باكستانيون أظهروا مرونة خلال كورونا

باكستانيون أظهروا مرونة خلال كورونا

05 سبتمبر 2020
التزام بالكمامة في باكستان (موزاميل ماتو/ Getty)
+ الخط -

 

كانت لكل دولة تجربتها الخاصة مع فيروس كورونا، وقد تعاملت مع الوباء بشكل مختلف عن الأخرى. لكن الباكستانيين أظهروا مرونة استثنائية في التعامل مع الوباء. وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي والثقافة الجماعية والمرونة على الصعيد الوطني التي نشأت خلال العقد الماضي في مساعدة المواطنين على التعامل مع الوباء. 

إيليا زيدي طالبة دكتوراه في تخصص علم النفس، وعضوة هيئة التدريس في جامعة كراتشي في باكستان. إضافة إلى مشاركتها في الأبحاث حول تأثير كورونا، والوصمة المتعلقة بالصحة العقلية، والإرهاب، تهتم بكل ما له تأثير على الصحة النفسية للباكستانيين. ومؤخراً، نشرت تقريراً في مجلة علمية حول الفيروس، ونقله موقع "سايكولوجي توداي". 

وتقول زيدي: "مرّت نحو خمسة أشهر منذ الإبلاغ عن أول حالة إصابة بكورونا، وتحديداً في 27 مارس/ آذار عام 2020. يزداد الوضع صعوبة في ظل عدم وجود علاج في الأفق". تضيف أن نظام الرعاية الصحية في باكستان يعمل فوق طاقته، وقد خسر العديد من "المحاربين" في الصفوف الأمامية حياتهم في المعركة ضد كورونا. ومع تزايد حالات الإصابة بالفيروس، كانت هناك تقارير عن ارتفاع نسب المشاكل النفسية والعنف المنزلي وحالات الانتحار. من جهة أخرى، فإن الخوف ووصمة العار التي لوحظت في البداية تراجعت تدريجياً. وكان للتكنولوجيا، على حد قولها، دوراً في سد الفجوة الناجمة عن التباعد الاجتماعي.  

خلال العقد الماضي، شهد الباكستانيون كوارث طبيعية وأخرى من صنع الإنسان. وعلى الرغم من العيش في ظل الفقر، فإنّ المرونة التي أظهرها الشعب "لا مثيل لها"، تقول زيدي. هذه التجارب خلقت جهداً جماعياً للتغلب على المشاكل. كان كورونا تحدياً عالمياً لم يكن أحد مستعداً له. في هذا الإطار، استغل الباكستانيون الذين يعيشون في الحجر الصحي وسائل التواصل الاجتماعي، لمساعدة بعضهم البعض في المعركة ضد كورونا من خلال مشاركة المعلومات المتعلقة بالإمدادات الطبية، وإعطاء الأمل والحديث عن تجارب الشفاء، وتمويل الجمعيات الخيرية، وتوفير الطعام المجاني للضحايا. 

وتُعد الطريقة التي يجتمع بها الناس معاً مستخدمين التكنولوجيا مثالاً رائعاً حول مرونة العيش في ظل الوباء. وتقول: "تكشف كل كارثة عن وسائل جديدة للتعامل مع مواقف الحياة الصعبة. وفي خضم الأزمات، يمكن أن يؤدي اكتشاف مفتاح التكيف الفردي إلى حدوث معجزات".

المساهمون