فريدة الشوباشي... ومكايدات مصرية

فريدة الشوباشي... ومكايدات مصرية

29 ديسمبر 2016

فريدة الشوباشي

+ الخط -
1ـ السيدة فريدة الشوباشي، وفي بعض أقوال أخرى، السيدة فريدة ساعات ساعات، فغالباً تكون ساعتها هنا، وأحياناً تكون ساعتها هناك، وكله بالطبع محبة للوطن وللغالية مصر التي دائماً تكون في الفؤاد وفي "صدى البلد" أو حتى وسط البلد، أو حتى صدرها، فالسيدة كثيراً ما تتفاخر بأنها جدّة، وحفيدتها في الجامعة. وبالطبع، حينما تصير المفكّرة الناصرية جدّة، وحفيدتها في الجامعة أو حتى في كلية "تحيا مصر عمّال بطال، 3 مرت بالطبع"، فلا بد أن تخونها ذاكرتها، بحكم السنوات والبطولات الكثيرة وراء الميكروفون في باريس، من أجل حروب مصر في 1956 و1967 و1973، مرورا بالطبع بالاستنزاف. إذن، كان لا بد أن تتذكّر مقولتها "إن كوبري الملك سلمان يمثل أول نصر عمراني عالمي ما بين آسيا وإفريقيا، وهذا هو جوهر أعمال الملوك العادلين، والتي عودتنا عليها المملكة العربية السعودية".
مرّت على هذا الكلام أسابيع، ومشت على كباري "الوطنية" أشياء عجيبة، من "تيران" إلى "صنافير".. إلخ إلخ، وإذا بالسيدة فريدة ساعات ساعات تخرج علينا، وتقول: "إن السعودية هي التي موّلت جيش إسرائيل في نكسة 67". وبذلك، بالفعل "تحيا مصر 9 مرات، عشان الحسد".
2- شاب مصري مخترع جديد. بجهاز علمي، سيولد الكهرباء من الرمال المصرية، والجهاز بالأساس مكايدة في السعودية، مالكة النفط المهول جداً، وباعتبار رمالنا كثيرة، والسعودية لا تمتلك حبة رمل واحدة، وتشتري حبة الرمل ببرميل بترول، سوف "تشحت من بعد هذا الاختراع العيش من مصر"، ويصير برميل النفط السعودي "بقرش". بالفعل "تحيا مصر 9 مرات". ودعائي للمملكة العربية السعودية الحديقة الغنّاء التي ليس فيها حبة رمل واحدة في بحار حدائقها وبساتينها الخضراء بلطف الأقدار القادمة بعد هذا الاختراع.
3- ولأن الأحوال متبدّلة، والزمن كيّاد، فالذي تراه اليوم قد لا تراه غداً، والنجمة تكون زاهيةً فوق سطح بيتك، بعد الغروب في نصف الشهر العربي. بعد ساعتين، تراها فوق بيت إسحق أو هارون أو فوق بيت المقدس محرز أو أبو لمعة أو "دوابة العرجة". وهذا ما حدث بالضبط للأستاذ إبراهيم عيسى، بعد "كتف قانوني"، لا أحب، ولا يعنيني تتبع مصدره، سواء أكان من الإعلان عن معرض أثاث في القناة، تسبب في خسائر 50 مليوناً لصاحب القناة، أو أن السبب هو إسكات إبراهيم وأحمد موسى من "الشرشحة" للسعودية، وذلك، أملاً في ترطيب الأجواء، ولو مؤقتاً، فإذا بأحمد موسى يحوّل برنامجه من "منصة صواريخ فردية موجهة" إلى برنامج جماعي، ويتكلم، أو يكاد أن يصل إلى مشكة الزيت والطعمية وحبة البركة وغزل البنات، ووصول الدعم إلى مستحقيه. أما إبراهيم عيسى، وهذا هو المضحك، فقد أذاعوا له حلقةً قديمة عن "عطور الشبراويشي" وكالونيا 3 خمسات وكالونيا 5 خمسات، وسكتت المدافع فجأة، وانطلقت الكولونيا في الأجواء، (ماذا يفرق الجو عن تغيير موجة مؤشر راديو الوطنية، كما حدث عند السيدة فريدة ساعات ساعات؟).
كان موضوع إبراهيم عيسى عن الكولونيا مسلياً وطريفاً، ونتمنى، في حلقاته المقبلة، مزيداً من التوفيق، كأن يتناول مثلا انقراض مصانع الطرابيش في حدائق القبة، وأين ذهب حديد المصانع بعد الثورة على الملك وطرابيشه، وعلّها مدفونة في مخازن في حدائق الزيتون، على أن يكمل الحلقات المقبلة. ونتمنى أن تكون عن تجّار البخور أمام مسجد السيدي البدوي في القرن الماضي، أو عبقرية دكاكين الأعشاب عند مجدّدها، وآخر عناقيد عائلاتها الدكتور حساسين، وكما يقول المؤرخ ابن عبد ربه في أواخر أيام الفتن: يا خافي الألطاف، نجّنا مما نخاف.