تركيا: الصراع على إسطنبول يحول العاصفة الثلجية إلى ساحة سجال سياسي

تركيا: الصراع على إسطنبول يحول العاصفة الثلجية إلى ساحة سجال سياسي

جابر عمر

جابر عمر
26 يناير 2022
+ الخط -

تبادلت الحكومة والمعارضة في تركيا خلال اليومين السابقين مسؤولية تأثيرات العاصفة الثلجية على مدينة إسطنبول، وأدت حالة الشلل في المدينة إلى صراع وسجال سياسي وإلقاء كل طرف التهمة على الطرف الآخر بالفشل في اتخاذ التدابير.

وشهدت إسطنبول، الإثنين الماضي، عاصفة ثلجية غير مسبوقة حولت الأحياء الغربية في الشطر الأوروبي إلى مناطق معزولة في ظل انقطاع الطرق والمواصلات العامة، وحوصر عدد كبير من المركبات في الطرق العامة، ما أدى لتركها في الطرقات، وبقي مواطنون ساعات طويلة محاصرين، ومشى آخرون كيلومترات عديدة.

الصورة
اسطنبول
عزل مدينة إسطنبول بسبب العاصفة الثلجية(Getty)

وتعتبر إسطنبول أكبر المدن التركية، وتمكنت المعارضة من حكمها بعد فوز مرشحها أكرم إمام أوغلو برئاسة البلدية في العام 2019، منهيا حكم حزب العدالة والتنمية منذ العام 2002 وحكم التيارات المحافظة منذ 25 عاماً، وتبعت ذلك اتهامات مستمرة من المعارضة بعرقلة عمل بلدية إسطنبول من قبل الحكومة.

ومنذ ذلك الحين يتواصل الصراع بين الحكومة التي يترأسها الرئيس رجب طيب أردوغان والمعارضة، ودائماً ما تحاول الحكومة النيل من إدارة المعارضة للمدينة، فيما تتهم المعارضة الحكومة بعرقلة عملها ومحاولة النهضة بالمدينة.

ويوم العاصفة انتشرت صور لرئيس البلدية إمام أوغلو في ساعات المساء وهو خارج من أحد المطاعم، عقب لقاء مع السفير البريطاني في تركيا دومينيك تشيلوت، الأمر الذي زاد الانتقادات، فيما وصل وزير الداخلية سليمان صويلو ووزير النقل والاتصالات عادل قره إسماعيل أوغلو إلى إسطنبول للمشاركة في إغاثة المحاصرين وفتح الطرقات، وهو ما جاء بصورة أن المعارضة فشلت في إدارة الأزمة، والحكومة هي التي هبت لنجدة المواطنين.

وتبع ذلك تبادل للتهم بشأن المسؤولية عن الطرق، حيث إن هناك طرقا سريعة تعود مسؤوليتها للبلدية وأخرى مدفوعة تقع على مسؤولية وزارة النقل، وكان واضحاً أن مواجهة الكارثة كانت تتطلب تعاوناً وتنسيقاً بين البلدية والحكومة، ولكن ما حصل لاحقاً كان عبارة عن تبادل توجيه الانتقادات والتهم.

إمام أوغلو، وفي مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، اعتبر أن "بلدية إسطنبول عملت خلال 12 ساعة بمناطق مسؤولياتها منذ بدء هطول الثلوج عبر فريق كبير وبالتنسيق مع الولاية (التي تمثل الرئيس أردوغان) على تقوية نقاط الضعف، وتم تأمين حركة المرور بانسيابية، وهو نجاح للبلدية".

وأضاف "أعلم بما يحصل في هذه الظروف وسبق في سنوات سابقة أن حوصرت بهذه المناطق لساعات طويلة"، في إشارة لفشل سابق لـ"حزب العدالة والتنمية" بإدارة المدينة، لافتاً إلى أنه "كان هناك نقص وأخطاء، وخاصة في منطقة أرناؤوط كوي، ولكن تم تجاوزها في اليوم التالي".

وقدم إمام أوغلو اعتذاره من المواطنين الذين علقوا، وقال إنه تقدم للولاية بمقترحات لحل بقية الأزمات العالقة، واضعاً تقييم ما حصل أمام المواطنين، وخاصة ما يتعلق بعمل الجهات الحكومية، مبيناً انه "التقى بالسفير البريطاني في لقاء عائلي كان مخططاً له قبل 25 يوماً، وهو لقاء معلن وليس سرياً".

