اقتحم أكثر من 170 مستوطناً متطرفاً، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي في ساحات المسجد وعلى بواباته.
وأشار فراس الدبس، مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى استمرار هذه الاقتحامات الاستفزازية، والتي تخللتها محاولات المتطرفين استفزاز مشاعر المرابطين بالأقصى.
بدورهم، أكد حراس للمسجد الأقصى لـ"العربي الجديد"، محاولة بعض المستوطنين التحرش بالمرابطين والحراس، من خلال قيامهم بتصويرهم وتسجيل لقطات فيديو يتبجحون فيها بتدنيس الأقصى، فيما تفوه أحدهم بعبارات عنصرية ضد العرب، متحدياً المرابطين بالمسجد ما إذا كان بإمكانهم منعه وآخرين من أفراد المجموعة المقتحمة من مواصلة الاقتحام.
وبحسب الحراس، فقد قامت قوات الاحتلال باعتقال أحدهم، ويدعى سامر القباني.
في المقابل، احتشدت جموع من الفلسطينيين في أنحاء متفرقة من ساحات الأقصى والصخرة المشرفة، وردوا على المقتحمين بهتافات التكبير وافتداء الأقصى، فيما فرضت شرطة الاحتلال طوقاً على المستوطنين لتأمين الحماية لهم.
وتأتي هذه الاقتحامات بعدما وزع أنصار الهيكل المزعوم ملصقات خلال اليومين الماضيين دعوا فيها إلى اجتياح مصلى الرحمة ومنع الأوقاف من السيطرة عليه، بحسب ما ورد في شعار الملصقات الذي حمل عنوان "معاً لمنع المسلمين من الاستيلاء على باب الرحمة".
إلى ذلك، وجه مجلس الأوقاف والمرجعيات الدينية والوطنية وحراكات شبابية عديدة نداءات تدعو للنفير حماية للأقصى من تهديدات المستوطنين بالمس بالمصلى خلال اقتحاماتهم الاستفزازية، علماً أن آلاف المقدسيين، كانوا فاجأوا فجر أمس الأربعاء، الاحتلال الإسرائيلي، بعدما تدفقوا من مختلف الأحياء والضواحي بأعدادٍ كبيرة، تضمّ نسبةً كبيرة من الشباب، إلى البلدة القديمة، وأدوا صلاة الفجر في المسجد الأقصى، بعد إعادة فتحه من قبل قوات الاحتلال، التي كانت قد أغلقته لساعات، وسط هجمة شرسة وعدوان متصاعد يتعرض له الأقصى من قبل سلطات الاحتلال، خاصة بعد تمكن المقدسيين من فتح مصلى باب الرحمة.
ومن المتوقع أن تتضاعف أعداد المقتحمين من المستوطنين حتى ساعات ما بعد ظهر اليوم، علماً بأن الجولة الأولى من الاقتحام لا تزال مستمرة، على أن تستأنف الجولة الثانية عند الساعة الثانية عشرة والنصف.
ولحشد المزيد منهم، وضع المستوطنون حافلات خاصة قرب البلدة القديمة لنقل المقتحمين مجاناً إلى داخل ساحات الأقصى.