اتفاق الرياض يتداعى والانفصاليون يعلقون مشاركتهم بمشاورات "الريتز"

اتفاق الرياض يتداعى والانفصاليون يعلقون مشاركتهم بمشاورات "الريتز"

26 اغسطس 2020
ينذر انسحاب المجلس الانتقالي من الاتفاق بتجدد المعارك بينه وبين قوات الحكومة (فرانس برس)
+ الخط -

قال شهود عيان لـ "العربي الجديد"، إن عشرات الدوريات الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي انتشرت فجر الأربعاء، في شوارع العاصمة المؤقتة عدن بعد ساعات من تعليق المشاركة في مشاورات اتفاق الرياض.
وذكر الشهود أن سبع دوريات من قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً، داهمت حي "السعادة" في مديرية خور مكسر، والذي تقطنه قيادات عسكرية موالية للحكومة الشرعية. وأشارت المصادر، إلى أن دوي اشتباكات عنيفة سمعت بعد تصدي أبناء حي السعادة لقوات المجلس الانتقالي، التي حاولت مداهمة منزل القيادي في المقاومة الشعبية الموالي للشرعية، سليمان الزامكي.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، قد أعلن مساء الثلاثاء، تعليق مشاركته في المشاورات الدائرة مع الحكومة المعترف بها دولياً برعاية السعودية، وذلك قبل أيام من الموعد المقرر لإعلان حكومة التوافق المشتركة بين الجانبين.
وتستضيف السعودية ممثلين من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في فندق "الريتز كارلتون"، منذ أواخر يونيو/حزيران الماضي، بهدف تنفيذ اتفاق الرياض، وفي 29 يوليو/تموز، بدأت ملامح انفراج بالاتفاق المتعثر بعد صدور قرارات رئاسية بتكليف معين عبد الملك بتشكيل الحكومة المرتقبة، وتعيين محافظ ومدير لشرطة عدن من شخصيات انفصالية تنتمي للمجلس الانتقالي.

وفي رسالة بعثوها للسعودية، بصفتها راعية الاتفاق بينه وبين الحكومة الشرعية، أرجع الانفصاليون قرار التعليق لعدة أسباب، أبرزها التصعيد العسكري من قبل قوات محسوبة على الحكومة اليمنية في محافظة أبين، وعدم التزامها بوقف إطلاق النار المتفق عليه.
وزعم المجلس الانتقالي، في رسالته، أن القوات الحكومية نفذت أكثر من 350 خرقاً، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 75 من قواته الجنوبية، وذلك منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 22 يونيو/حزيران الماضي.

واتهمت الرسالة الحكومة الشرعية بـ"استمرار عمليات التحشيد العسكري باتجاه الجنوب"، بمشاركة كبيرة لمن أسماهم بعناصر من تنظيمي القاعدة وداعش في إطار القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية في أبين، وعدم رعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى، وعدم صرف المعاشات والرواتب الشهرية لأشهر عدة، لا سيما مخصصات القطاعات العسكرية والأمنية، وتسوية أوضاع المتقاعدين العسكريين والمدنيين، وكذلك موظفي القطاع المدني وفي مقدمتهم المعلمون.

كما اتهم المجلس الانتقالي "القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية باستهداف المدنيين بمحافظة شبوة ووادي حضرموت والمهرة، بالتصفيات الجسدية والقمع والاعتقالات والإخفاء القسري والتعذيب داخل السجون"، في إشارة إلى المسيرة التي نظمها مجلس الائتلاف الوطني الجنوبي في مدينة سيئون، الاثنين الماضي، تأييداً للشرعية ضد مشاريع الفوضى.
وساق المجلس الانتقالي عدداً من المبررات الاقتصادية، منها "انهيار الخدمات العامة في محافظات الجنوب، وعدم إيجاد أية معالجات حقيقية تلامس احتياجات المواطن"، و"استمرار انهيار العملة، وعدم توفير سيولة نقدية في محافظات الجنوب، وتضخم أسعار السلع والخدمات، وما ترتب على ذلك من انعكاسات مأساوية على كاهل المواطن".

ولم يصدر أي تعليق فوري عن السلطات السعودية الراعية للاتفاق أو عن الحكومة اليمنية، لكن رئيس الوزراء المكلف، معين عبد الملك، كان قد أبلغ سفراء الدول الخمس الكبرى، أول من أمس الاثنين، أن هناك "خطوات جيدة" تم إنجازها على صعيد تطبيق اتفاق الرياض، بما في ذلك المشاورات مع القوى والمكونات السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة.

وكان من المفترض أن يتخلل مشاورات تشكيل الحكومة المرتقبة تنفيذ الشق العسكري والأمني وإعادة تموضع القوات الحكومية والانفصالية في عدن وأبين، وأكدت مصادر حكومية، لـ"العربي الجديد"، أن المجلس الانتقالي لجأ للمماطلة طيلة الفترة الماضية، ووضع عراقيل جديدة اشترط فيها تشكيل الحكومة والسماح بعودة محافظ عدن لممارسة مهامه قبل الشروع بالملف العسكري.

وبالتزامن مع تعليق المشاورات، قال مصدر قبلي في محافظة أبين، لـ"العربي الجديد"، إن معارك هي الأعنف على الأطلاق اندلعت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء وفجر الأربعاء، في جبهات "الشيخ سالم" و"شقرة" و"الطرية" بين القوات الحكومية والانفصالية، وسُمع دوي الانفجارات إلى أوساط زنجبار، عاصمة المحافظة.
وأعلن متحدث باسم القوات التابعة للمجلس الانتقالي، فجر الأربعاء، أن قواتهم شنت هجمات بسلاح الدروع على مواقع حكومية في شقرة والطرية والقطاع الساحلي، زاعماً إيقاع خسائر كبيرة في الطرف المقابل.