وهدد بمتابعة الجهات الحكومية قانونياً بعد تسريب مشاهد لموكبه عند وصوله إلى المطعم، "لأنها أخذت من كاميرات المراقبة المخصصة لمتابعة الحوادث الأخرى، وهي تحت مسؤولية الجهات الرسمية".

وأوضح أن "هناك من يحاول صرف الأنظار عن جهود البلدية، والعاصفة أثرت على إسطنبول وتم إغلاق طريق أنقرة إسطنبول وطريق المطار الجديد (وهما تحت مسؤولية الحكومة)، ولكن هناك وسائل إعلام تطعن ببلدية إسطنبول، وهناك من لا يتقبل الهزيمة في إسطنبول فيتحدثون عن فرصة تناول الطعام، وكل جهة معروفة مسؤولياتها".

رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كلجدار أوغلو دعم موقف إمام أوغلو بقوله "الدولة بإمكانياتها تعمل على تشويه سمعة رؤساء البلدية، حيث تقطع الكهرباء عن المناطق الصناعية منذ 3 أيام، وتتسبب بأضرار اقتصادية، لأن أولوياتهم تشويه سمعة إمام أوغلو وعمدة إسطنبول منصور ياواش، لهذا على رؤساء البلدية متابعة عملهم وترك الحكومة للأعمال الفارغة".

وعلى صعيد الحكومة، قال وزير الصناعة والتقانة مصطفى واراناك، في كلمة له أمس، إن "الناس وضعوا ثقتهم بكم في أكبر مدن تركيا ودائماً تقولون الحكومة تعرقل عملكم، ولكن ما حصل في إسطنبول الجميع شاهده وكيف أن الآلاف بقوا محاصرين، وبدل جرف الثلوج ورش الملح على الطرقات لا يمكن مكافحة الثلوج برش الملح على السمك" (في إشارة لتناول إمام أوغلو الطعام في مطعم مخصص للمأكولات البحرية).

وأضاف "مواجهة العاصفة تتم من خلال الوجود في الساحة والميدان. الإنسان يخجل عندما تكون إسطنبول بقلب العاصفة ورئيس بلديتها يذهب إلى مطعم للسمك ويتصور هناك. إنه أمر مخجل".

وقال رئيس "حزب العدالة والتنمية" في إسطنبول عثمان نوري قابا تبه، أمس: "لم تفعل البلدية ما يكفي أمام الشلل الذي أصاب مدينة إسطنبول ولن ينسى أهل المدينة ما حصل، حيث توقفت الحياة وحوصرت السيارات، وعلى حزب الشعب الجمهوري وإدارة بلدية إسطنبول أن يدركوا أن المدينة ليست دون صاحب لها، وأهل المدينة سيتجاوزون ما حصل".

ويبدو أن تفاعل الأحداث سيتطور في الأيام المقبلة على الصعيد الإعلامي والسياسي بعدما قسمت الأحداث رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين شنوا هجوما على بلدية إسطنبول واتهموها بنقص الخدمات، فيما رد أنصار المعارضة بأن المسؤولية تتحملها الحكومة أيضاً، في ظل تناقل كبير لفيديوهات العاصفة وصورة إمام أوغلو في المطعم.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أثار اعتقال اللاعب الإسرئيلي ساغيف يحزقيل في تركيا أمس، ردود فعل غاضبة في إسرائيل، دفعت وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت لاتهام تركيا بأنها ذراع لحركة حماس.
الصورة

سياسة

كشفت وسائل إعلام تركية، اليوم الجمعة، تفاصيل إضافية حول خلية الموساد الموقوفة قبل أيام، مبينة أن هناك وحدة خاصة تابعة للموساد تشرف على "مكتب حماس في تل أبيب".
الصورة

سياسة

قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الأحد، إن إرهابيين نفذا هجوما بقنبلة أمام مباني الوزارة في أنقرة، مضيفا أن أحدهما قتل في الانفجار بينما قامت السلطات هناك "بتحييد" الآخر.
الصورة

منوعات

أعلنت السلطات الأمنية التركية، الأربعاء، أنّها أوقفت 27 مديراً ومحرراً صحافياً لحسابات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد "قيامهم بترويج خطابات تحريضية تحرّض على الحقد والكراهية في المجتمع".