البوظة في إسطنبول... ليست للبيع فقط

البوظة في إسطنبول... ليست للبيع فقط

محمد عبد الملك

avata
محمد عبد الملك
31 يوليو 2018
+ الخط -
إذا كنت ترغب في شراء الآيس كريم من شارع تقسيم في مدينة إسطنبول؛ فلن تحصل عليه بسهولة. هنالك، حيث يمارس البائعون أسلوبهم المختلف مع جميع زبائنهم، وقد يستغرق ذلك أحياناً من ثلاث إلى خمس دقائق لتحصل عليه، وقد يعرّضك الموقف للإحراج أمام عشرات الناس التي تقف في طوابير لمشاهدتك وأن تنتظر نصيبك.

وغالباً ما يتفنن البائعون في مخادعة الزبائن أثناء إعطائهم الآيس كريم بطريقة محترفة؛ إذ يمسكون بالعصا الخاصة (ملعقة حديدية طويلة) ويقومون بسحبه من الصناديق الخاصة بالآيس كريم في الثلاجات الزجاجية ورفعه. ولا تندهش إذا قام البائع أيضاً بإخراج كمية الآيس كريم بالكامل، والتي تزن أكثر من ستة كيلوغرامات وقام بدفعها إلى الأمام وهي معلقة في العصا بدلاً من البسكويت الجاف الصغير الذي طلبته، وعليه بعض الليمون أو الفراولة.

داخل دكاكين صغيرة جداً لا تتجاوز مساحتها الأربعة أمتار، وسط شارع تقسيم، يتنافس البائعون في جذب الزبائن من السياح، يرتدون زيهم الخاص باللباس العثماني والقبعات الحمراء أيضاً، ولن تستطيع أن تتجاوزهم وأنت تسمعهم يدّقون أجراسهم من أجل لفت انتباهك، وينادونك بعباراتهم التسويقية من خلال بعض الجمل التي تعوّدوا عليها باللغة العربية، وحتى الإنكليزية.

يتميز الشاب التركي حكمت اوزان، عن بقية الباعة، بأن له شارباً طويلاً مفتولاً على طريقة أجداده العثمانيين. ويقول حكمت، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن الأمر أصبح اعتيادياً بالنسبة له، ولكن الجميع ينظر إليه باستغراب وهو يقوم بخداعهم أثناء إعطائهم الآيس كريم، ويصبح الأمر أشبه بالتحدي بينه وبين زبائنه؛ إذا استطاع أحدهم أن يمسك الآيس كريم من بين يديه.

وأحياناً، يلجأ المشتري إلى الرد على البائع أثناء إعطائه الحساب، ويقوم بخداعه بنفس الطريقة أثناء تسليمه النقود، ويجبره على الخروج من مكانه لأخذ المال منه، وسط الشارع على سبيل المزاح.

وغالباً ما تستهوي تلك الطريقة الأطفال الذين يكونون مع آبائهم، ويذهبون لشراء الآيس كريم، ويتحول الأمر فجأة إلى أسلوب للتسلية والمرح؛ فيحرص الآخرون بدورهم على توثيق المشهد وتصويره بالهاتف المحمول للذكريات، وقد يصل الأمر ببعض الأطفال حد البكاء نتيجة عدم قدرتهم على أخذ الآيس كريم من الباعة، ومثله أيضاً يحدث مع الفتيات والكبار الذين بالطبع يفشلون ويبتسمون.
كما لا تستغرب إذا وصل الأمر وفاجأك البائع بإدخال بسكويت الآيس كريم الفارغ في أحد جيوبك، أو غافلك ووضعه فوق رأسك، كما يحدث مع الكثيرين، ولكن غالباً ما سينتهي الأمر معه بمصافحة ودّية، وستذهب وأنت غارق في الضحك من الموقف الذي كنت فيه. 

ولا يكاد يخلو شارع في إسطنبول من بائعي الآيس كريم الذين يبقون موجودين في محلات صغيرة، أو عبر عربات متحركة، وقد انتقلت تلك الطريقة إلى العديد من العواصم الأوروبية، وحتى المدن العربية؛ حيث يمارسون تلك الأساليب في البيع بنفس الطريقة، ويجدون فيها وسيلة سهلة للكسب والتسويق في الحال ذاته.

ذات صلة

الصورة

سياسة

تبادلت الحكومة والمعارضة في تركيا خلال اليومين السابقين مسؤولية تأثيرات العاصفة الثلجية على مدينة إسطنبول، وأدت حالة الشلل في المدينة إلى صراع وسجال سياسي وإلقاء كل طرف التهمة على الطرف الآخر بالفشل في اتخاذ التدابير.
الصورة
تحقيق المغرب

تحقيقات

يرصد محسن العروسي مسير مجموعة مغاربة في تركيا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، (تضم 33 ألفاً و 263 عضواً)، تزايد الطلب على وثائق تركية من قبل المغاربة الراغبين في السفر إلى إسطنبول في ظل الحظر الساري بسبب جائحة كورونا
الصورة
الانتخابات البلدية في إسطنبول/ Getty

سياسة

تتواصل عملية الاقتراع في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، اليوم الأحد، في ظل تنافس شديد بين مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، بن علي يلدريم، ومنافسه مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، ومتنافسين آخرين.
الصورة
صناعة العود والقانون تستوطن اسطنبول بعد هجرتها من حلب

منوعات

الحرب الدائرة في سورية، دفعت الشاب عبد العزيز محمد جميل حداد وشقيقه عز الدين، للانتقال إلى تركيا لمزاولة المهنة التي ورثاها عن والدهما، وفتح أسواق جديدة... إليكم تفاصيل القصة.

المساهمون