"شهاب ملح إنستغرام"... ضحية الصراعات داخل وسائل التواصل الاجتماعي

قصة "شهاب ملح إنستغرام"... ضحية الصراعات داخل وسائل التواصل الاجتماعي

30 يوليو 2020
دخل الشاب في حرب مشاهير (يوتيوب)
+ الخط -

شهدت مواقع التواصل قصة "شهاب ملح إنستغرام"، وصعوده إلى القمة في الكويت، وحصوله على عقود دعايات وإعلانات بمئات الآلاف من الدنانير، واستغلال الكثير من المشاهير في الكويت ودول الخليج العربي لشهرته، وتصويرهم معه العديد من المقاطع الكوميدية.كما شهدت أفول نجمه بعد قرار وزارة الداخلية الكويتية إبعاده عن الكويت إلى بلده الأصلي، إيران، بسبب "خدش حياء المجتمع الكويتي". 

وبدأ صعود شهاب مرتضى غفوري، الشهير بـ" شهاب ملح إنستغرام"، بتقليده لمقاطع العديد من الفنانين والفنانات في الوطن العربي، ما سبب له شهرة كبيرة بسبب إضفائه طابعاً كوميدياً على التقليد الذي يقوم به، إضافة إلى قيامه بتصوير يومياته عبر تطبيقات "سناب شات" و"إنستغرام".

وأدت شهرة شهاب إلى فتح أبواب الإعلانات عليه وتكوين ثروة كبيرة بالنسبة لشاب إيراني لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، لكن الشهرة صنعت لشهاب عداوات كبيرة داخل عالم وسائل التواصل الاجتماعي بسبب عدم وجود "حماة" له ووضعه القانوني كمقيم إيراني في الكويت.

وألقت الأجهزة الأمنية القبض على شهاب في أغسطس/آب 2019 بتهمة الاعتداء على الذات الإلهية، بعدما قام بتصوير مقطع فيديو مع فنانة كويتية تدعى مها محمد، قالت السلطات إنه يمثل سخرية من الذات الإلهية

وأودع شهاب في سجن دور الرعاية الخاصة بالأحداث والمراهقين لمدة عشرة أيام قبل أن يُفرج عنه، فيما لم يُوجه أي اتهام للممثلة الكويتية التي صوّرت المقطع معه.

وعادت السلطات الكويتية لإبعاد شهاب في شهر يوليو/تموز الماضي بعدما قام بتصوير مقطع قالت السلطات إنه يمثل "تعدياً على قيم المجتمع الكويتي" و"تشبهاً بالجنس الآخر"، فيما لم يُوجه أي اتهام لـ"فاشينستا" كويتية كانت ترافق شهاب أثناء تصوير مقطع الفيديو المثير للجدل. 

وحاول شهاب التوصل إلى حل مع السلطات الأمنية، لكن وزارة الداخلية قررت إبعاده عن البلاد نهائياً رغم أنه لا يزال في الثامنة عشرة من عمره ويعيش وحيداً مع والدته التي يصرف عليها من دخله من الإعلانات بعد وفاة والده.

وقال شهاب، في تصريحات له عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل ركوبه الطائرة التي أقلته إلى إيران باكياً: "لم يسمحوا لي بتوديع أمي عبر الهاتف وقاموا بإدخالي إلى الطائرة، وأنا أفخر بأني ولدت وعشت بالكويت، وأفخر بجنسيتي الإيرانية وأفخر بتاريخ دولتي وأحب الكويت".

وأضاف: "أنا أساعد عائلتي ووالدتي بعد وفاة والدي. فرطت بدراستي من أجل وسائل التواصل الاجتماعي وأنا أحترم الكويت وقوانين الكويت". 

وانتقد شهاب من تخلى عنه من المشاهير رغم أنهم كانوا يحاولون الوصول إليه وتصوير فيديوهات معه كي يشتهروا أكثر فأكثر على حسابه.

وقال المحامي والخبير القانوني سعود الظفيري، لـ"العربي الجديد": "هناك حملة كبرى تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد مشاهير التواصل الاجتماعي، والهدف منها وبكل صراحة التحكم في الفضاء العام الذي تحوّل إلى قوة هائلة تتحكم بالجمهور، وهذا الأمر لا يقتصر على الكويت فحسب، بل إنه يمتد إلى كل الدول العربية، لكن لكل دولة طريقة في التعامل مع الأمور".

وعن سبب إبعاد شهاب، يقول الظفيري: "إن الإبعاد يكون وفق قانون الإبعاد الإداري الذي يمنح وزير الداخلية سلطة إبعاد أي وافد يعيش على أرض الكويت لأي سبب يراه من دون عرضه على المحكمة، وهو قانون معمول به منذ مدة طويلة جداً". 

ويرى إعلاميون ومتخصصون في وسائل التواصل الاجتماعي أن استهداف شهاب جاء ضمن صراعات داخلية في "عالم المشاهير"، وأن الضحية هم الضعفاء من الوافدين وصغار السن الذين لم يكونوا علاقات بما فيه الكفاية لتحميهم من شرك الإيقاع بهم من قبل الآخرين.

ويقول ناصر الكندري، وهو مدير شركة للدعاية والإعلان سبق له أن تعامل مع العشرات من مشاهير التواصل الاجتماعي في الكويت، لـ"العربي الجديد": "إن الأمر لا يخرج عن كونه حسداً كبيراً لهؤلاء".

دلالات

المساهمون