هل يطاول تخفيض القيمة المضافة المستهلك البريطاني؟

هل يطاول تخفيض القيمة المضافة المستهلك البريطاني؟

15 يوليو 2020
تكبد الشركات خسائر كبيرة بسبب كورونا (Getty)
+ الخط -

من المقرر أن يستفيد قطاعا الضيافة والسياحة في بريطانيا من تخفيض ضريبة القيمة المضافة اعتباراً من اليوم.  ولكن هناك مخاوف ألا ينتقل هذا التخفيض إلى المستهلكين، إذ قد يحاول عدد من أصحاب هذه القطاعات تعويض الخسارة من فارق الأسعار، بعد وقف نشاط ما يزيد على 80 في المائة من هذه القطاعات منذ إبريل/ نيسان بسبب جائحة كورونا، وفقاً للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن المستشار ريشي سوناك، تخفيض ضريبة القيمة المضافة من 20 في المائة إلى 5 في المائة، في محاولة لتعزيز هذه القطاعات ودعمها.
يشمل التخفيض، الأغذية والمشروبات غير الكحولية في المطاعم والمقاهي والحانات، وكذلك الإقامة في الفنادق ورسوم الدخول إلى مناطق سياحية وترفيهية معينة، ويستمرّ حتى 12 يناير/كانون الثاني 2021.
أدّت هذه الخطوة الإيجابية إلى إثارة تساؤلات خبراء عمّا إذا كان المستهلكون سيستفيدون من أسعار أرخص، وأيضاً إن كانت هذه الطريقة الصحيحة لمساعدة هذه القطاعات على التعافي والانتعاش من جديد، حيث يبقى للشركات خيار عدم تمرير الخصم إلى العملاء.
و أكّد عدد من المتاجر والمقاهي والمطاعم أنّها ستوفر أسعاراً مخفضة للعملاء، بما فيها مقاهي ستاربكس التي أعلنت أنّها ستمنح الزبائن تخفيضاً بنسبة 15 في المائة على القهوة التي تقدّمها.

أمّا سلسلة مطاعم ماكدونالدز، فقالت إنّها أوصت أصحاب الامتياز بتخفيض أسعار أنواع محددة من الوجبات، بما في ذلك "بيغ ماك" و "كوارتر باوندر"، كذلك خفضت سلسلة مطاعم كنتاكي سعر دلو الدجاج من دون عظم من 10 جنيهات إلى خمسة جنيهات، مع إعلانها تخفيضات على العديد من الوجبات الأخرى.

وقالت سلسلة حانات "ويثرسبونز" إنّها ستخفّض أسعار الطعام الساخن والمشروبات غير الكحولية، كجزء من الخفض، وستعمل السلسلة أيضاً على خفض أسعار الكحول في مئات الفروع في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وستستفيد تذاكر المسرح والمتنزهات وحتى حدائق الحيوانات من تخفيض ضريبة القيمة المضافة كجزء من هذه الخطة التي تبلغ قيمتها 4.1 مليارات جنيه إسترليني، لتعزيز السياحة وزيادة الإنفاق العام مرة أخرى. وتشمل هذه الخطة أيضاً عروض السيرك والمعارض والمتنزهات والمتاحف والسينما والفعاليات والمرافق الثقافية المماثلة.
وشرح بول جونسون، مدير معهد الدراسات المالية في لندن، أنه ربما كان من الأفضل الانتظار قبل اتخاذ قرار تخفيض الضريبة، لمعرفة التحديات الرئيسية التي تواجه هذه القطاعات.
وأضاف: "ربما كان من الأفضل الانتظار حتى نعرف ما إذا كانت المشكلة الحقيقية في جانب الطلب، حيث يحتاج الناس إلى تشجيعهم على الخروج وتناول الطعام، أو في جانب العرض، وقدرة المطاعم  على توفير مسافة التباعد الاجتماعي التي لا يمكن تقديمها لعدد كافٍ من الناس". 

وهناك أيضاً ارتباك حول العناصر المؤهلة لخفض معدل ضريبة القيمة المضافة.
وفي هذا السياق، قال جيمي راتكليف، رئيس الضريبة غير المباشرة في شركة استشارات، إنّ هناك مجموعة من السوابق القضائية... وهناك بالفعل ارتباك بين منافذ البيع بالتجزئة حول تصنيف بعض عروض المنتجات التي تحتوي على كل من الطعام الساخن والكحول".
تجدر الإشارة إلى أنّه عندما خُفِّضَت ضريبة القيمة المضافة آخر مرة في عام 2008، أفادت أربع من كل خمس شركات تقريباً بتمرير الادخار أو الأسعار الجديدة المخفضة إلى عملائها، وفقاً لوزارة الخزانة.
ومن المتوقع أن يكشف بوريس جونسون النقاب عن خطط في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لإعادة بريطانيا إلى العمل، في محاولة لتعزيز نشاط الشركات المتعثرة. 
وتفيد التقارير بأن خريطة الطريق التي وضعها رئيس الوزراء، والتي من المقرر الكشف عنها يوم الجمعة، ستحدد كيف يمكن العمال العودة بأمان خلال الأشهر التسعة المقبلة.