ترامب ضد "أوبك".. 5 شهور من الابتزازات والتهديدات

ترامب ضد "أوبك".. 5 شهور من الابتزازات والتهديدات

26 سبتمبر 2018
ترامب يواصل حملته ضد "أوبك" منذ 20 إبريل (Getty)
+ الخط -


ليس الأوّل من نوعه التهديد الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد منظمة "أوبك" من منبر الأمم المتحدة أمس الثلاثاء، بل إن موقفه يأتي في سياق حملة ضغط ممنهجة منذ أكثر من 5 أشهر تستهدف تطويع المنتجين وخفض أسعار النفط.

أمس، وزّع ترامب سهامه في كل اتجاه، وأصاب بواحد منها منظمة "أوبك" التي قال إنها "تنهب بقية العالم كالمعتاد"، وحض الدول الأعضاء فيها على وقف ارتفاع أسعار النفط، والإنفاق على الدفاع عن نفسها.

وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "نحن ندافع عن العديد من هذه الدول مقابل لا شيء، وهي تستفيد من ذلك لفرض أسعار نفط مرتفعة، هذا أمر غير جيد، نريدها أن تتوقف عن رفع الأسعار... والبدء في خفضها. كما يتعين عليها المساهمة بشكل كبير من الآن فصاعدا في جهود الدفاع".

وأضاف ترامب أن "الدول التي تستقبل دولاراتنا وحمايتنا يجب أن تصون مصالحنا أيضًا، ولن نقدم المساعدة الخارجية إلا لمن يحترمنا"، مشيرًا في هذا السياق إلى منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، التي طالبها بخفض أسعار النفط، أو أنها "لن تتمتع بالحماية العسكرية بعد الآن".
وهذا الهجوم الشرس ضد المنظمة ليس الأوّل من نوعه، بل سبق لترامب أن أطلق اتهامات عديدة بحق منتجي النفط، لا سيما دول الخليج، في مناسبات مختلفة، وبنبرة تنطوي على ابتزاز واضح.

ففي 20 إبريل/نيسان الماضي، عندما بلغ سعر برميل النفط 70 دولاراً، دخل ترامب في معركة مع "أوبك" حين كتب على "تويتر"، أنه "يبدو أن أوبك فعلتها مرة أخرى. بينما هناك كميات قياسية من النفط في كل مكان، بما في ذلك ناقلات نقط معبأة في البحار، إلا أن أسعار النفط مرتفعة جدا بشكل مصطنع! هذا أمر غير جيد وغير مقبول".


وفي 5 يونيو/حزيران، كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أن إدارة ترامب طلبت من السعودية زيادة الإنتاج في منظمة "أوبك" بحوالى مليون برميل يومياً، حتى تهبط أسعار النفط من مستوياتها المرتفعة التي باتت تهدد مستقبل حصول "الحزب الجمهوري" على أغلبية في انتخابات الكونغرس المقبلة التي من المقرر إجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وفي 30 يونيو/حزيران، صرّح ترامب بأن العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وافق على زيادة إنتاج بلاده من النفط مليونَي برميل يومياً.
وأضاف، في تغريدة على "تويتر"، أنه تحدّث مع الملك سلمان طالباً منه تعويض الفرق الناجم في الأسواق عن تراجع إنتاج النفط الإيراني والفنزويلي فوافق.


ثم في 1 يوليو/تموز الفائت، اتهم ترامب "أوبك" بـ"التلاعب بسوق النفط"، عندما رد على سؤال في برنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز" على قناة "فوكس نيوز"، عما إذا كان هناك من يتلاعب بأسواق النفط، قائلاً إن "100%. أوبك تفعل، والأفضل لها أن تتوقف عن ذلك، لأننا نحمي تلك الدول، الكثير من تلك الدول. أوبك تتلاعب".

وأضاف ترامب، حينها، أن "أوبك تتلاعب، وسمحت كما تعلمون بزيادة الإنتاج بوتيرة أقل مما كنا نعتقد الأسبوع الماضي. في رأيي، عليهم أن يضخوا مليوني برميل أخرى". وكان يشير إلى قرار "أوبك" زيادة الإنتاج مع حلفائها من خارج المنظمة نحو مليون برميل يومياً في اجتماع فيينا، وإن كانت السعودية تعهدت منذ ذلك الحين بزيادة الإنتاج إلى مستوى قياسي.


وضخت السعودية نحو 10 ملايين برميل يومياً قبل أشهر، وقالت مصادر قريبة من السياسة النفطية للمملكة، وفق وكالة "رويترز"، إنها قد ترفع الإنتاج إلى 11 مليون برميل يومياً، فيما كانت تعني تلميحات ترامب، آنذاك، أنه يريد من الرياض أن تزيد الإنتاج إلى 12 مليون برميل يومياً، وهو ما لم تفعله المملكة من قبل.
وفي 5 يوليو/تموز، صعّد ترامب هجومه على "أوبك"، وكتب على "تويتر": "يجب على أوبك المحتكرة أن تتذكر أن أسعار البنزين مرتفعة، وأنهم لا يفعلون شيئاً يذكر للمساعدة... هم يدفعون الأسعار للارتفاع، بينما الولايات المتحدة تدافع عن الكثير من أعضائها (أوبك) مقابل القليل جداً من الدولارات. هذا يجب أن يكون طريقاً في اتجاهين. خفضوا الأسعار الآن!".



وفي 20 سبتمبر/أيلول الجاري، قال ترامب على موقع "تويتر" ، إن الولايات المتحدة توفر الحماية لبلدان الشرق الأوسط، مضيفاً أنها "لن تظل آمنة لوقت طويل من دوننا".

واعتبر ترامب أن تلك الدول "تواصل المطالبة بأسعار نفط أعلى"، ثم أضاف: "سنتذكر ذلك. على الاحتكار الذي تمارسه منظمة أوبك أن يؤدي إلى تخفيض الأسعار".

المساهمون