بوتين رجل العام للإسرائيليين: "بطل" يكره الديمقراطية

بوتين رجل العام للإسرائيليين: "بطل" يكره الديمقراطية

12 يناير 2016
يُعجَب الإسرائيليون بالقائد "الأزعر"(إيتار تاس/فرانس برس)
+ الخط -
حلّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المرتبة الأولى في الاستطلاع الذي نظّمه موقع "وللا"، أوسع المواقع الإخبارية ومحركات البحث الإسرائيلية رواجاً، لاختيار رجل العام 2015، أخيراً. يعزو معظم روّاد الموقع اختيارهم هذا، إلى الحرب التي يشنّها بوتين ضد "الإرهاب"؛ ناهيك عن عدم تردده في تحدي الغرب سواء في أوكرانيا أو في سورية، وعدم مبالاته بالعزلة الدولية. 

وتعلق إحدى متصفحات الموقع، تدعى ليات، على النتيجة قائلة، إنّ بوتين "كان من دون شك الأكثر تأثيراً على النظام العالمي خلال العام الماضي". في حين تقول أخرى، وتدعى سارة، إنّ "سر قوة بوتين تكمن في أنه جريء وفظّ، ولا يلتفت للآخرين إذا تعارضت قناعاتهم مع قناعاته". ويكرّس حلول المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب في المرتبة الثانية، الانطباع بأنّ الإسرائيليين يفضّلون القادة الذين يتبنّون خيارات القوة في التعاطي مع القضايا العالمية والأزمات الإقليمية.

ويعزو الكاتب فيكتور شومسكي احتفاء الإسرائيليين ببوتين، إلى حقيقة أنّ هذا الأخير أثبت أنه مستعد للتوسع على حساب أراضي الدول والشعوب الأخرى، تماماً كما فعلت إسرائيل، التي توسعت من خلال احتلال أراضٍ عربية. وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر، أمس الإثنين، وجاء بعنوان "بوتين بطل إسرائيل"، ينوّه شومسكي إلى أنّ الإسرائيليين يجدون في بوتين تحديه للقانون الدولي، تماماً كما تفعل إسرائيل، التي لم تبد يوماً أي اهتمام بالقانون الدولي.

ويشير الكاتب إلى أن الإسرائيليين يحفظون للرئيس الروسي حرصه على محاربة "اللاسامية" في روسيا، مستدركاً أن الزعيم الروسي لم يقدم على هذا السلوك، إلّا لأنه يدرك أن الانشغال بمحاربة "اللاسامية" هو مطلب لدخول "نادي القادة المتنورين حتى لو كانوا من الذين لا يترددون في انتهاك القانون الدولي، تماماً كما يفعل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو"، على حدّ تعبيره.

ويوضح شومسكي، أن قطاعات واسعة من الإسرائيليين يشاركون بوتين رفضه قيم الديمقراطية واستعداده للدوْس عليها؛ إذ إنّهم مثله يعتبرون الديمقراطية تهديداً للمصالح "القومية". وبحسب الكاتب، فإنّ الإسرائيليين الذين يحتفون بالخطوات التي أقدمت عليها حكومة بنيامين نتنياهو ضد المثقفين والفنانين والمبدعين الذين يتحدون منطلقاتها الأيدلوجية وخطها الدعائي، يعجبهم سلوك بوتين الذين لم يتردد في اعتقال عضوات في فرقة "روك" لمجرد أنهن عبّرن عن مواقف سياسية معارضة. ويلفت هذا الكاتب الأنظار إلى أنّ أكثر المحتفين ببوتين ويعجبون به في إسرائيل، ينتمون إلى التيار اليميني بشقَّيه العلماني والديني.

اقرأ أيضاً: تحالف الممانعة الروسي الإسرائيلي

من ناحيته، يقرّ الكاتب أساف جولان، بوجود الكثير من المظاهر التي تدلّ على عمق إعجاب الإسرائيليين ببوتين، معتبراً أن هذا "الإعجاب" يشير إلى تراجع قيم الديمقراطية في الكيان الصهيوني. وفي مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر، أمس الأوّل الأحد، يلفت جولان إلى أن اندفاع بوتين لمواجهة تركيا رفعت أسهمه كثيراً في إسرائيل، منوهاً إلى أن تفاعلات الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي دلّت فقط على مدى تقديرهم لبوتين وسياساته.

ويشير جولان إلى أنّ الإسرائيليين يتنافسون على وسم بوتين بـ"القوي والمصمم"، علاوة على مجاهرتهم بامتداحه لعدم تقديره واحترامه للمؤسسات القضائية. ويرى أساف، أنّ الإسرائيليين يعجبهم القائد "الأزعر" الذي يقوم بعمليات التصفية تماماً كما يحدث في العالم السفلي، مشدداً على أنّ الاحتفاء ببوتين في إسرائيل يجب أن يشعل الأضواء الحمراء، لأنّه يدل على استعداد قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي للتراجع عن قيم الديمقراطية.

ويوضح الكاتب ذاته، أن مفهوم "الزعيم القوي" لدى الإسرائيليين يعني صراحة الزعيم المستعد للتخلي عن قيم الديمقراطية". ويشير إلى أنّ الحماس للرئيس الروسي يمثّل دعوة في الواقع لتجاهل جرائم الحرب التي يرتكبها، وقبول تبريراته بأن هذه الجرائم كانت ضرورة لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ويشدد الكاتب، على أن الاحتفاء ببوتين يعني الاحتفاء بقتل الصحافة، ومحاصرتها، والتنكيل بالمعارضين السياسيين، والقبول بالعيش تحت نظام ديكتاتوري يستتر بقشرة ديمقراطية. ويذكر أن العديد من برامج الترفيه التي تبثها قنوات التلفزة الإسرائيلية، عرضت مشاهد ساخرة تقارب بين بوتين ووزير الخارجية الإسرائيلي السابق، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، علماً أن ليبرمان نفسه أحد أصدقاء بوتين الشخصيين.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تعزّز تنسيقها مع روسيا لتحقيق مصالحها في سورية