دانيال عيسى... لاجئ سوري يلمع نجمه في عالم الأزياء

دانيال عيسى... لاجئ سوري يلمع نجمه في عالم الأزياء

08 يونيو 2018
فرّ عيسى إلى فرنسا عام 2014(دينيس شارلي/فرانس برس)
+ الخط -

عندما فرَّ دانيال عيسى من بلده سورية عام 2014، كان يواجه مستقبلاً غامضاً كلاجئ في فرنسا، حيث إنه لم يكن يعرف سوى القليل من الناس والنزر اليسير من اللغة، لكنه الآن يبيع علامته التجارية الخاصة من الأحذية الرياضية الفاخرة لأثرياء باريس وهوليوود.

كان الشاب البالغ من العمر 30 عاماً قد درس الموضة في دمشق، غير أنه تخلى عن أمله في أن يكون له عمله الخاص في وطنه ولاذ بالفرار، ليستقر به المقام في ليل، قرب الحدود البلجيكية.

يصنع عيسى أحذية جلدية تجمع بين البساطة والأناقة تزينها أشرطة مطاطية بدلاً من الأربطة العادية، ويباع الزوجان منها بسعر يبلغ 330 يورو (390 دولاراً أميركياً) في المتوسط.


وقال عيسى من متجر يعرض 28 طرازاً من أحذيته إن الممثلة ووبي غولدبرغ طلبت شراء أحذية منه، بعدما شاهدت نموذجاً أولياً في قدم صديقة لها في عرض للأزياء في الولايات المتحدة وسألت عن مصممه.

وسيفتتح الشاب السوري أول متجر له خلال أسبوعين. والأحذية من تصميمه معروضة بالفعل في بيفرلي هيلز وباريس وأجاكسيو وكورسيكا.

وبعدما تعلم الحياكة على يد جدته، كان على عيسى أن يكافح لإقناع والديه بأن الموضة ليست شأناً يخص الفتيات فقط. وقال "باقي أسرتي كانوا ضدها لأنها لم تكن مهنة للرجال، كانت مهنة للنساء. لذلك كان هذا سراً بيني وبين جدتي، كنت أعمل من وراء أسرتي".


لم يكن قرار عيسى بمغادرة دمشق سهلاً، لا سيما وأنه كان قد أنشأ بالفعل ورشة وافتتح متجراً في العاصمة التي أفلتت من المعارك الكبيرة، على النقيض من مسقط رأسه حمص.

وقال "رأينا أن الحرب بدأت تصل إلى دمشق. كانت الهجمات تحدث يومياً تقريباً، وشاهدت أصدقائي وكثيراً من الأسر بدأوا يرحلون واحداً بعد الآخر، المحظوظون منهم بالطبع، من يقدرون على تحمل تكلفة الرحيل".

ولم يرَ عيسى أسرته منذ فراره من وطنه. يحمل كلُّ زوج من أحذية دانيال عيسى كلمة محفورة تحت اللسان: "الحرية" أو "القبلات" أو "السلام". وقال عيسى "الكل يتحدث عن السلام العالمي، لكنني آمل حقاً أن ننعم يوماً ما بالسلام في عالمنا".

(رويترز)

المساهمون