نزار وجميل.. طفلان فلسطينيان يربيان النحل ويجنيان العسل

نزار وجميل.. طفلان فلسطينيان يربيان النحل ويجنيان العسل

الخليل
22 اغسطس 2020
+ الخط -
ينهمك الشقيقان، نزار وجميل ناصرغنام، وهما من بلدة الطرامة، إحدى قرى مدينة دورا، جنوب الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية، بعملهما في تربية النحل وجني العسل. وهما اعتادا على ممارسة عملهما هذا، بمساعدة والدهما، منذ ثلاث سنوات تقريباً. يراقب الطفلان النحل طويلاً، وتعلّما منه العمل بنشاط واجتهاد، وأهمية النظام في الحياة. 
في معظم الأيام، يحرص الشقيقان على الاستيقاظ باكراً، وضبط منبّه الساعة في تمام السابعة، من أجل تفقد ورعاية خلايا النحل التي يمتلكها والدهما. يذهبان صباحاً برفقته إليها، ثم يعودان إلى المنزل ليمارسا حياتهما كالمعتاد، على أن يزورا النحل مجدداً عصراً، لاستكمال عملية الرعاية. كل ذلك لا يشكّل عائقاً أمام دراستهما، بل إنهما مع والديهما يحرصان على  إعطائها الأولوية، هما المتفوقان في المدرسة، اللذان يوائمان بين دراستهما ورعاية النحل.  
نزار، وعمره 11 عاماً، هو في الصف الخامس الأساسي. لا يرى الطفل تعارضاً بين عمله في رعاية النحل وتربيته، وجني العسل بمواسمه، وبين دراسته. فقد حصل على معدل 95 في المائة في المدرسة، إذ هو ينجز دروسه وفق برنامج يتّبعه، لينتقل بعدها إلى عمله في تربية النحل عصراً، ثم ينجز نزار ما تبقى من فروضه بعد المغرب، وكذلك يفعل شقيقه جميل ابن الـ12 عاماً، وهو في الصف السادس. جميل أيضاً حصل على معدل 95.5 في المائة في المدرسة، وفق ما يوضح لـ"العربي الجديد".
الاعتناء بالنحل ليس سهلاً، ولسع النحل هو أهم ما يواجهه مربّوه، فكيف إن كان من يقوم بهذا العمل طفلاً؟ يقول نزار: "بدأت مزاولة هذا العمل قبل 3 سنوات، وتعرّضت للسعة نحل، وسبّب لي الأمر حينها، خوفاً وقلقاً من الاقتراب منها مجدداً. لكنني أصررت على الاستمرار، فأنا أحب النحل وعالمه. إذ هو نشيط وعالمه ممتع وجميل".
بالنسبة إلى شقيقه الأكبر جميل، فإنّ تربية النحل ممتعة وعلّمته الاستيقاظ باكراً وأن يكون نشيطاً. يقرّ جميل أنه كان يخشى النحل ولسعاته، في أول أسبوعين من عمله معه، قبل ثلاث سنوات. لكنه واظب على العمل، لتعلّقه بالنحل وتعلّمه الكثير من هذا العالم الجميل.
قبل ثلاث سنوات ونصف، أصيب والد جميل ونزار، ناصر غنام، بحادث عمل في قدمه، ما اضطره للاستعانة بطفليه في مشروعه بتربية النحل، وعلّمهما كيفية الاعتناء به. يقول ناصر لـ"العربي الجديد": "لقد أحب جميل ونزار فكرة الاعتناء بالنحل وجني العسل بعد ذلك، فالنحل لديه نظام، وبدأا يتعرفان على تراتبية خلية النحل، من ملكة النحل والشغالة وذكر النحل، وأصبحا يهويان الاعتناء به، وصارا يذكّرانني بالاعتناء بخلايا النحل التي أمتلكها".
في البداية كان ناصر غنام يشرك ابناً واحداً من ولديه فقط، في عملية الاعتناء المباشر بالنحل. فيلبسه لباساً خاصاً متوفراً لديه، وهو لباس كبير الحجم. بقي يبحث عن لباس بحجم ابنيه، إلى أن تمكّن من شرائه، من خلال أحد التجار الذي استورده من الصين، واللّباس يقي الجسم والوجه بشكل كامل.
منذ 15 عاماً وناصر غنام يعمل في مهنة تربية خلايا النحل وجني العسل، ويبيعه لتحصيل دخل إضافي. بالنسبة فإنّ مهنة تربية النحل ممتعة، لكنها أيضاً متعبة جداً، وهو يمتلك 7 خلايا نحل في مواقع متفرّقة. وقبل ثلاث سنوات، بدأ بتعليم طفليه هذه المهنة، بالمشاهدة أولاً، ثم الممارسة، إلى أن أتقنا عملهما بعد عام وصار باستطاعتهما أن يقوما بالمجهود وحدهما، بل إنهما يوصلان طلبات المحال التجارية من العسل، الذي يقطفانه بنفسيهما، وكذلك يبيعان العسل للزبائن في البيت.
يؤمن الوالد بفكرة أنه يجب تعليم الطفل مهنة أو عملاً وهو في المدرسة، حتى إذا كبر أصبح منتجاً. ويقول: "لا بد من استثمار الطالب لوقته، مع أن تكون الأولوية للدراسة". هو يعمل كمدرّس منذ 20 عاماً، ويلاحظ أنّ التلاميذ الذين يساعدون عائلاتهم أو يعملون، مسؤولين أكثر من التلاميذ الذين لا يعملون، وهؤلاء قد لا يصبحون منتجين حتى بعد تخرّجهم. "لقد أصبح طفلاي يشعران بأنّهما يقدمان خدمة للعائلة، وبالتأكيد إنّني أخصّص لهما محفّزات في مصاريفهما".
ويتابع: "حرصت أن يتحمّل ابناي نزار وجميل المسؤولية باكراً، فأصبحا أفضل من الناحية الاجتماعية، ويعيان ما يدور من حولهما. أنا مصرّ على أنّ الاهتمام بالدراسة لا يعني أن لا يتحمل الطالب مسؤولية أخرى في الحياة، وإن كان للدراسة  الأولوية. من لديه امتحان منهما لا يذهب إلى مزارع النحل. وكل ذلك أيضاً لا يؤثر على لعبهما كطفلين وعيش طفولتهما كبقية الأطفال، ضمن برنامج يومي يتوافق مع مناحي حياتهما".

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استولت، بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على 27 ألف دونم من الأراضي.
الصورة
اعتداء على طفل في الخليل

سياسة

كشف مقطع فيديو، سجلته كاميرات المراقبة داخل محل تجاري في حارة جابر في الخليل، اعتداء جنود الاحتلال على طفل فلسطيني، بذريعة وجود صورة لقطعة سلاح على قميص يرتديه.
الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.

المساهمون