مصممو أزياء لبنان وانفجار بيروت

مصممو أزياء لبنان وانفجار بيروت

25 اغسطس 2020
صمم زهير مراد قميصاً كُتب عليه Rise From the Aches (Getty)
+ الخط -

قبل 19 عاماً، انتقل مصمم الأزياء اللبناني زهير مراد إلى منطقة الجميزة اللبنانية المُطلة على مرفأ بيروت، وافتتح داراً مؤلفةً من تسعة طوابق، لتصميم وتنفيذ الأزياء.
يعتبر زهير مراد واحداً من أشهر مصممي الأزياء اللبنانيين، بعدما ارتدت تصاميمه أشهر النجمات في العالم، مثل كل من كايلي مينوغ وأوليفيا وايلد وسيلينا غوميز ومايلي سايرس وجينيفر لوبيز وتايلور سويفت وكريستينا أغويليرا وكايتي بيري وكيم كردشيان وباريس هيلتون، وكذلك مجموعة من الفنانين العرب.
أصيب المبنى الذي يشغله زهير مراد بأضرار جسيمة بعد انفجار المرفأ في بيروت في الرابع من أغسطس/ آب الحالي، كما أصيب عدد من العاملين لديه. وقبل أيام، أطلق مراد مبادرة خاصة، وهي عبارة عن تي شيرت باللون الأسود والأبيض، طُبعت عليه جملة Rise From the Aches؛ إذ تمثّل استنكاراً لما حصل جرّاء هذا الانفجار، بهدف التأكيد للمجرم أن بيروت ستنهض من الحطام ولا خوف عليها.
شاركت في الحملة مجموعة من العارضات Sofia Vergara وAlessandra Ambrosio، على أن تعود أرباح مبيعات القمصان لمساعدة العائلات المتضررة من الانفجار، وخصوصاً أولئك الذين خسروا أعمالهم. وشاركت النجمة العالمية جينيفر لوبيز في الحملة، وقالت بعد نشرها الصورة: "ساعدوا الناس في بيروت الذين خسروا الكثير نتيجة المأساة المروعة، مئة في المئة من عائدات تشكيلة القمصان ستذهب لدعم جهود الإغاثة التي يقوم بها على الأرض الصليب الأحمر اللناني وجمعية فرح العطاء".
من جهته، عمل مصمم الازياء نجا سعادة على تصميم فستان أبيض برسوم تعبر عن ألم المدينة المنكوبة، نفذتها الفنانة أدريانا حاج، واستغل سعادة قناة الجديد للقيام بمزاد علني حول هذا التصميم في مباردة لجمع المال وتنفيذ أعمال ترميم وتركيب أبواب المنازل التي تضررت، بحسب ما قالت منسقة الحملة ماغي عون. وجمع الفستان مبلغاً قُدر بقرابة 125 مليون ليرة لبنانية، وقررت سيدة كويتية شراءه والتبرع بالمبلغ لصالح ترميم الأبواب المدمرة.

المصمم العالمي إيلي صعب، لم يسلم هو الآخر من إصابة دار أزيائه بإصابات مباشرة، وأصيب كذلك ابنه بجروح، حيث كان موجوداً في الدار أثناء وقوع الانفجار في وسط بيروت التجاري. وخلال فترة قصيرة، استطاع إيلي صعب، وبمبادرة تدل على مقاومته لما حصل، إعادة ترميم مشغله، وقال في هذا الشأن إنه مهما حصل سيبقى في لبنان ليساهم في بنائه من جديد، ويحقّق نجاحاً يليق بهذا البلد الذي منح صعب الكثير.
أما مصمم الأزياء عبد محفوظ، فلم يوفره الانفجار أيضاً من خلال أضرار مادية أتت على داره في مبنى "ستاركو"، وسط بيروت التجاري، لكن محفوظ بدا متفائلاً هو الآخر للنهوض من جديد، وقال إن هناك عدداً كبيراً من الناس الذين ذهبوا ضحية هذا الانفجار، سواء من القتلى أو الجرحى، "ورغم الدمار الكبير الذي نعيشه سنقوم من جديد، وسنستعيد الصورة الجميلة للبنان ليراها العالم كما كانت قبل هذا الانفجار".
آمال كبيرة يعلّقها مصمّو الأزياء اللبنانيون باستعادة بلدهم كما كان قبل الكارثة التي حلّت ببيروت أخيراً. لكن، هل ستتيح الظروف السياسية والاقتصادية للبلاد العودة إلى حال أفضل؟

المساهمون