أسعار النفط تتخبط ما بين انتخابات ترامب ومصالح السعودية

أسعار النفط تتخبط ما بين انتخابات ترامب ومصالح السعودية

05 سبتمبر 2018
تأجيل طرح "أرامكو" أربك خطط السعودية (فرانس برس)
+ الخط -
غلّبت السعودية مصالح الرئيس الأميركي  دونالد ترامب على حساب الصفقة التاريخية التي كانت تعدها في طرح أسهم شركة أرامكو في الأسواق.

ويمكن من خلال تتبع الضغوط الأميركية لزيادة إنتاج النفط، وسير الرياض بمطالب ترامب، استنتاج جزء من أسباب تأجيل طرح أرامكو من جهة، واستمرار فرض أميركا هيمنتها على السوق النفطية من جهة أخرى. 

إذ يسعى ترامب إلى خفض أسعار  الوقود في الولايات المتحدة، قبيل انتخابات الكونغرس في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، خصوصاً بعدما ارتفعت فاتورة الوقود 400 دولار سنوياً على المواطنين الأميركيين وفق تقرير نشره موقع "زيرو هيدج" الأميركي الشهر الماضي.

وبموازاة ذلك دخل ترامب في مغامرة ضخمة عبر إعادة فرض العقوبات على اقتصاد إيران، بما فيه صادراتها النفطية، ما يعني انخفاض المعروض الدولي، وارتفاع الأسعار. ولضمان حصر التأثيرات، أمر ترامب السعودية بزيادة إنتاجها مليوني برميل يومياً.

السعودية استجابت، على الرغم من معرفتها أن قيمة أرامكو ترتفع مع خفض الإنتاج ما يدفع أسعار النفط صعوداً، كما أن اقتصادها المأزوم بحاجة إلى دفعة من الإيرادات النفطية.

وتشير التحليلات إلى أن ترامب أقنع السعودية بأن معاقبة إيران ستكون لها انعكاسات إيجابية على تسويق النفط السعودي، بعد خروج لاعب نفطي من سوق الإمدادات، يضاف ذلك إلى تأثير الارتباطات السياسية والأمنية ما بين البلدين التي تميل غالباً لصالح أميركا.

وفي السياق، قالت مصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وقطاع النفط لوكالة "رويترز" اليوم، إن السعودية تريد أن يبقى سعر الخام بين 70 و80 دولاراً في الوقت الحالي مع سعي المملكة، أكبر مصدر للخام في العالم، لإحداث توازن بين تعظيم الإيرادات وكبح الأسعار حتى إجراء انتخابات الكونغرس الأميركي.

وبعد إعلان خطط إدراج شركة أرامكو في 2016، بدأت المملكة الدفع باتجاه ارتفاع أسعار الخام لأسباب، منها المساعدة على تعظيم قيمة الشركة المملوكة للدولة قبل الطرح العام الأولي الذي كان مقرراً في 2018. لكن ذلك تغير في أبريل/ نيسان عندما ضغط ترامب علناً على الرياض لكبح أسعار الخام.

وشرحت المصادر أنه برغم تعليق خطة الطرح العام الأولي لأرامكو، لا تزال السعودية ترغب في إبقاء أسعار النفط مرتفعة قدر الإمكان دون مضايقة واشنطن. وتريد السعودية السيولة لتمويل سلسلة من المشروعات الاقتصادية. ولا تستهدف أوبك أو السعودية سعراً رسمياً محدداً للخام ومن المستبعد أن تستهدفا ذلك رسمياً.

وقال مصدر لرويترز "يريد السعوديون سعر النفط عند حوالي 80 دولاراً ولا يريدون للسعر أن ينزل دون 70 دولاراً. يريدون إدارة السوق بهذه الطريقة". وأضاف "إنهم يريدون السيولة. لديهم خطط والآن تأجل الطرح العام الأولي. لكنهم لا يريدون أن يتحدث أحد آخر عن أسعار النفط الآن. هذا كله من أجل ترامب".

ويطرح تحديد سعر مستهدف غير رسمي بين 70 و80 دولاراً للبرميل احتمال قيام المملكة بتعديلات دورية على إنتاجها للتأثير على سعر الخام مع استجابة السوق لعوامل أخرى تؤثر على العرض والطلب.

وقال مصدر إن السعودية ربما قامت بذلك الأسبوع الماضي. وذكر المصدر الذي يتابع سياسة إنتاج السعودية أنه عندما كان خام برنت يتجه صوب 80 دولاراً، أبلغت المملكة السوق عن زيادة في إنتاجها الشهر الماضي في وقت مبكر عن الموعد الذي عادة ما تكشف فيه عن مثل تلك المعلومات.

وقال المصدر "سينشر السعوديون على الأرجح بعض الإشارات الإضافية بهدف كبح الأسعار في ضوء ما وصل إليه السعر". والطموح في سعر بين 70 و80 دولاراً للبرميل مشابه لهدف منتجين آخرين في منظمة أوبك. فالجزائر، على سبيل المثال، تقول إنها تعتبر 75 دولاراً للبرميل سعرا عادلاً. وأكد مندوب لأوبك من خارج دول الخليج "الجميع يتحدثون عن مثل هذه الأرقام".

وانخفضت أسعار النفط اليوم الأربعاء مع وصول عاصفة مدارية إلى الساحل الأميركي المطل على خليج المكسيك، لكن تأثيرها على الإنتاج لم يكن قوياً. وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 69.31 دولاراً للبرميل، وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت بالعقود الآجلة إلى 77.80 دولاراً للبرميل.

المساهمون