الكلمة" الإلكترونية. صدر له العديد من الكتب والدراسات بالعربية والإنكليزية؛ من بينها: "الأدب والثورة" (1985)، واستشراف الشعر" (1985)، و"جدل الرؤى المتغايرة" (1993)، و"أفق الخطاب النقدي" (1996)، و"مرايا الثورة العرابية" (2015).

المساهمون