إيف غييمو... مساعٍ لإنقاذ إمبراطورية "يوبيسوفت" من فضائح التحرش

إيف غييمو... مساعٍ لإنقاذ إمبراطورية "يوبيسوفت" من فضائح التحرش

16 يوليو 2020
إيف غييمو (كريستوف أركامبول/ فرانس برس)
+ الخط -

"يوبيسوفت Ubisoft ليست لعبة، بل فريق أولمبي"... هكذا تحدث الرئيس التنفيذي لثالث أكبر شركة متخصصة في صناعة ألعاب الفيديو في العالم، إيف غييمو. كان ذلك قبل ثلاثة أعوام عندما كان يوضح أنه يريد منح العاملين أسهماً من الشركة من أجل ضمان بقائهم في المجموعة، التي كانت تخوض حرباً طاحنة مع منافسين من أجل جذب كفاءات في الابتكار والتطوير إلى استوديوهاتها المنتشرة في أكبر المدن العالمية.
غير أن ما حدث في الفترة الأخيرة، يكشف فضيحة ستحتاج الشركة إلى مجهود كبير من أجل التعافي من آثارها. فقد طاولت اتهامات بالاعتداء والتحرش الجنسيين أطراً كبيرة باستوديوهات تطوير ألعاب الفيديو التابعة للشركة، بل إن بعض الوقائع تعود إلى عدة سنوات. هذا ما أكدته شهادات استقتها صحيفة "ليبراسيون الفرنسية"، التي تحدثت عن نظام يهيمن عليه رجال نافذون في الشركة، ومحمي من قبل "حائط الموارد البشرية".
في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الشركة التي يناهز رأس مالها في بورصة باريس 8.99 مليارات يورو، في بيان لها، عن رحيل مسؤولين كبار، من بينهم المسؤول الثاني في المجموعة، ومديرة الموارد البشرية، بعد اتهامات تواجه أطرها بالاعتداء والتحرش الجنسي. ثم أعلن عن تعيين مدير جديد لاستوديوهات الشركة بمونتريال، وهو الأكبر ضمن سلسلة استوديوهات تابعة لها.
الشركة التي كانت أعلنت عن الشروع في التحقيق في السادس والعشرين من يونيو/ حزيران الماضي، أكدت أن قراراتها أتت بعد فحص أنجزته، إثر اتهامات وادعاءات في الفترة الأخيرة بـ"إساءة السلوك وتصرفات غير لائقة"، مشددة على اعتزامها تنفيذ تغييرات عميقة في ثقافتها.

وأسقطت الاتهامات المسؤول الثاني في الشركة، سيرج هاسكويه، الذي اضطر للاستقالة من منصبه كرئيس لدائرة الابتكار. لقد كان لاستقالته مفعول فوري، وتولى المنصب بالإنابة إيف غيمو، رئيس مجلس إدارة المجموعة.
لم تغفل البورصة أول من أمس تلك القرارات وما يعتمل داخل "يوبيسوفت"، فقد تراجعت قيمة سهم العملاق العالمي بـ4.98 في المائة في نهاية التداول، ما يمثل 470 مليون يورو من رسملة المجموعة الفرنسية. 
سيكون على إيف غييمو، رئيس الشركة، الإشراف على تغييرات في طريقة عمل فريق الابتكار، فقد صرح بأن الشركة عجزت عن ضمان بيئة عمل آمنة لموظفيها.
تولى غييمو أمر الشركة على مدى 34 عاماً، والتي توفر حالياً 18 ألف فرصة عمل، وكانت وراء ألعاب ناجحة مثل "أساسنز كريد" و"فار كاري" و"رايمان" و"ذي كرو".
تمكن غييمو، الذي سيبلغ من العمر 60 عاماً في 21 يوليو/ تموز الجاري من تأسيس شركة إنتاج فيديو الألعاب بمعية إخوته، كلود وميشيل، وجيرارد وكيريستيان، حيث اختاروا جميعهم الالتحاق بمدارس متخصصة في التجارة والاقتصاد. لم يكتشف مبادئ التجارة في المدارس، فقد لازم منذ صغره والديه، اللذين كانا يملكان محلاً لتجارة منتجات مثل الأسمدة لفائدة الزراعة، فمعها اكتشف أساسيات التدبير واللوجستيك.
في الثمانينيات من القرن الماضي، شرع إخوته في بيع الحواسيب دون أن يتخلوا عن نشاط العائلة في تجارة المواد الزراعية، إذ انخرطوا في تسويق برمجيات لفائدة الضيعات الزراعية. 
عندما أنهى دراسته العليا، حل بكاليفورنيا من أجل التدريب، غير أن إخوته أقنعوه بالعودة إلى فرنسا، حيث أرادوا الاستثمار في قطاع الترفيه، إذ شرعوا في استيراد ألعاب فيديو، قبل أن يتحولوا إلى الاستثمار في إنتاجها.

واستفاد الإخوة غييمو من الطلب على كل ما له علاقة بعالم الألعاب، إذ أحدثوا خمس شركات، تقاسموا إدارتها فيما بينهم، حيث تولى إيف غييمو تطوير يوبيسوفت، التي أضحت لاعباً لا يمكن الالتفاف عليه في قطاع إنتاج ألعاب الفيديو، لتصبح أول شركة في مجالها فرنسا، والثاني أوروبياً، والثالث عالمياً.
سعى غييمو إلى تجنيب شركة العائلة التي تنحدر من كرونتتوار بمنطقة بروطاني بفرنسا الخضوع لشركات متعددة الجنسيات.
نجاح الشركة يرجع الفضل فيه لغييمو، الذي قضى وقته في السفر بين استوديوهات المجموعة الموزعة بين مونتريال التي تحتضن أهم استوديو تابع لها، وشنغهاي وميلانو وبرشلونة وبوخارست ومونبولييه وسنغافورة وساو باولو.

المساهمون