سورية: أنباء متضاربة عن سيطرة "داعش" على البوكمال

سورية: أنباء متضاربة عن سيطرة "داعش" على البوكمال

27 يونيو 2014
مقاتلو المعارضة في البوكمال (أحمد عبود/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تضاربت الأنباء حول سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، على مدينة البوكمال في محافظة دير الزور السورية على الحدود العراقية، فقد عُرض على موقع "يوتيوب" على شبكة الإنترنت، مقطع فيديو يُظهر عدداً من سيارات التنظيم قيل إنها تدخل البوكمال، لكن المقطع لا يُظهر ما يؤكد هذه الادعاءات، وسرعان ما نُشر مقطع آخر يظهر فيه عدد من مقاتلي المعارضة يتجولون في البوكمال، ما يدحض سيطرة "داعش".
وتأتي هذه الأنباء عقب مبايعة أمير "جبهة النصرة"، أبو يوسف المصري، تنظيم "داعش"، خلال زيارته أحد أمراء التنظيم المعروفين وهو أبو عمر الشيشاني، في حين سرت أنباء أن مقاتلي "النصرة" رفضوا هذه البيعة.
وأصدر أمير "النصرة" بياناً عدّد فيه أسباب مبايعته لـ "داعش"، قائلاً إنه "بايع داعش على إقامة دولة إسلامية، وحقناً للدماء"، واعداً أهالي المنطقة بـ"المزيد من الخدمات والعدل عبر قضاء شرعي نزيه، وضبط الأمن وتقليل الجريمة"، في حين دعا الكتائب إلى تجنب الحرب، قائلاً إنهم "ليسوا أهلاً لقتال داعش".
وأشار ناشطون، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "سبب مبايعة أمير النصرة لداعش، هو اتفاق الفصائل المقاتلة في البوكمال على إعادة ترتيب الأوضاع في المدينة، عبر إنشاء مجلس لأهل الحل والعقد وهيئة شرعية لا تنتمي لأي جهة عسكرية أو سياسية، وإنشاء مجلس للخدمات، وكتيبة أمن، وغرفة عمليات عسكرية مشتركة، إضافة إلى بيت مال للمسلمين، وافقت عليها جميع الكتائب في المدينة ما عدا النصرة، التي رأت فيها تقويضاً لسلطتها".

ويرى متابعون أن "لا حظوظ للنصرة في البوكمال، في الصمود بوجه داعش، لأسباب عديدة، أهمها تفوق الأخيرة تسليحاً وعدداً".
ولم تكن مبايعة أمير "النصرة" في البوكمال الأولى من نوعها، فقد سبقته إلى ذلك الهيئة الشرعية في مدينة الميادين، في ريف دير الزور، إلى مبايعة "داعش"، للأسباب ذاتها التي تحدث عنها أمير "النصرة" في البوكمال.
وكان تنظيم "داعش" كسب خلال الأسابيع الماضية، مناطق عدة من "النصرة"، متجهاً إلى عاصمة جبهة "النصرة" في سورية، بلدة الشحيل في ريف دير الزور، والتي يُعتبر سقوطها، سقوطاً لدير الزور بأكملها بيد "داعش"، ونهاية تنظيم "النصرة" في المحافظة، بحسب ناشطين.
كما تُعتبر سيطرة "داعش" على البوكمال، بداية سقوط "النصرة" ومناطقها وصولاً إلى الشحيل، لما لديها من رمزية لدى التنظيم.
وتخضع الشحيل لسيطرة جبهة "النصرة"، والتي يتزعمها العراقي "أبو ماريا القحطاني" ميسر ابن علي الجبوري، وشخص آخر يُكنى بـ"الخال"، وهو من أهالي البلدة.
وقال ناشطون إن "بلدة الشحيل في الريف الغربي للمحافظة، كان يقطنها نحو 30 ألف نسمة قبل العام 2011، وفيها اليوم أهم أمراء النصرة"، حتى أن مصادر من البلدة، أفادت أن "أمير النصرة أبو محمد الجولاني، هو من هذه البلدة، ويدعى أسامة الحداوي، ذهب في العام 2003 إلى العراق للجهاد وانتسب لتنظيم القاعدة، وانقطعت أخباره إلى اليوم".
ولم يتسنَ لـ"العربي الجديد" التأكد من صحة هذه المعلومة.
وذكر ناشطون، لـ"العربي الجديد"، أن "النصرة تفقد الكثير من مؤيديها، في حين لم يعد يأتيها مقاتلون أجانب، بسبب انخفاض إمكاناتها العسكرية والمالية".
وكان تنظيم "داعش" سيطر على مدينة ومعبر القائم، المقابل لمدينة البوكمال، قبل أيام، في ظل حديث عن استعداد مقاتليه لمهاجمة البوكمال والسيطرة عليها، ضمن سعيه إلى السيطرة على مناطق "النصرة" في دير الزور، الأمر الذي دفع فصائل الجيش الحر في البوكمال إلى تنظيم عرض عسكري في المدينة، قيل إنه الأول من نوعه، وقد ظهرت فيه مختلف الأسلحة الثقيلة من مصفحات ومدافع ميدانية إلى مضادات الطيران، لإيصال رسالة إلى "داعش" مفادها أن "الجيش الحر مستعد للحرب".

المساهمون